السكن في مكة المكرمة

أنعم الله على كثير من الناس السكن في مكة المكرمة أطهر بقاع الأرض مقدسة لدى المسلمين جميعاً وقبلة المسلمين جميعاً في صلاتهم أرض الحرم بها المسجد الحرام والكعبة المشرفة والحج والعمرة والمشاعر المقدسة ومهبط الوحي.

وقال الله تعالى في كتابه العزيز (ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) صدق الله العظيم (ابراهيم 37).

وقال سيد الخلق سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (والله انك لخير أرض وأحب ارض الله الى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ وقد أقسم الله تبارك وتعالى في كتابه فقال (وهذا البلد الأمين) (سورة التين 3) و(لا أقسم بهذا البلد) (سورة البلد 2).

ومن فضائلها ان الله سبحانه وتعالى أخبر انها أم القرى كما في قوله تعالى (ولتنذر أم القرى ومن حولها) (الأنعام 92).


كما ان الحج اليها فرضاً على كل مسلم وجعلها الله مثابة للناس وأمنا حيث يزدادون لها شوقاً ويرضى الانسان ان يغادر الأهل والابناء والاحباب والأوطان مقابل الحصول على جوار بيت الله الحرام ومشاهدة الكعبة المشرفة وقال صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا افضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة مرة، وما نشاهده اليوم من الأرزاق التي تأتي الى مكة المكرمة من جميع بقاع الأرض حتى تجتمع بها ثمرات الدنيا كلها على مدار فصول السنة دون انقطاع حيث قال تعالى (أولم نمكن لهم حرماً آمنا يجبى اليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون) (القصص 57).

فيا أخي الحبيب الذي أنعم الله عليك بالسكن في مكة أو العمل في مكة المكرمة أو الاستثمار في مكة المكرمة لابد أن تستشعر حرمة هذا المكان الطاهر وتبعد عن ارتكاب المعاصي والآثام وما نقرأه في الصحف اليومية عن المعاصي والآثام التي ترتكب في مكة المكرمة لهو شيء محزن حقاً ولو علم هؤلاء من يعصون ومن يغضبون لكان عليهم التوبة السريعة لاعطاء هذا المكان حقه من التكريم والاحترام وتعظيم حرمته حيث ان الذنب يعظم والعقوبة تشتد فليتق الله اولئك الذين يمارسون المحرمات في مكة كمن يرتكب المعاصي والآثام المختلفة أو فعل شيء مما حرمه الله وانتهاك حرمات الله فقد اختارها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بلد الرسالة ومهبط الوحي ومهوى الأفئدة فيا أحبتي حذار من الفسق والرفث في مكة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الندوة 1432/6/21هـ