من لأدبائنا ومفكرينا ؟
تحت عنوان “ أين عبدالله جبر؟ “ تحدثت في الأسبوع الماضي متسائلا عن غياب الشاعر الأستاذ عبدالله جبر الذي صدح بكلماته شعراً وبدعوة من نادي مكة الأدبي بتنظيم أمسية شعرية لاستاذنا الشاعر مصطفى زقزوق ـ شفاه الله ـ والذي لم يتمكن من الحضور لمرضه فحل محله أستاذنا وابن أستاذنا الشاعر حمزة إبراهيم فودة في أمسية أبدع فيها شعرا كما أبدعت الشاعرة الدكتورة مها العتيبي بقصائدها .
وبين ما تناولته وما أثير عقب ذلك حول غياب الكثير من أدبائنا عن الساحة الأدبية إما لمرض أصابهم أو تغييب الأندية الأدبية لهم تذكرت مقاهي مكة المكرمة يوم كانت حاضنة للأدباء والمفكرين وملتقى للمثقفين وكان من أبرزها مقهى عبدالحي بالمسفلة والذي ورد ذكره في الكثير من المراجع الأدبية.
وبين تلك الذكرى العابرة ومقولة الشاعر الدكتور عبدالله باشراحيل لي الأسبوع الماضي بأن الكثير من أدبائنا غابوا عن الساحة نتيجة لجفاء المجتمع لهم ودعوته بأن يكون لهم تواجد بالساحة إما من خلال نشر نتاجهم بواسطة الأندية الأدبية أو عبر الصحف والمجلات المحلية ليظلوا بذاكرة الأجيال.
وكان أستاذي الشاعر مصطفى زقزوق ـ شفاه الله ـ والذي حادثني هاتفيا شاكرا لما تناولته عنه واحداً من شعرائنا الذين غيبهم المجتمع.
ومن الأدب والشعر إلى التراث الفني الذي غدا هو الآخر مغيبا في ظل سقوط الكلمات الغنائية وظهور الموسيقى الصاخبة فعلى مدى سنوات عدة والفنان الجسيس محمد أمان مقعد عن الحركة ولم يجد من يسأل عنه بمكالمة هاتفية !.
وان كان المجتمع دفاناً كما قال أستاذنا محمد حسين زيدان ـ رحمه الله ـ “ فان للأستاذ / خالد عطية الحربي مدير المكتبة العامة بمكة المكرمة خطوة جيدة وموفقة بدأ يخطوها أملا أن يجد من يدعمه في تنفيذها إذ بدأ تحركاته بدعوة أبناء وورثة الأدباء المتوفين بحفظ مكتبات الأدباء داخل أروقة المكتبة العامة وهي خطوة تستحق الشكر لأننا وجدنا وسط المجتمع من يتذكر أدباءنا ويسعى لحفظ مكتباتهم بعد وفاتهم.
وإن كان الأستاذ الحربي قد وجد بارقة أمل وبادرة خير من الدكتور نجم الدين انديجاني لحفظ مكتبة أستاذنا عبدالكريم نيازي ـ رحمه الله ـ فإننا في انتظار إجابة الدعوة وقراءة محتويات مكتبة الأستاذ / عبدالكريم نيازي ـ رحمه الله ـ داخل أروقة المكتبة العامة.
الندوة 1432/5/2هـ