الموسوعة العالمية للطوافة يا وزارة الحج
إن المؤسسات التي لا تقدر التاريخ والماضي ولا تعمل على تسجيله وتوثيقه ستعرف في الغد كم هي متعثرة وغير متحضرة ولا يمكن أن يكون لها أي تقدم أو نجاح أو حتى انجاز يذكر!.
صحيح أن مؤسسات الأمس لم يكن لها تقييم للمعلومة أو مبادئ واضحة في جمع المعلومات أو رصد الأعمال ، وكانت تعمل بصورة عشوائية ، لكن مؤسسات اليوم ومن تتطلع للمستقبل ستستخدم التوثيق مرجعاً يستند عليه عبر التاريخ بغية المتابعة وإحداث النقلات التطويرية.
أقولها من أسف هذا هو حال وأحوال الأمم المتقدمة عدانا نحن العرب إلا من رحم ربي ، فحالنا حلقة مفرغة من اللامعقول واللامنطق “ وسلسلة طويلة من إهدار التاريخ وعدم حفظ وتوثيق المعلومات فيما يجلب للمثقفين الإحباط واللا أمل..” ونستغرب لماذا تأخرنا ولماذا سبقنا الغرب والشرق وتجاوزانا بكثير ؟!.
وفي الواقع لابد لنا أن نكون منصفين لكي لا نظلم المجتهد والمسئول الذي يعمل على رصد التاريخ وتوثيق الانجاز الذي أدى إلى بروز مؤسسته وشهرتها وبالتالي بقائها راسخة إلى اليوم نتيجة للكفاءات الخبيرة والمؤهلة علمياً وان يكون قانونها الذي يطبق وشعارها على الدوام الرجل المناسب في المكان المناسب.
وكما عودنا معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي في قراراته دوماً صائبة ومحققه الهدف وان الانجازات لابد وان تدون بتاريخها وإحداثها وما صاحب وزارة الحج من تطوير في أنظمتها الإدارية منذ توليه حقيبتها ومن قبل ذلك نجاحاته في وزارة الثقافة والإعلام كونه كاتباً ومفكراً ومؤلفاً خط بقلمه الكثير من الأعمال الفكرية التي أثرت المكتبة العربية .
ولأنني اعرف الوزير الفارسي وتجاوبه مع الإعلاميين والكتاب فليس هناك من حرج عندما اسمح لنفسي بان أظل مندهشاً في سؤالي ألا وهو : لماذا لا تتبنى وزارة الحج بالتعاون مع مؤسسات الطوافة قاطبة أن تقوم بمجهود جماعي في إعداد وتأليف أول موسوعة عالمية تشمل الطوافة وخدمات الحج منذ نشوئها وعبر امتدادها الزمني لتكون مرجعاً وطنياً وعربياً وإسلاميا وعالمياً لتثبيت تاريخ وعطاء وخدمات حكومة خادم الحرمين الشريفين تجاه ضيوف الرحمن وما قدمه المطوفون والمطوفات من انجازات لراحة الحجيج عاماً بعد عام؟.
ولكي لا نذهب بعيداً فنتذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا قد عبر في أكثر من مناسبة عن ثقة القيادة بأبنائها العاملين بمؤسسات أرباب الطوافة وحثهم على بذل الجهود تلو الجهود لتطوير خدمات الطوافة بشكل يتوازي مع تطلعات القيادة ويعمل على تيسير خدمات ضيوف الرحمن كما يثنى سموه دوماً على جهود وزارة الحج نحو قاصدي بيت الله الحرام.
وحقيقة الأمر فأنا لا أبالغ لو قلت إن مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا ومفكرها وربانها الأستاذ الكبير عدنان بن محمد أمين كاتب رئيس مجلس إدارتها هي المؤسسة المرشحة الأولى لتتولى قيادة هذا العمل الموسوعي العالمي والذي سيشكل إضافة استثنائية نادرة للمكتبات الإسلامية العالمية.
عدنان كاتب مشهود له بتطوير العمل الفكري بمؤسسته وقد لامست نجاحه من خلال تجربة عملية عندما ساهمت في اللجنة العلمية لإصدار المؤسسة الذي جاء بعنوان “ 100 كاتب وكاتبة يشيدون بمنجزات جنوب آسيا “ ولقد شرفني بأن اسند إلى شركتي الإعلامية توزيع ما يقارب من عشرة آلاف نسخة من هذا الإصدار على كبار رجال الدولة من أصحاب السمو الملكي الأمراء وصاحبات السمو الملكي الأميرات وأصحاب المعالي الوزراء وأصحاب المعالي السفراء ورؤساء ومديري عموم المؤسسات العامة والخاصة ورجال وسيدات الأعمال ورجال الفكر والأدب والإعلام ورؤساء التحرير ورؤساء الأندية الأدبية.
وفي الحقيقة أن ما ارمي إليه بأن يتولى عدنان كاتب رئاسة فريق الموسوعة العالمية لخدمات الطوافة والحج هو لخبره الرجل في هذا الرصد وجمع المعلومات والتوثيق الدقيق وهو ما عبر عنه كل من تسلم إهداء عدنان كاتب حيث قمت شخصياً بعملية التوزيع ولمست إعجاب وتقدير وثناء الكثيرين من المسئولين ونخبة المجتمع السعودي.
ولمن لا يعرف عن ذلك الإصدار الهام لمؤسسة جنوب آسيا فهو أول إصدار جمعي موسوعي لمن كتبوا وشاهدوا تاريخ هذه المؤسسة العريقة منذ ما يقارب من العشرين عاماً الماضية وهم مائة شخصية من كبار المسئولين والمفكرين والإعلاميين والأدباء يشيدون بأقلامهم بما حققته جنوب آسيا من تقدم وارتقاء ومن خدمات متميزة رائدة تسجل بأحرف من ذهب ويكون هذا الإصدار في نفس الوقت مفخرة جديدة لجنوب آسيا ولمسيرتها الحافلة الزاخرة وقد تشرف رئيس مجلس إدارة المؤسسة بإهداء الإصدار الرائع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
** كليك أخير**
نقطة أخيرة أريد أن اعلق عليها وهي ان الكثير من الأقلام طالبت بهذه الفكرة ولكننا لم نجد من يعلق الجرس ويتبنى هذا العمل الوطني الهام والسجل العالمي الحافل بالكثير والكثير ولا يمكن أن نبقى هكذا مكتوفي الأيدي أمام الذين يرفضون اقتراحاتنا الوطنية !!.
الندوة 24/3/1432هـ