امبراطور العطور الشيخ حسين بكري قزاز

عرفته (ابن حارتي الشامية) فتى عصامياً اسرته من العوائل المكية الكريمة العريقة ــ وأول دكان كان له بمكة المكرمة بباب الزيادة جاراً للشيخ سعيد هاشم ابو عرب، وشيئاً فشيئاً استأجر بجدة دكاناً تحت البنك الأهلي التجاري ومن اصدقائه المخلصين بمكة المكرمة (آل أبو عرب وآل خوندنه) وبجدة الشيخ (سليمان عباس ــ وحبه وغرامه لمكة وأهلها لا يزال يجري في دمه، وكم احتفى باحبابه المكيين مرة بأهل حارته وتارة بموظفي جريدة الندوة يتقدمهم رئيس مجلس ادارتها معالي الاستاذ د. محمد عبده يماني رحمه الله، وكم حضرت بمعية الاخوة وكم اعتذرت (بداعي المرض وللسن كذلك حكمه) لم يخرج بتجارته في العطور ومستلزمات التجميل وفي كل بضائعه الجيدة عن المملكة رغم اغراءات الاسكندرانيين وغيرهم، كما انه لازال يسير بتجارته بوصية والده رحمه الله وهي ان يعمل في حدود امكاناته المالية، وفي هذه المناسبة اتذكر وصية الشيخ سليمان الصبيعي لابنه الشيخ عبدالعزيز (ان يكون مكتبه الرئيسي وسكنه بمكة المكرمة) وهو الذي أوصى ابنه عبدالعزيز قبل لفظ أنفاسه بمستشفى الهدا العسكري بأن يدفن بمكة بمقبرة جنة المعلاة (الحجون) ونفذ ابنه عبدالعزيز وصيته.. وكان يثق في عمدة محلة الشامية الشيخ عبدالله بن محمد البصنوي (وهو أهل للثقة) فكان يرسل اليه في كل رمضان كما عرفت من أخي محمد رحمهما الله 300 آلاف الى 400 آلاف ليصرفها بنظره على الفقراء بمكة في الشامية وغير الشامية..

 وكان اخي محمد رحمه الله يجهز البيانات، وبعد أيام شوال الست ينزل اخي محمد بمعية العمدة ومعهما البيانات فإذا قابلوا الشيخ حسين يضعها امامهم في الفرَّامة ــ وامتدت ثقته بآل خوندنة رحم الله عمو محمد سعيد خوندنه ويشفي الأخ عبدالوهاب وينفع بابنائهم السائرين على نهج آبائهم جزاه الله وجزاهم خيراً وأجزل مثوبة الجميع.. وأعود لما بدأت به (تجارة العطور ومستلزمات التجميل وغير العطور فكل بضاعة يستوردها ويعرضها في معارضه الكثيرة ترمز الى الجودة العالية ــ ويضع عليها التخفيضات الكبيرة ــ وقد وثق كل من يدخل معارضه من العوائل الكبيرة رجالاً وسيدات انهم أمام الأجود عالمياً والأفضل محلياً وانني أحد محبيه وعارفي فضله اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتغمد الوالدين بالرحمة وأن يبارك في الابناء يتقدمهم الاستاذ عاصم وفي الذين منحهم الثقة ليكونوا قدوة له في تعامله بالصدق والاخلاص ــ وإن شاء الله فيهم الخير ــ وكم سمعت من الشيخ صادق سعيد هاشم (أبو عرب) عن الذكريات التي عاشها مع الشيخ حسين أيام زمان وعن أريحية الشيخ حسين ومعاونة المحتاجين اذا تحقق لديه حاجتهم، وكان كذلك يثق في الاستاذ علي عبدالله بشاوري رحمه الله ــ وكان الاستاذ علي محل الثقة ــ والحمد لله ان أولاده يسيرون على نهج والدهم طيب الذكر بارك الله فيهم ونفع بهم وأجزل مثوبتهم انه جواد كريم.

الندوة 5/2/1432هـ