عبداللـه عبدالجبار ..فـي ذاكـرة الأجيــال
فقدت ساحتنا الأدبية علماً بارزاً من أعلام الأدب العربي السعودي، ومن كبار رواد الأدب في بلادنا العزيزة، الذين تميزوا بالفكر الثاقب، والرأي النقدي النزيه.
- رحل أستاذنا الكبير بعد أن ترك إرثاً أدبياً سيظل خالداً في ذاكرة الأجيال.. وهل أحد ينسى دراساته الأدبية والنقدية ومن أبرزها كتابه الذائع الصيت «التيارات الأدبية في الجزيرة العربية»؟!.
| كنت قبل ساعة من وفاته - رحمه الله- في مكالمة مع الصديق الأستاذ الدكتور أسامة فلالي طمأنني خلالها على صحة أستاذنا ، على أن نزوره في أقرب فرصة ، غير أن الاجل كان السباق حين اختاره الله تعالى إلى جواره.
- لقد كنت محظوظاً بمعرفة الأديب الشهير عبدالله عبدالجبار ، والتشرف بحضور جلساته الأدبية ، كل يوم سبت، بمنزله في مدينة جدة، وتكرار زياراتي له بعد انتقاله إلى مكة المكرمة، وكان رفيقي في هذا التواصل اللذيذ أخي الأستاذ الفاضل فاروق صالح بنجر.
- كان مجلسه الموقر في جدة يضم نخبة من الأصدقاء الأوفياء، والأساتذة الفضلاء، أذكر منهم - مع حفظ الألقاب - : د. أسامة إبراهيم فلالي، فاروق بنجر، عبدالفتاح أبو مدين، محمد أحمد العربي، عبدالرزاق حمزة، بكر بابصيل ، عبدالله حبابي، عبدالرحمن بادريق، د.عاصم حمدان، أحمد عبدالجبار، عبدالله فراج الشريف، صالح ناضرين ، هاني زهران ، محمد حافظ .
ويحضر مجلسه بين الفينة والأخرى بعض الشخصيات المعروفة بوفائها لأستاذها الجليل، ولقد كان الأستاذ محمد سعيد طيب من أبرز أصدقائه الحريصين على مواصلته ، وتفقد أحواله، وله مكانة خاصة في وجدان الفقيد.. فلأبي الشيماء مني خالص العزاء، لعلمي بتأثره البالغ بوفاة أستاذه الوقور، ومن وفاء الرجل الطيب محمد سعيد طيب ، اضطلاعه بمهمة جمع ونشر الأعمال الكاملة لأديبنا الراحل ، فجزاه الله خيراً.
| لقد تميز أديبنا الراحل بشخصية المثقف المدرك لدوره التنويري في المجتمع، ومارس هذا الدور الشاق منذ بداية عمله التربوي إلى أن أصبح من مشاهير النقد والأدب في العالم العربي، ومما ساهم في شهرته، ما عُرف عنه من تواضع ، واحترام لآراء الاخرين، والقدرة على الاقناع من خلال الرأي النزيه، كما عُرف بوطنيته الصادقة ، ووفائه لبلاده، وخدمته بإخلاص في سبيل رفعة ورقي أمته، الأمر الذي استحق به تقدير ولاة الأمر في بلادنا الحبيبة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، حيث تم اختياره «الشخصية الثقافية» في الجنادرية . رحم الله أستاذنا الجليل عبدالله عبدالجبار، وجزاه خير الجزاء على كل ما قدمه لوطنه وأمته. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
الندوة 1432/6/6هـ