آه.. يا عظامي؟!

لم تكتف بعض المستشفيات الحكومية بالاعتذار عن عدم توفر سرر التنويم للمرضى وإعطائهم مواعيد بعيدة حتى ينوموا ويعالجوا، حتى وصل الأمر إلى بقاء بعض المرضى في قسم الطوارئ أياما قبل التمكن من توفير سرير لهم لتنفيذ أمر الطبيب المعالج بحاجتهم الملحة للتنويم، لم تكتف بعض المستشفيات بمثل هذا الاعتذار والأعذار حتى بلغ بها الأمر إلى حد جعل مواعيد الكشف على المرضى في العيادات الخارجية تحتاج إلى شهور من الصبر والانتظار فهذا مريض حول من المركز الصحي الذي يخدم الحي الذي يسكنه إلى مستشفى النور بمكة المكرمة لأنه يعاني من آلام في العظام ولأنه لا يوجد في المركز الصحي إخصائي عظام يستطيع علاجه فإذا به يعطى موعدا للكشف عليه في عيادة العظام بمستشفى النور بعد نحو مائة يوم من تاريخ مراجعته للمستشفى بالتحويل وتقديمه للطلب!؟

هذا المريض الذي أقدمه باعتباره نموذجا ومثلا ليس إلا، يبلغ من العمر 74 عاما أي أنه في عشرة الثمانين أو يخطو نحوها «ومن يعش ثمانين حولا لا أبالك يسأم»، ومع ذلك فإن المطلوب منه مع سأمه من الحياة كلها أن يعاني لمدة مائة يوم حتى يحظى بشرف مقابلة طبيب العظام في «النور كليفلاند!!».
أما المعاناة التي سوف يعيشها المريض مع آلام العظام لا سيما إذا ما أناخ عليه الليل بكلكله فإن مثل هذا الأمر خارج نطاق التغطية والتفكير الجاد وعذر الذين يعطون المواعيد البعيدة أن العيادات الخارجية تشهد زحاما يوميا يجعل إمكانية إعطاء مواعيد قريبة غير ممكن نظريا أما الممكن فهو أن يلتمس المريض شفاعة ما تضمن له الدخول على الطبيب المعالج في اليوم نفسه أو بعد أيام قليلة ولكن الضعفاء عادة لا سند لهم ولا شفيع يطاع، ولذلك تجدهم يضيعون بين الأرجل في زحمة الناس.. «يا أرحم الراحمين»!؟

عكاظ 1432/4/19هـ