إذن .. لا عزاء للمحتاجين!

سمعت من مسؤولين في أمانة العاصمة المقدسة أحاديث طيبة عن مشروع الإسكان الميسر الذي سيبنى في غرب أم القرى ويشتمل على نحو خمسة آلاف وحدة سكنية، وأن الغرض من المشروع مساعدة ذوي الدخل المحدود من الناس على امتلاك سكن خاص هو عبارة عن شقة تقيهم حمى الإيجارات السنوية المتصاعدة التي أصبحت تلتهم أكثر من نصف دخل بعض صغار الموظفين لا سيما الذين تقل رواتبهم عن أربعة آلاف ريال، سمعت عن المشروع فارتحت لما سمعته عنه وتفاءلت خيرا به فإذا بأحد الأبناء من رجال الصحافة يأتيني عنه بخبر يقين لا يحمل أي بشرى للضعفاء والفقراء، فعلى الرغم من أن ثمن بيع الوحدات السكنية معقول نسبيا لأن أقل متر مسطح فيها قدر بألفي ريال «2000»، إلا أن أقل قسط شهري مطلوب دفعه لتملك وحدة سكنية مساحتها الصافية ثمانون مترا مسطحا هو أربعة آلاف ريال ومثل هذا القسط قد لا يتحمله موظف راتبه الشهري ثمانية آلاف ريال فكيف يمكن لإنسان مسكين راتبه ثلاثة آلاف ريال وهو من الفئة المستهدفة بالمشروع دفع قسط شهري يزيد على راتبه الشهري، وكيف لمن راتبه أربعة أو خمسة أو ستة آلاف دفع ذلك القسط! مع العلم أن الوحدة السكنية التي مساحتها مائة متر مسطح قسطها الشهري يبلغ خمسة آلاف وثلاثمائة ريال، أما الوحدة السكنية التي تبلغ مساحتها 120 مترا مسطحا فإن قسطها الشهري هو ستة آلاف وسبعمائة وخمسون ريالا، «شوفي يا عيني الحنان اللي عمري ما عرفته!»


نسيت أن أقول لكم حفظكم الله إنه بالإضافة إلى الأقساط الشهرية الآنف ذكرها فإن المطلوب من المشتري المنحوس المتعوس حتى لو وضعوا على رأسه فانوس!، تقديم دفعة أولى قبل الاستلام تبدأ بأربعة وعشرين ألف ريال للوحدة السكنية المسخوطة البالغ مساحتها ثمانين مترا مسطحا!


وإزاء ما ذكر فإن المتوقع أن يذهب بالوحدات السكنية أهل الدثور الذين يستطيعون دفع تلك الأقساط العالية، وقد يتزاحم عليها مواطنون قادمون من مناطق المملكة فيحرم منها العم سرور وصاحبه عبد الصبور، ولو أن الجهة المشرفة على المشروع وهي الأمانة حسبتها بطريقة إنسانية وجيدة لزادت في السعر قليلا وجعلت مدة التقسيط خمس سنوات على أقل تقدير ولكن «الشملة» اختصرت المدة في عامين يا عاقد الحاجبين !

عكاظ 1432/4/11هـ