عبير .. رشاد محمد حسين !!

عبير .. شذى .. أريج كلمات جميلة الوقع على أذن السامع لما لها من مدلولات عاطفية وغيرها من تلك التي تُعبر عن الرائحة الجميلة معنى ومبنى ، ولأن الكتابة عن شخصية في قامة الاستاذ الدكتور المهندس رشاد محمد هاشم محمد حسين لها من العلاقة الوثيقة بين هذا الأنموذج الفذ وبين العبير والرائحة الاخاذة من منطلق الحديث النبوي الشريف والذي علمنا منه سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض النماذج المجتمعية السلبية والايجابية في قوله عن حامل المسك ونافخ الكير والمزايا والخصال الحميدة في حامل المسك الذي يُشتم منه الريح الطيب ويغني العلاقات الإنسانية الحميدة بعكس نافخ الكير والذي يشتم منه الروائح الخبيثة والعياذ بالله. وحتى حرق ثياب من يجلس بجواره أو يصاحبه في هذه الدنيا.

لكل ما تقدم أجد ان الكتابة عن شخصية وطنية بحجم أبا هاشم واجب يمليه الفكر والقلم لتبيان بعض الملامح عن هذا الانموذج الذي يعمل في صمت بلا ضجيج أو حتى الرغبة في البروز الإعلامي. وان كان هذا حق مشروع للنماذج الوطنية المضيئة العاملة في خدمة الدين والمليك والوطن، ولمن فاته التعرف على هذا الرجل رشاد محمد حسين فانه يشغل نائباً لرئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا والتي يرأسها عميد المطوفين المعلم عدنان بن محمد أمين كاتب علاوة على عمله بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة منذ عام 1403هـ حيث حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من نفس الجامعة وواصل دراساته العليا حتى حصل على درجة الماجستير من جامعة الينوى في اريانا شامبين بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1407هـ وفي نفس الجامعة تحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية.

ومازال عطاؤه في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة حتى تاريخه بعد ان وصل إلى درجة برفيسور في نفس التخصص وله من العضويات في العديد من مؤسسات المجتمع المدني والأدبي والثقافي ومنها عضوية الوفد الثقافي لدولة الهند خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لتلك الدولة وعضوية نادي مكة المكرمة الثقافي الأدبي وعضوية مؤسسة المدينة للنشر وكلف من الدولة للاشراف على العديد من الملفات الأدبية والثقافية والعلمية والصحفية. ورأس العديد من اللجان بجامعة الملك عبدالعزيز التي تطور قدرات الشباب والشابات نحو المستقبل.

اما في مجال الطوافة عشقه الثاني فقد ترعرع في أسرة لها من الاسهامات الكبيرة في خدمة الحجاج منذ القدم والذي يؤكد من خلالها ان خدمة الحاج صناعة تحتاج إلى آليات واستراتيجيات وخطط وبرامج حتى لا تكون هذه الخدمة في مهب الريح.

وقد اكتسب العديد من الخبرات في مجال الطوافة والتطويف منذ نعومة أظفاره. وتقلب في العديد من مجالات الخدمة الإدارية والمكتبية والميدانية حتى أصبح ملهماً في كل ما يتعلق بهذه المهنة الشريفة ومنذ عام 1414هـ حتى الآن يعمل نائباً لرئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا مع رفيق دربه رئيس المجلس المعلم عدنان بن محمد أمين كاتب عميد المطوفين.

والذي يُشرف ايضاً مع هذا المنصب على العديد من اللجان داخل المؤسسة من أهمها لجنة الاشراف والمتابعة ولجنة انشاء مجمع الأهلة الاستثماري الذي يعد من أهم الملامح الحضارية في العاصمة المقدسة بعد اكتماله قريباً بمشيئة الله لذلك يُعد أبا هاشم شريكاً أساسياً في ملحمة النجاح التي يقودها أبا اياد في هذا الصرح ومن اللافت في شخصية هذا الانموذج رشاد محمد حسين انه لا يحب الظهور الإعلامي ، ويعمل في صمت صاحب حس مرهف متحدث لبق ومفكر على درجة عالية وكبيرة من ترابط الافكار والجراءة في طرح ما يختلج به صدره وعقله دون مواربة أو مراوغة. منضبط في مواعيده وكأنه جندي في الميدان من حيث الضبط والربط في لغة العسكريين يحترم المواعيد وانظمة العمل وأدبياته لذلك جمع بين الانضباط في العمل مع الحس المرهف الذي خلق في فؤاد هذا الشهم شاعرية فذة حيث كتب الكثير من القصائد الشعرية والرباعيات التي تعتبر حِكماً لمعناها ومبناها الأدبي الرصين وكل اشعاره كانت تحمل اسم مطوف رغبة منه في عدم البروز الإعلامي.

وليعذرني أبا هاشم للبوح بهذا الأمر ، لأن شعره الجذاب المخملي ذا المعاني الهادفة من حق الآخرين بمجرد رصده على الورق أو القائه في العديد من المناسبات الخاصة جداً

وختاماً: لعلي أكون أول المهنئين باستمراره في أمانة العمل وخدمة الوطن من خلال منصبه كنائب لرئيسه الكاتب بعد ان حاول في أكثر من مرة الاعتذار عن العمل الا أن تمسك اخيه عدنان كاتب به وكذلك كافة مطوفي ومطوفات المؤسسة لما يتمتع به من صفات جعلته محل الحب والتقدير والاحترام وعلى الله قصد السبيل.

الندوة 25/3/1432هـ