مكتبة عالمية لمكة المكرمة

على إثر مقالتي السابقة عن مكتبة الحرم المكي تلقيت العديد من الرسائل القيمة التي أشارت إلى أهمية وجود مكان ثابت وفخم ولائق لمكتبة الحرم المكي، وأذكر رسالتين الأولى من كندا من الدكتور محمود بن شريف الذي أشار إلى أهمية وجود مكتبة عالمية باسم مكة المكرمة، أو الحرم المكي انطلاقاً من كون مكة قبلة المسلمين والملايين من ضيوف بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار. ورسالة أخرى من بريطانيا من الأخت مكارم السيد تقول فيها زرت مكة المكرمة وكعالمة ومثقفة كنت أود أن أقف على بعض المعلومات عن حياة الناس في هذا البلد وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ووجود مكتبة باسم مكة المكرمة تعد مطلباً للملايين من مرتادي المملكة العربية السعودية.

إضافة إلى هذا ذهبت العشرات من الرسائل بضرورة إعداد مبنى راقٍ بمكة المكرمة باسم مكتبة، وهي من الأشياء التي نفتقر إليها جميعاً، في نفس الوقت تلقيت رسالة هاتفية من الزميل الأستاذ إبراهيم أمجد شيخ المقاولين يؤكد فيها بأنه علم من مسؤولين بأنه تم اعتماد مقر المكتبة أي مكتبة الحرم المكي في مشروع الملك عبدالعزيز (2) بشعب علي، فأشكره على الخبر وأبشر الذين سألوا عن ذلك، وما نريده حقيقة هو أهمية تحديد المكان، ومتى سيتم التنفيذ؟، حيث إن المشروع لا يستحق التأخير.

وفي حديث خاص مع الأستاذ عبدالحميد كاتب صاحب ملتقى الأحبة كل سبت بمنزله العامر دار الحديث عن المكتبات، وضرورة وجود مكتبة عالمية بمكة المكرمة، حيث لا توجد في مكة المكرمة مكتبة في المستوى وهي من الأهمية بمكان أن تتواجد، عبدالحميد كاتب وكيل أمانة العاصمة المقدسة سابقاً، وأحد مسؤولي نادي الوحدة أيضاً ركز في حديثه عن الاستثمار والأعمال الخيرية والمساهمات من كبار رجال الأعمال أمثال عبدالرحمن فقيه، وأحمد زكي يماني، وصالح كامل وغيرهم من كبار أهالي مكة ثروة وثقافة. وأشار الكاتب إلى أنه يتذكر أسرة بول في مدينة منسي الأمريكية بولاية انديانا عندما كان يدرس آنذاك، وأن هذه الأسرة أنشأت جامعة بول استيت لرعاية المواطنين هناك ثم سلمتها الدولة، وهناك الأمثلة كثيرة في مجال الاستثمار من كبار رجال المال.

ذكرني هذا أيضاً بمكتبة لاينجي ميلون، مدينة بتسبرج بولاية بنسلفانيا الأميركية عندما كنا ندرس لمرحلة الدكتوراه في الثمانينات، وكيف أنفق ميلون وعمل مكتبة كبيرة لخدمة مواطني المدينة، وكم كنت سعيداً وزوجتي وأبنائي بأن نرتاد المكتبة وهي إلى جوار مكتبة جامعة بتسبرج وكنا بعد زيارتنا منحنا بطاقة وسجلاً للاستعارة، والمكتبة غرضها تقديم الخدمات العلمية مجاناً، وهناك العديد من المشاريع التي تذيل بأسماء أصحابها أو أسماء المدن، المهم أن يكون هناك داعم فعلي، والمكتبة لها أبواب كثيرة أيضاً للاستثمار في إعداد الكتب والتآليف والترجمة، ومكان مخصص للعروض، والأفلام الترفيهية، وغيرها، تقدم برسوم رمزية لصالح الخدمات التي تقدمها، كما أنه يقام في المكتبة ونشاطاتها محاضرات وندوات ومؤتمرات وبرامج يرتادها الطلاب والمثقفون والزوار مثلها أيضاً مكتبات كثيرة في أميركا وحول العالم ومنها مكتبة الاسكندرية التي خطط لها اليابانيون وساهموا في بنائها. واعتقد بأن مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض تقوم بنشاطات علمية وأدبية مميزة.

ان المجتمع ينادي بضرورة إنشاء مكتبة (مكة المكرمة) على مستوى عالمي، بحيث تكون مكتبة الكترونية في إعدادها وبرامجها، ونشاطاتها، مزودة بأرقى ما تقدمه التكنولوجيا الرقمية المتطورة خاصة وأن زوارها سيكونون من رفعة المجتمعات الحاجة، والمعتمرة، كما أنه ينبغي أن يكون لمكتبة مكة المكرمة أو مكتبة الحرم المكي موقع الكتروني يخدم المجتمعات عن بعد ويسهل عليهم الاتصال لتحقيق حاجاتهم.

الإصدار الأول لملتقى الأحبه
أتحفني الأستاذ عبدالحميد كاتب بنسخة من الإصدار الأول لملتقى الأحبة وهو عبارة عن كتاب باسم (هاني ماجد فيروزي في أزجال مكية) جمعها الأستاذ تاج الدين السواس، والمؤلف فيه الكثير من الأزجال والوقفات المكية للمؤرخ الزميل الإعلامي والفنان هاني فيروزي، فتحية تقدير للأستاذ كاتب على جهوده الموفقة، وثناء للأخ السواس على اهتمامه، وبالتوفيق للأخ هاني في تطلعاته وشجونه المكية.