عندما تحدث الفيصل أنصت الجميع

أصدقكم القول لم أكن أتوقع هذا الحضور الجماهيري من الجنسين الرجال والنساء في اللقاء التاريخي وغير المسبوق مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة والمنعقد في رحاب جامعة أم القرى بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية يوم الاحد الموفق 11/6/1429هـ هذا التاريخ والذي يجب أن يسجل في حنايا الذاكرة للأجيال القادمة لأسباب عديدة ومهمة ليس أقلها ما اكده هذا اللقاء من لحمة بين القيادة والشعب.

وهذا الالتفاف الكبير من جميع شرائح ومستويات ابناء منطقة مكة المكرمة والمدن والقرى والهجر الكل تسابق ليفوز بسماع الأنباء السارة التي أعلن عنها الأمير والتي تؤطر لمستقبل زاهر ينتظر المنطقة بدعم مادي ومعنوي منقطع النظير من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يحفظهما الله فهذه حلقة العمل التي يجب أن يسميها الفيصل بدلاً من كلمة ورشة وهذا في حد ذاته يوضح الأفق الواسع وادراك حجم المسؤولية وادائها باتقان وأمانة وحرفية حتى في صناعة الكلمة وهو فارسها بلا منازع وكأني بسمو الأمير يعيد الى الأذهان حلقات العلم في الحرمين الشريفين والتي تشمل تنقية العقيدة الإسلامية من الشوائب والتي أخرجت لنا العالم والمتعلم في شتى صنوف العلم والادب والمعرفة وما سمعه الجميع وأنصت اليه في هذا اللقاء الكبير هو بحق وثيقة تاريخية تضاف لمآثر هذا الامير الحاكم القوي الأمين، والأهم في هذا اللقاء هو شعور الجميع بالمسئولية للمساهمة في نهضة المنطقة كلاً بقدر ما يسر له هذه المسؤولية التي تتطلب انتزاع الصلاحيات لا تلك الصلاحيات المبرمجة على هوى المسؤول كما قال الفيصل لافض فوه، وكم كان اللقاء صادقاً يغلفه الحب بعيداً عن البروتوكولات والتفصيلات الاحتفالية الشكلية وهذه الاخرى رسالة موجهة للجميع للاهتمام بالمضمون لا بالشكليات وعندما تحدث الفيصل أنصت الجميع وان كانت الأكف قد التهبت من التصفيق عند سماع الأخبار العظيمة والسارة التي تخص المنطقة لا . بل العالم الاسلامي قاطبة وأحلى تلك التصفيقات عندما صفق الفيصل في بادرة تنم عن الانسانية المفرطة تجاه جميع من خطط وشارك ونفذ هذا اللقاء فبادله الحضور تحية بتحية أكبر دلالة على انه لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم دعم القيادة الرشيدة ومتابعة وتخطيط سمو أمير المنطقة الراغب صراحة بالقفز سنوات طويلة في سبيل تحقيق الرفاهية للمنطقة وابنائها وتحية للجندي المجهول صديق الجميع سعادة الدكتور المؤدب عبدالله الخضيري وكيل امارة منطقة مكة المكرمة على جهوده الكبيرة في سبيل ظهور هذا اللقاء بالمظهر اللائق اعداداً وتنظيماً وادارة للحوارات بين أكثر من ستة قاعات تخص بما يزيد عن عشرة آلاف مواطن ومواطنة واخيراً همسة حب في اذان الجميع بتلك اللفتة في حديث دايم السيف نحو المعلم ودوره الفعال في تدوير عجلة التنمية ملتزماً بالرسالة السامية التي تدعم السلوكات المرغوبة وتنأى بالاجيال الواعدة عن مزالق التطرف بأنواعه، وتأصيل معاني المواطنة الصالحة ومنها الملكية العامة والمحافظة عليها فالوردة المزروعة في حديثة بجانب الطريق هي ملك للجميع ويجب المحافظة عليها واذا كان ذلك كذلك أليس من الاجدر بنا جميعاً بأن نسير خلف هذا الانموذج الرائع والفريد خالد الفيصل متعه الله بدوام وتمام الصحة والعافية وزاده توفيقاً خلف توفيق والحمد لله من قبل ومن بعد.
لافتة

تحية للإخوة في جامعة أم القرى الذين ساهموا بجهود كبيرة في سبيل نجاح هذا الحفل المميز والكبير.

جريدة الندوة