رجب أردوغان.. تشكر.. إيد ريم!
علت وجه دولة رئيس وزراء تركيا السيد طيب رجب أردوغان، ابتسامة عريضة وارتسمت على محياه علامات الارتياح عندما سمع مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري معتوق عساس يحييه ويرحب به بعبارات باللغة التركية ومنها قوله: «تشكر أيد ريم».. أي الشكر لكم، وعبارة «هوش قالد نيزم».. أي شرفتمونا وذلك في الحفل الذي أقامته الجامعة صباح يوم الاثنين الماضي 16/4/1432هـ بمناسبة منح دولته شهادة الدكتوراه الفخرية في خدمة القضايا الإسلامية.
وقد حيا مدير الجامعة دولته بكلمات وعبارات أدبية رائعة عندما خاطب الحفل بقوله: في قلب حي قاسم باشا ولد أمل وخرج إلى الدنيا طموح!، وفي تلك الأزقة التركية العتيقة المعجونة بالتدين والطيبة درج الفتى رجب بعزم وحزم ليصبح قبل أن يبلغ الخمسين عاما من عمره رئيس وزراء تركيا الجديدة ويقف أمام العالم قائلا بفخر واعتزاز بدولته المسلمة الناهضة: إن تركيا أصبحت مثل طائرة على مدرج الإقلاع ولن يقف أمامها شيء!؟
وجاء في بعض الصحف المحلية أن هذا الرجل العصامي الكبير بدأ حياته بائعا للبطيخ في أزقة «إسلام بول» ليصنع بعد ذلك مجده ومجد بلاده وليسجل اسمها في لوحات الشرف: دولة ذات سيادة ومنهج وقوة إيمان بالمبادئ الفاضلة ولم يزل العالم المحب للسلام يذكر له وقفته من حصار الصهاينة لغزة وتضحية أبناء شعبه بأرواحهم من أجل فك ذلك الحصار الظالم القاتم!
ولما تسلم دولة الرئيس أردوغان شهادة الدكتوراه الفخرية قال للحفل إنه سبق له أن منح ست عشرة شهادة دكتوراه فخرية من جامعات إسلامية وعالمية ولكنه يعتبر هذه الشهادة المقدمة له من جامعة أم القرى أغلى شهادة لديه لأنها صادرة من مكة المكرمة عاصمة الإسلام والمسلمين، مؤكدا بذلك على حسه الإسلامي وانتمائه العميق لأمته المسلمة العظيمة التي لا بد لها أن تنهض ذات يوم بالعلم والحرية والعمل الجاد المثمر.
لقد كانت خطوة موفقة من الإخوة في جامعة أم القرى ممثلة في كلية الشريعة وأصول الدين أن يفكروا في مثل هذه المبادرة الذكية بمنحهم درجة الدكتوراه الفخرية لرجل مجيد يستحق أعظم الأوسمة والنياشين لأنه أصبح رمزا وضاء في حياة المسلمين، كما كان جميلا من ملتقى جدة الاقتصادي أن يدعو هذا الزعيم المبدع في مجال السياسة والاقتصاد والتنمية ليخاطب الملتقى ويطرح من على منبره رؤيته الحصيفة، ودعوته الجادة إلى نهضة شاملة تعزز الأمن والسلام والخير في العالم وإلى المزيد من المبادرات الطيبة .
عكاظ 1432/4/18هـ