مـاء زمزم .. والمكتب الموحد
حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ على تقديم جميع الاحتياجات لضيوف الرحمن من الحجاج دون رسوم ولا مقابل ابتغاء ما عند الله.
ولقد كان من تلك الاحتياجات التي يسعد الحاج بالحصول عليها ماء زمزم الذي أفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ببناء مصنع متطور لتعبئة ماء زمزم بأفضل الوسائل العلمية، وأحدث الأساليب العلمية وذلك من خلال وزارة المياه والكهرباء التي تقوم بإدارته، في الوقت الذي يتطلع فيه الزمازمة إلى أن يتفضل خادم الحرمين الشريفين بإصدار أمره الكريم بأن يتم ضم إدارة ونتاج هذا المصنع لمكتب الزمازمة الموحد الذي يقوم بتوصيل ماء زمزم للحجاج من قديم الزمان حيث ورثوا هذا الشرف جيلا بعد جيل بعدما انفصلت السقاية عن الرفادة منذ زمن بعيد فأصبحت السقاية لطائفة الزمازمة والرفادة لطائفة المطوفين ومرت بهذه المهن عدة عصور حتى عهد المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، وفي العام 1384هـ رغب جلالته في تحسين الأداء في هذه المهن بفتح باب المنافسة بين أفراد الطوائف فأصدر رحمه الله نظام المطوفين العام وتم تطبيقه على الزمازمة والمطوفين واستمر العمل به حتى يومنا الحالي، وقد كان عمل الزمازمة داخل الحرم المكي الشريف حيث يقوم الزمازمة بجلب ماء زمزم من البئر ويتم تخزينه في الأزيار وهي أوعية فخارية كبيرة تشبه الخزان وفي البراميل المصنوعة من الزنك حيث كان مخصصا لكل عائلة خلوة من الخلاوي ( وهي غرف مخصصة للزمازمة في أقبية الحرم المكي الشريف ) وكان للزمازمة شيخ ينتخب من ضمن أفراد الطائفة عن طريق وزارة الحج والأوقاف..
واستمرت الحال على ذلك حتى إنشاء مكتب الزمازمة الموحد وقد طرأت بعض التحسينات وإعادة هيكلة عمل أرباب الطوائف بحيث يصبح عملهم جماعيا بدلا من العمل الفردي وذلك بإنشاء مكتب الزمازمة الموحد في عام 1403هـ الذي باشر عمله بموجب لوائح مالية وإدارية أعدت من قبل وزارة الحج التي تشرف إشرافا دقيقا ومباشرا على تنفيذها ويرأس تلك المؤسسات رئيس ونائب وأعضاء مجلس إدارة (من نفس الطائفة) يتم اختيارهم بدقة من قبل صاحب المعالي وزير الحج ويختلف عددهم من مؤسسة ومكتب لآخر وذلك حسب أعداد الحجاج والخدمات لتلك المؤسسة أو المكتب الموحد، ويقوم كل مجلس إدارة بإعداد الدراسات والخطط والبرامج بعد انتهاء موسم الحج استعدادا للموسم القادم ويتم الأخذ في الحسبان تلافي ما يكون قد حدث من سلبيات خلال الموسم الماضي وتوسيع قاعدة الإيجابيات إضافة إلى دراسة كل ما من شأنه تحسين الخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن، واعتبارا من موسم حج 1422هـ أصبحت جميع أعمال المكتب آلية وذلك بعد إنشاء محطة التعبئة الآلية لماء زمزم المبارك وأصبحت أعماله تتلخص في ثلاثة برامج عمل رئيسية هي استقبال الحاج في مراكز التوجيه بعبوة بلاستيكية مبردة سعة (330ملل) تسلم للحاج يدا بيد وذلك هو برنامج العمل الأول، أما برنامج العمل الثاني فيتم إيصال لتر واحد لكل حاج يوميا بمسكنه أينما سكن، وتوديع الحاج في برنامج العمل الثالث بإهدائه عبوة بلاستيكية معبأة بماء زمزم المبارك سعة (1.5) لتر لتكون أفضل هدية يصحبها الحاج معه من الديار المقدسة لأهله وذويه، وهي ما يحرص على حملها جميع الحجاج بكافة مستوياتهم، وهذه العبوات تعبأ حاليا في أحد المصانع الوطنية ويسعى المكتب حاليا على إنشاء مصنع خاص به كمشروع استثماري سيكون قريبا موضع التنفيذ.
ولذا فإن مما نتطلع إليه أن يضيف خادم الحرمين الشريفين إلى مكارمه التي لا تعد ولا تحصى الأمر بنقل مسؤولية إدارة ونتاج مصنع تعبئة ماء زمزم الذي أشرفت على تنفيذه وزارة المياه والكهرباء إلى مكتب الزمازمة الموحد ليتسنى له تحقيق الهدف الذي ينشده حفظه الله من إيصال ماء زمزم لكل حاج ومعتمر وزائر من خلال الجهة المسؤولة عن سقيا الحاج (مكتب الزمازمة الموحد) وبإشراف وزارة الحج القائمة على خدمة الحجاج ورعايتهم وفق توجيه الحكومة السنية.
عكاظ 8/4/1432هـ