نظافة مكة المكرمة وغيرها

أتساءل دائما: لماذا أمين العاصمة المقدسة يرفض التجاوب مع ما ينشر في الصحافة من ملاحظات وأخطاء في جهاز الأمانة وأعمالها وإجراءاتها، في حين أن توجه الدولة يسير نحو هذا المنهج؟. 

سبق أن كتبت وتحدثت شخصيا مع أمين العاصمة المقدسة حول مشروع تسمية الشوارع والميادين العامة والعقارات، وطلبت منه إطلاق أسماء شخصيات رفيعة المستوى ونظيفة السمعة وخدمت مكة المكرمة على الشوارع في مكة المكرمة، وكذلك أسماء شهداء الحرم 1400هـ، بدلا من الأسماء التافهة والغبية مثل: شارع الورد والياسمين وغيرها.

نريد أن نقدر قيمة ومكانة رجال مكة المكرمة، فنطلق أسماءهم على شوارعنا، حتى يتذكرهم الجميع ويترحم عليهم، وهذا حق وطني لهم.

 وقد لاحظت تفاوتا كبيرا في وضع اللوحات، فمثلا، في شوارع مشروع الإسكان تجد لوحة مكتوبا عليها شارع الشيخ فلان الفلاني، وأخرى كتب عليها شارع صالح جمال بدون مصطلح الشيخ، وصالح جمال شيخ ورجل كبير له قيمته في مكة المكرمة، ثم أين شارع الشيخ أحمد جمال، وشارع إبراهيم فودة، وشارع الشيخ فؤاد على رضا المثقف ومؤلف كتاب «أم القرى»، وغيرهم.. وغيرهم.

أعود فأقول لأمين العاصمة المقدسة: أرجوك، وأرجوك إعادة النظر في تشكيل أعضاء اللجنة الحالية لمشروع تسمية الشوارع والعقارات والميادين العامة، وكما آمل أن تكتب سيرة مختصرة تحت كل اسم، مثل عمله وولادته ووفاته.

وأقول للأمين إن هناك شوارع لم تغير لوحاتها، وبها أسماء بعض الصحابة والصحابيات ــ رضوان الله عليهم ــ مثل التي في مخطط كعكية في المسفلة وغيرها، ولم يوضع عليها عبارة «رضي الله عنه أو عنها».

النظافة العامة:
لم تعش مكة المكرمة في تاريخها مرحلة متردية من سوء النظافة العامة، وانتشار الحشرات الطائرة مثل الذباب والبعوض، مثلما نعيش نحن في مكة المكرمة من هذا التردي الملحوظ والمزعج والمقلق من النظافة العامة، وبقاء الأتربة في الشوارع كما هي بعد سقوط الأمطار لفترة طويلة، وهذا مؤشر خطير في سمعة ومكانة وأهمية مكة المكرمة التي لم تعرف مثل هذه الحالات المؤسفة، وهذا الأمر حديث المجتمع المكي.

وعلمت من بعض زملائي في الأمانة أن السبب هو الشركة المكلفة بالنظافة، وعدم امتلاكها للإمكانات المختلفة والقادرة على التحكم في نظافة المدينة، وسؤالي النظامي والذي أعرفه جيدا لأمين العاصمة المقدسة هو: لماذا لا تسحب عملية النظافة من هذه الشركة الحالية وتكلف غيرها بأعمالها، ثم لماذا لا تأخذ الأمانة تجربة بعض الأمانات في تقسيم مكة المكرمة إلى قسمين أو أكثر، يعطى كل قسم لشركة من الشركات، فإن فشل قسم أو جزء من نظافة المدينة أفضل من فشل كل المدينة، نريد حلولا عاجلة لمعاجلة مشكل النظافة.. يا معالي الأمين!.

في بعض الشوارع تشاهد أحيانا سيارات غسل الشوارع، ولكنها غير منتشرة في كل الشوارع، ولا تغسل إلا بعض الشوارع الرئيسة دون الاهتمام بالشوارع الداخلية، فلماذا لا تقوم الأمانة بإلزام شركة النظافة بغسل كل الشوارع المختلفة، والاستفادة من مياه تصريف المجاري بعد معالجتها، وكذلك مياه الآبار الملوثة والمالحة.

وهذه ملحوظة مهمة للغاية أضعها أمام الأمين أيضا، وهي عدم إعطاء عمال النظافة أدوات نظافة حضارية، ما دفع العمال إلى عمل أدوات خاصة بهم من الكراتين والبلاستيك والزنك بطريقة تقليدية وغير حضارية، وهذا المنظر لا يليق بسمعة ومكانة مكة المكرمة. لا بد من إلزام الشركة التي تقوم بعملية النظافة بإحضار أدوات النظافة المناسبة والخاصة بذلك، وإعطاء كل العمال احتياجاتهم من الكمامات والملابس النظيفة، وعلى جمعيات حقوق الإنسان متابعة ذلك مع كل الأمانات والبلديات، والمحافظة على صحتهم وتحسين أحوالهم مطلب ديني وأخلاقي.

كما يلاحظ أن بعض المناطق، ذات الكثافة العالية سكانيا، مهملة وكأنها مبعدة من مشاريع الأمانة، مثل أحياء العمرة والنوارية والشرائع والسبهاني... وغيرها، حيث يلاحظ التركيز على أحياء محددة، فالمفروض أن تهتم الأمانة بالمشروعات التنموية والحيوية والمهمة، مثل مشروعات تصريف مياه الأمطار وإعادة السفلتة والأرصفة والإضاءة والتشجير. لا بد أن يكون هناك توازن دقيق لتوزيع المشروعات التنموية على مكة المكرمة، بغض النظر عن مستوى الشرائح التي تسكنها.

انتشرت عملية.. «غسل السيارات».. من قبل بعض الأفارقة في مكة المكرمة في الساحات والبرحات في بعض المخططات الحديثة والشوارع العامة وغيرها، بطريقة لافتة للنظر ومزعجة ومقلقة، وذلك الغسل يسيء إلى المنظر العام والنظافة العامة والأمن. لقد وضعت تنظيمات وأنظمة تكفل معالجة هذه الظاهرة، ولكن أمانة العاصمة المقدسة لم تمارس أعمالها وواجباتها في هذه المجال، وهذه الظاهرة مزعجة ومقلقة لأهالي مكة المكرمة، فمتى تتحرك الأمانة وإدارة المرور في مكة المكرمة لمعالجة هذه الظاهرة؟ لمنعها وتطبيق العقوبات عليها.

المستشفيات والمستوصفات:
مخطط الرصيفة ــ حسب النظام ــ خصصت به مواقع لإقامة مرافق عامة، منها بناء مستشفيات ومستوصفات، واليوم ليس في هذا المخطط ولا أي نوع من المستوصفات أوبناء أي مبنى حكومي لمستوصف حكومي. فالمستوصف الحكومي مقام في مبنى مستأجر لا يليق بأن يكون مستوصفا يخدم المواطنين. آمل من المسؤولين في الشؤون الصحية في مكة المكرمة التنسيق مع أمانة العاصمة المقدسة لأخذ المواقع المخصصة لهذه الخدمة وإقامة مشروعات خاصة بالصحة عليها، وينبغي على وزارة الصحة الإسراع بالمطالبة بالمواقع المخصصة قبل أن يأتي من يستولى عليها.

الشوارع المكسرة:
تميزت شوارع مكة المكرمة في السنتين الأخيرتين بأن غالبيتها مكسرة، وبها حفر مزعجة، وتسيء إلى السيارات.

 فأين مشروعات صيانة السفلتة الخاصة بالشوارع، وخاصة بعد سقوط الأمطار في المرحلة الماضية، والتي أدت إلى كشف الكثير من طبقات الأسفلت، كما يلاحظ على الشركات التي تنفذ بعض المشروعات وتزيل الأسفلت أنها بعد الانتهاء لا تقوم بإعادته لحاله السابق، فأين المراقبة والمتابعة والمحاسبة.. يا أمانة العاصمة المقدسة؟.

والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.

عكاظ 5/4/1432هـ