ثلاثي مكة المكرمة .. والحلم المنتظر
تعيش مكة المكرمة حرسها الله هذه الأيام مرحلة مهمة في تاريخها المشرق في كافة مناحي الحياة العامة تنموياً وحضارياً واقتصادياً واجتماعياً بفضل الله سبحانه وتعالى الذي ضمن إطعام الجائع فيها وأمانه من الخوف أياً كان مصدره ، ثم بالرعاية الكريمة لولاة الأمر أدامهم الله وعلى رأسهم ملك الحكمة خادم الحرمين الشريفين الذي لا يألو جهداً لإعطاء هذه المدينة المقدسة عاصمة الإسلام والمسلمين كل الاهتمام والدعم المادي والمعنوي الذي يفوق الوصف والتثمين.
ونشهد هذه الأيام حراكاً متسارعاً لعودة صوت مكة المكرمة صحيفة (الندوة) الغراء من خلال ما تم التوصل إليه في الاجتماع التاريخي برعاية معالي وزير الثقافة والاعلام والذي أقر من خلاله رفع رأس مال مؤسسة مكة للطباعة والاعلام إلى أكثر من 267 مليون ريال وفتح باب اسهم جديدة ودخول أعضاء جدد كمؤسسين وما يتبع ذلك الأمر من إنشاء مبنى حضاري للمؤسسة والصحيفة وتوفير مطابع حديثة تضاهي كبريات الصحف العالمية ومركز معلومات وصحيفة الكترونية وغير ذلك من أسباب تفوق هذه الصحيفة التي تلقى رعاية خاصة من خادم الحرمين الشريفين لصدورها من أقدس بقعة على وجه الأرض ، وأقول بهذه المناسبة لرجال المال والأعمال في مكة المكرمة وغيرها من مدن مملكتنا الحبيبة ان ما كنتم تطالبون به قد تحقق ويبقى دوركم في المساهمة في هذا المشروع الحضاري وزيادة رأس المال المقترح والدخول كأعضاء جدد تساهمون في تحقيق هذا الأمل بمالكم وما وهبكم الله سبحانه وتعالى من فكر وابداع فيد الله مع الجماعة (وبارك الله في من نفع واستنفع) على اعتبار أن هناك مردوداً اقتصادياً جيداً للمساهمين ، وأجدها مناسبة طيبة لشكر سعادة الدكتور فهد العرابي الحارثي مدير عام مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام على الجهود الكبيرة حتى خرجت هذه الدراسة المؤملة إلى حيز النور وان كنت أتمنى أن لا تطول فترة الانتهاء من الإجراءات الادارية والقانونية والنظامية بعيداً عن البيروقراطية الادارية وحتى يتحقق الحلم المنتظر في أسرع وقت بمشيئة الله تعالى.
أما الأمل الثاني نادي مكة الأدبي ونحن نشهد أيضاً هذه الأيام حراكاً متسارعاً لتشكيل مجلس إدارة جديد يتواكب مع المرحلة الزاهرة التي تعيشها بلادنا الغالية في شتى مناحي الحياة وإن كنت هنا تحديداً أناشد الجميع ترسم خطى أمير مكة المكرمة خالد الفيصل في بث روح العمل والمنتخب والجمهور ، فهذا الجمهور الجماعي ، والإيثار والإبداع دون تحزب أو لمجرد تسجيل مواقف أو تلميع أسماء بعينها فمن يتصدى لأي عمل وطني لابد أن يعي تماماً أن هذا العمل مهما كان مسماه الاداري والتنظيمي هو أولاً وأخيراً عمل وطني يحقق تطلعات الجميع وان كانت المحاسبة واردة كمفهوم حضاري بدون تملق وإثبات وجود على حساب الحقوق المشروعة للناخب والمنتخب والجمهور ، فهذا الجمهور الكريم ليس اقلالاً منه فمنهم من يفوق مجلس الادارة المرشح علماً وثقافة ومكانة اجتماعية مع احترامي الشديد للجميع ، وعندما ذكرت الفيصل ادام الله توفيقه تذكرت مواقفه العظيمة وبعد نظره الثاقب سواءً في نجاح مواسم الحج النجاح المشهود فإنه يحفظه الله وهو رئيس لجنة الحج المركزية ويباشر شخصياً أعمال الحج فإنه وبعد الموسم يجير النجاحات للاخرين ، العاملين في الميدان من عسكريين ومدنيين ومؤسسات طوافة وغيرهم ، وعندما نجح المهرجان الرياضي في المباراة الختامية لنهائي كأس سمو سيدي ولي العهد المعظم بين فريقي الهلال والوحدة وانتهت المباراة بشكل محزن لكل وحداوي مفرح لكل هلالي ، شكر سموه يحفظه الله الجماهير التي زينت اللقاء بالتشجيع الراقي والعبارات الوطنية هذه الجماهير هم قراء (الندوة) ومرتادو نادي مكة الأدبي وجماهير الوحدة الكبيرة الذين سيشهدون في الأيام القادمة بمشيئة الله تعالى ما يثلج الصدر ويطرب الاذان لما وصلت إليه اللجنة الموقرة التي أمر بتشكيلها أميرنا المحبوب خالد الفيصل لانتشال هذا النادي العريق من نكباته ومشاكله المزمنة ، خصوصاً إذا تحقق ما قلته في بدايات المقال من ضرورة توفر الارادة والادارة والعمل الجماعي والصدق في السر والعلن وايصال المعلومة في ضوء الشمس بعيداً عن الضمير المستتر وأنا ومن بعدي الطوفان والتمسك العقيم وغير المفهوم لنظرية البُلدة ماسحي السبورة أو من يُقلد خطوات (ياستي شوفيني ومن عينك لا تنزليني) وختاماً كل الشكر لجميع من عمل وأصاب وعمل فأخطأ لأنه لا خطأ بدون عمل ولا عمل بدون خطأ، سواء في (الندوة) أو نادي مكة الأدبي أو نادي الوحدة، وإنا لمنتظرون ، وعلى الله قصد السبيل.
الندوة 1432/5/28هـ