وقفة صادقة للندوة سنظل نكتب عن الندوة التى أرهق

سنظل نكتب عن الندوة التى أرهقتنا وأتعبتنا، وسنقف احتراماً وتقديراً للعاملين فيها في كل وقت حتى نراها كما نريد، فوقفة صادقة يا رجالات مكة ويا أثرياءها لهذا الصرح المكي، وقفة لهذه الصحيفة المكية «الندوة»، التي طالها التهميش والإقصاء مراراً وتكراراً، وقفة لهذا المنبر الإعلامي بعيداً عن الإثارة وبعيداً عن المشاحنات وبعيداً عن المزايدات، هذه الصحيفة التي لها دور ثقافي واجتماعي تضطلع به في ظل السياق الحضاري والفكري والثقافي لمكة المكرمة، فمع إطلالة فجر كل يوم يصيبنا الهلع من توقف هذه «الندوة» بهذه الإمكانات المتواضعة مقارنة بالصحف الأخرى التي تمتلك القدرات الآلية والمادية والتي هي الأهم، ولكن رغم كل هذا التهميش وعدم الدعم تصدر هذة الندوة المكية التي أتعبتنا وكسرت قلوبنا وبدأت تتبخر أحلامنا بعد العديد من الهزات، مازالت تقدم مادة تحريرية متنوعة ومتميزة للقارئ المكي، ووصلت بعزيمة وإصرار إلى مستوى رضانا رغم قلة الموارد، ولكننا كأبناء مكة نطمع إلى أن نرى هذه «الندوة» في مستوى الصحف الأخرى ولكن يبدو أن مهنة الصحافة والتي يطلق عليها «مهنة المتاعب» قد انطبق على هذه «الندوة» فأتعبتنا نحن أبناء مكة، وقفزت إلى ذاكرتي المواقف عندما بدأت أكتب عن الحالة التي وصلت إليها هذه «الندوة»، والعصامية رغم ما تمر به من ظروف قاهرة، وأقسى هذه الظروف ابتعادنا عنها، ولكن إرادة وتصميم الزملاء زرعت وأعطت الروح، ولكني طرحت الكثير من الأسئلة بدايتها: هل ما زلنا نقدم ما يرضينا عن هذه الجريدة، هل ما زلنا نعطي دعمنا..؟! نعم نحن أبناء مكة لا نزال مقصرين.

لقد كانت أول زيارة لهذا الصرح الإعلامي عندما كنّا طلبة ندرس في جامعة أم القرى، وفي تلك الزيارة تعمق ارتباطنا الوجداني بالندوة التى تصدر من أطهر بقعة، وأذكر ذلك الصحفي المهني عيسى خليل -رحمه الله- عندما كنّا نأتي إليه ليعلمنا بصدق ويحدثنا عن المهنية الصحفية بكل أمانة وشفافية.

أين رجال الأعمال بمكة، وأين أثرياؤها..؟! إنني أتوجه بهذه الكلمات الصادقة لهم لبحث كيفية إنقاذ هذه الجريدة (الندوة) من أجل مكة البلد الأمين موطن القداسة وموئل الإجلال ومحل العطايا من الكريم - من أجل مكة أنقذوا هذه الجريدة (الندوة).

* رسالة:
الشخصيات المكية لها طابع مميز وخاص، كيف لا وهم يعيشون في رحاب بيت الله الحرام ومهوى الأفئدة.. كيف لا وهم تربّوا على آداب الحرم المكي بشهامتهم وأخلاقهم.. كيف لا وهم يحملون تلك الصور والمشاهد التى تميّزت بأهميتها التاريخية والثقافية والاجتماعية..؟!

هذه الشخصية المكية التى تحمل صدى السنين وروائع الذكريات وبهيج الأشجان، هذا الإنسان المكي بشهامته وكلمته الحلوة، وقد تجسّدت فيه كثير من سمات الرجولة والواجب، والتي أصبحت نادرة في هذه الأيام.

المدينة 1432/5/24هـ