من هو المريض المزمن .. حقاً!
انشغل الجمهور الوحداوي بمرض رئيس النادي عن مرض النادي نفسه!، بل إن رعاية الشباب ذاتها انشغلت بمرض الرئيس وأخذت تتابع أحواله عبر الصحافة الرياضية والهاتف، فيما ظل النادي الذي يعاني من مرض مزمن يزيد عمره على أربعين عاما مهملا لا يلتفت اليه أحد مع أنه الأصل والفصل والأساس والمقياس، ولكن هذا ما حصل على أرض الواقع يا أيها الناس!.
ومع دعائنا بالشفاء العاجل لرئيس النادي وأن يبقيه الله لأسرته الصغيرة لأنها أحق به من غيرها!، ولأن أحدا لم يطالبه بالاستشهاد من أجل النادي!، فإن على جمهور الوحدة الانشغال الصادق بمريضهم الأشهر والأكبر، ناديهم العريق الذي لم يزل يعاني من سكرات المرض المزمن فلا يكاد منه يفيق!.
إن المطلوب إدراك النادي الآيل للسقوط وتشخيص مرضه تشخيصا دقيقا يساعده على الشفاء بعد تقديم ما يناسبه من علاج ودواء، فلا يكفي في حالة النادي التشنج والبكاء ولطم الخدود وتذكر الماضي المجيد وعام 1386هـ وما قبلها من أعوام، بل لا بد من العمل على إعادة تلك الأمجاد، وهو ما يتطلب جهدا شاقا ومخلصا وتخطيطا حسنا وقدرة على استشراف المستقبل، وهذا ما لم يتوفر وجوده في العديد من الإدارات التي استلمت النادي على مدى ربع قرن حدثت خلاله العديد من الأمور التي كانت وراء ما حصل للنادي من إخفاقات متتالية من بيع لأبرز اللاعبين والاستيلاء على بعض الأصول، ومن صراع معلن وخفي على مقاعد مجلس الإدارة، فكل إدارة تترك موقعها طوعا أو كرها تبدأ في التحرك ضد الإدارة التي خلفتها، ولا تدع الأمر حتى تسقط الإدارة الخلف على يد بعض أعضاء الإدارة السلف! ولم يزل ذلك الصراع محتدما لا ينطفئ وقيده ولا تخبو جذوته على الرغم من تدخلات العقلاء والأخبار، واللقاءات العاطفية على (تباسي) السليق والوعود المعسولة ببدء صفحة جديدة.. حتى كل النادي ومل وتعب ومرض وتراجع القهقرى وبعد عن المنافسة ونافس مرات على السقوط إلى الدرجة الأولى حتى سقط أخيرا لأسباب منسوبة إلى تصرفات إدارية غير قانونية.. فانشغلوا يا أهل الوحدة بالنادي وعالجوا أمراضه المستعصية، أما رئيسه ـــ شافاه الله ـــ فلديه من يعالجه من أحباب وأهل وأصحاب، أما الوحدة فلا بواكي له!!
عكاظ 1432/6/30هـ