إذاعة نداء الإسلام.. ومحطة قطار مكة وصرف التعويضات

 

تابعت بسرور صدور الأمر الملكي الكريم بتمديد ساعات بث إذاعة نداء الإسلام إلى 12 ساعة يوميًا، وذلك بدءًا من غرة محرم الجاري، وزيادة الساعات تدريجيًا حتى الوصول إلى بث على مدار الساعة. وهو سرور يشاركني فيه الملايين مادام أنه إضافة إيجابية لأمر متعلق بمكة المكرمة، ولكن هذا السرور لن يكتمل حتى يكون البث فعليًا من مكة المكرمة، فإذاعة نداء الإسلام التي انطلقت منذ خمسين عامًا بمسمى صوت الإسلام من مكة المكرمة ثم نداء الإسلام من مكة المكرمة لا تزال تبث من جدة، واستديوهاتها ومذيعوها ومديرها في جدة، وليس لمكة المكرمة منها سوى الالتصاق باسمها، والواجب أن يُنقل ذلك كله إلى مكة المكرمة فهذا حقها، وهذا ما يجب لتحقيق المصداقية أيضًا فلا يصح أن نقول من مكة وهي حقيقة من جدة. والأمر الآخر الذي أود أن أضعه تحت أنظار معالي وزير الثقافة والإعلام، هي ملاحظتي باضمحلال وضعف إرسال إذاعة البرنامج الثاني من جدة على موجة AM منذ عدة أشهر، وظني أن الأمر سيكون عابرًا ومتعلقًا بأعطال طارئة، سيتم إصلاحها خلال فترة وجيزة، إلاّ أنه امتد الآن لعدة أشهر!! فهل سنشهد عودة قوية لإذاعة البرنامج الثاني من جدة فموجات الـ FM لا تغني؟

موقع محطة قطار مكة إلى المحور الجنوبي
سبق لي أن كتبت حول محاذير موقع المحطة الرئيسية لقطار الحرمين الشريفين في مكة المكرمة (بتاريخ 7 رجب 1431هـ)، منها وقوعها وسط عدة أحياء سكنية، وهو ما سوف يسبب الكثير من الإزعاج للسكان، ويكثف حركة المركبات ويزيد من اختناق مجموع تلك الأحياء والطرق المؤدية إليها مروريًا، وأود أن أضيف بأن اختيار الموقع الحالي يضيف المزيد من الضغوط علىما اصطلح على تسميته بالمحور الغربي لمكة المكرمة، وهو محور طريق جدة مكة المكرمة السريع. إذ قبل عدة سنوات كان الإحصاء يرصد أكثر من 65% من المتجهين للمسجد الحرام يصلون إليه عبر طريق أم القرى الذي هو امتداد الطريق السريع، وكانت هناك محاولات لتوزيع الضغط أثناء مواسم العمرة بتوجيه بعض الحركة لجهة الجنوب وهي منطقة كدي. واستغرب حاليًا أن يأتي اختيار موقع المحطة الرئيسية للقطار على نفس المحور، وأتساءل هل يصح تخطيطيًا، حضريًا، عمرانيًا، اقتصاديًا، مروريًا، أن يتم اختيار موقع لمحطة رئيسية ذات عشرة مسارات في موقع أساسًا يستقبل أكثر من 65% من الحركة القادمة لمكة المكرمة؟؟ أليس من موجبات النظرة الاستراتيجية استثمار فرصة اعتماد مشروع القطار لتوزيع الكثافة القادمة من المحور الغربي، وتوجيه مسار القطار نحو الجنوب مثلًا؟!

بل السؤال ينطبق أيضًا على مشروع الطريق الموازي، وهو سؤال طُرح أثناء نقاش المشروع في الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة، إذ هل يصح أن نفتح طريقًا بعرض 150م -كان هذا هو العرض المقترح حينها- ليصب في منطقة ضيقة نسبيًا وشبه مغلقة، وكثيفة الوجود البشري؟؟ أليس من الأفضل فتح أكثر من شارع موازٍ بأحجام أقل -خمسة طرق بعرض 30م- بدلًا طريق واحد عريض جدًا قد يخلق التدفق عبره -سواء بالمركبات أو مشيًا على الأقدام- مشكلات عند المسجد الحرام يصعب معالجتها؟؟ بل إن فتح عدة شوارع موازية (إشعاعية) ومقاطعتها بشوارع دائرية سوف يسهم في توزيع الحركة، ويخدم أهداف معالجة العشوائيات وتطويرها بشكل تدريجي .

صرف التعويضات قبل الإخلاء
بقي أن أقول: إن بعض ملاّك موقع محطة القطار استكملوا تقديم مستنداتهم قبل عدة أشهر، وفوجئوا بمطالبتهم بالإخلاء قبل صرف التعويضات، وملاّك عشوائيات الطريق الموازي وقعوا في حبائل التعقيدات الروتينية ما بين كتابة العدل والقائمين على الشركة، وأيضًا هم مطالبون بالإخلاء قبل استلام التعويضات!! إن ملاك وسكان الطريق الموازي وموقع محطة القطار من حقهم أن يحصلوا على تعويضاتهم ومساكنهم البديلة قبل قطع الخدمات عنهم وإخلاؤهم، لأن هذا هو الحق، وهذا هو الأصل في نظام نزع الملكيات، ولكن الجهات الحكومية للأسف استمرأت النزع والإخلاء والهدم قبل أن تدفع حقوق الناس، ولم تجد حتى الآن من يردها إلى الصواب. وهذا من الظلم في بلد الله مكة المكرمة، وصاحبه متوعد بنص القرآن، فاحذروا يا أيها المسؤولون وسارعوا إلى إعطاء الناس حقوقهم قبل إخلائهم بوقت كاف لكي يتدبروا أمورهم.

المدينة 12/1/1432هـ