قرار أسرة مطوفي جنوب آسيا
لقد أعلن رئيس مؤسسة جنوب آسيا سعادة أ. عدنان أمين كاتب في عدة مناسبات- تلميحاً وتصريحاً- برغبته في ترك المؤسسة. ولم يكن ذلك إلا لإيمانه بأنه قد قدم وخلال أعوام من قيادته خلاصة جهده وعصارة فكرة وجل خبراته لهذه المؤسسة الرائدة ، مما تمخض عنه ثمرات وإنجازات غير مسبوقة في عالم الطوافة أدهشت ضيوف الرحمن الذين تقدم لهم الخدمة. وحصدت المؤسسة على إثرها شهادات عالمية كأول مؤسسة تحصل على شهادة الأيزو في خدمة الحجاج. كما أقامت مبنى خاصاً بها أصبح مركز إشعاع ثقافي واجتماعي وعلماً بارزاً بمكة المكرمة يضج بالإنجازات والعطاءات الفكرية والعلمية والثقافية. بل تمكنت المؤسسة في عهده من تشييد مبنى استثماري تعود أرباحه على أبناء الطائفة مما يحقق لهم ولأبنائهم من بعدهم موردا ماليا وآمناً اقتصادياً. هذا فضلاً عن الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من التفويج والتصعيد والنفرة وغيرها ... مما أهل المؤسسة للحصول على جائزة مكة للتميز . حقاً لقد وصلت المؤسسة في عهده للقمة ولا ينكر هذا إلا حاسد أو حاقد أو جاهل .
ولكن إعلان الرئيس رغبته في ترك المؤسسة لم يكن إلا للمحافظة على هذه القمة بضخ دماء جديدة شابة تستطيع متابعة المسيرة ومواصلة رحلة التميز. ولكن المفاجأة هي أن خياره أو قراره بالرحيل لم يكن بيده!! فقد تكالبت عليه قوى الحب والثقة واخذ المطوفون والمطوفات يزورون مكتبه يومياً حتى وصل عددهم في يوم الاثنين 21/1/1432هـ إلى حوالي 250 مطوفاً ومطوفة . بل انهالت عليه مكالمات تلفونية ورسائل جوال تناشده بل (تستحلفه بالله العلي العظيم) بعدم ترك المؤسسة . وفي الحقيقة أن ما حدث كان اشبه بمظاهرة سلمية تعبر عن مشاعر وآراء نخبة من أبناء الطائفة في هذه المؤسسة المتميزة ، والتي بلغ عدد مكاتبها 93 مكتب خدمة بإجمالي أكثر من 1000 مطوف ومطوفة ووكلائهم هؤلاء هم صفوة الصفوة من أبناء الطائفة لا لشيء إلا لأن اختيارهم للعمل كان بناءً على معايير مهنية وأخلاقية وأكاديمية عالية مكنتهم من تقديم خدمات متميزة لضيوف الرحمن.
ومن ثمرات القيادة الناجحة في هذه المؤسسة المتفردة بإنجازاتها تكوين علاقة انسجام ومودة ليس فقط بين أعضاء مجلس الإدارة بل بينهم وبين جميع أبناء الطائفة مما أدى إلى التعاون والتكاتف في أداء الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتحقيق أهداف إنسانية وخدمية راقية.
بل إن حرصه على إقامة رحلة سنوية في ربوع الهدى بعد نهاية موسم حج كل عام للاستجمام والراحة بعد عناء ومشقة العمل لهو تقليد أثمر عن خلق أجواء مفعمة بالحميمة والتآلف والتكاتف وتبادل للفكر والرأي والخبرات المتنوعة بين جميع العاملين في المؤسسة وكل من ينتمون إليها من أبناء الطائفة .
ولكن رحلة هذا العام كان لها طعم آخر حيث صادفت موافقة الرئيس على طلبهم (بعدم الرحيل) وكانت شعاراتهم وملصقاتهم وإعلاناتهم بل حتى الحلوى والكيك تعبر عن فكرة واحدة وهي (لا للرحيل) . منها على سبيل المثال حملة مكتب الخدمة الميدانية رقم (26) ورئيسه المطوف محمود عبدالملك مياجان ومكتب (48) ورئيسه المطوف خليل ربيع فارسي . ومكتب 41 ورئيسة المطوف نبيل غزاوي ومكتب 8 ورئيسه المطوف صالح كوشك . وغيرهم .
ولكن هذا الحب للقائد والتشبث بإدارته لم يكن وليد الصدفة ولكنها سياسة القائد المنبثقة من فطرته وما يتمتع به من دماثة الخلق ونبل الطباع وحسن التعامل زرعها عبر سنوات من قيادته فأثمرت ثقة وولاء ووفاء .
فشكراً لله على آلائه .. وشكراً لمن زرع وحصد .. وشكراً للأوفياء من أبناء الطائفة وهيأ لهم بمستقبل مشرق لهم ولأبنائهم تحت قيادته .
ولكن وبعد هذا كله هل يفكر العقلاء جيداً قبل الدخول في منافسات غير متكافئة ؟؟ وهل الذين لايزالون يكررون أسطواناتهم المشروخة التي أصابت بعضنا بالملل والتقزز وآخرون من العقلاء والنبلاء بمزيد من التغافل لأنها تسعة أعشار العقل كما يقال .. أقول هل لا يزالون يطعنون بعدالة الإدارة ويشككون بعمل المرأة المطوفة ؟؟ ولكن متى يستيقظ هؤلاء من غفلتهم ويراجعون حساباتهم وينظرون للقضايا بموضوعية وأخلاقية ؟؟ ومتى يدرك ممن يحسبون أنهم من ذوي الرأي والفكر من الكتاب والذين هم ليسوا إلا مذيعو أخبار لم يتحققوا من مصادر أخبارهم وموثوقيتها وصحتها، فقذفوا بها في إساءة صارخة للغير الذين ترفعوا عن الرد عليها بل لم يطالبوا بحقوقهم الشرعية التي ربما تنصفهم بها جهات حقوقية متنوعة.
ولكنها أمانة الكلمة التي سيسأل عنها كل فرد.. (وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟) وسيأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .. وإلا فالقبر .... والعرض أمام الخلائق .. بانتظارنا جميعاً فهل من متعظ ؟؟.
الندوة 8/2/1432هـ