غياب الشموس

نشعر بالظلمة حين تغيب تلك الشموس التي أضاءت لنا طرق المعرفة وسبل الثقافة، ومسالك الإبداع.. ولقد كان أديبنا الراحل الأستاذ عبدالله عبدالجبار، رحمه الله، واحدًا من تلك الشموس التي بنينا في نورها معرفتنا وثقافتنا وحضارتنا.. فكان من أصحاب الفضل الكبير على العديد من الأجيال، وكان له أثر عظيم في التأسيس لفكر راقٍ، وأدب سامٍ، ومعرفة يقظة، ونقد بناء.

ولا شك أن حزننا على مربٍّ قدير وأديب كبير بقامة الأستاذ عبدالله عبدالجبار، ينبع من الأثر الذي تركه، والمنجز الذي صنعه، والوعي الذي نشره، والهدف الذي سعى إليه.

لقد كان فقيدنا -رحمه الله- شخصية تربوية واعية، ونموذجًا فكريًا مستنيرًا، وناقدًا سابقًا لعصره، وقيمة ثقافية وطنية متميزة.

ولم يقدم الأستاذ عبدالله عبدالجبار على الزواج، لكنه تبنى أجيالاً من المثقفين والأدباء، صنع منهم وبهم شخصيات تنويرية وحضارية أسهمت في حركة الوعي والبناء في مشهدنا التعليمي والثقافي والأدبي المعاصر.

وأمام ما قدمه الأستاذ عبدالله عبدالجبار من عطاء كبير، كان لا بد لولاة الأمر من تكريمه والاحتفاء به، من خلال مهرجان الجنادرية الحادي والعشرين، حيث كان شخصية المهرجان لعام 2006م، ومنح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.

وأن إعادة نشر مؤلفات أديبنا الراحل، ودراسة آثاره، والتعريف بمنجزاته، واجب علينا جميعًا، وبخاصة مؤسساتنا التعليمية والثقافية والأدبية.. ليتعرف الأجيال، على أولئك الرجال، الذين تحققت على أيديهم وبجهودهم الكثير من الآمال .

ملحق الاربعاء 1432/6/8هـ