انتخابات الطوافة

قبل أن ينقضي موسم الحج ويغادر ضيوف الرحمن الأراضي المقدسة عائدين إلى أوطانهم بدأت بعض الصحف المحلية في طرح رؤيتها تجاه انتخابات مؤسسات الطوافة متحدثة عن توقعات باحتمالية تأجيلها لعامين قادمين لتكون مدة الدورة الانتخابية الحالية ست سنوات بدلا من أربع.

والواضح أن تلك التوقعات بنيت على مبررات خاطئة بهدف إثارة المطوفين والعمل على تأييدهم للإبقاء على المجلس الحالي .

ورغم أن حجاج بيت الله الحرام لم يغادروا مكة المكرمة بكامل أعدادهم حتى الآن ولم تنه مجموعات ومكاتب الخدمة الميدانية بمؤسسات الطوافة أعمالها فلا زال البعض يصر على موقفه بأن الانتخابات ستتأجل وفقاً لرؤيته الخاصة في خطوة تؤكد سعيه نحو مصلحته الخاصة.

 وهنا نقول إن وزارة الحج كجهة إشرافية على أعمال مؤسسات أرباب الطوائف “ المطوفون ـ الادلاء ـ الوكلاء ـ الزمازمة “ لم تصدر حتى اللحظة أي قرار يشير إلى تأجيل الانتخابات وفقاً لهذه الرؤية الخاطئة.

كما وان الموعد المحدد لانتخابات مؤسسات الطوافة وغيرها من مؤسسات أرباب الطوائف لم يبدأ بعد وقبل أن نتحدث عن التأجيل أو الإجراء فان ثمة أكثر من سؤال يطرح حول بعض المرشحين لخوض الانتخابات ومدى توفر الشروط لديهم وأحقيتهم في خوض الانتخابات كمرشحين عبر قوائم.

 وأول تلك الأسئلة المطروحة تقول هل ستمنح اللائحة من حصل على لفت نظر من وزارة الحج بعد أن ثبت تجاوزه لصلاحياته المحددة وسعى للبحث عن مصلحته الخاصة الحق في خوض الانتخابات ؟
وهل سيرى الناخبون أنه مؤهل لهذا العمل ويسعون لترشيحه ؟.
ومن انقطع عن العمل بالمؤسسة المنتمي لها على مدى عدة سنوات أيحق له الحصول على استثناء لخوض الانتخابات ؟.
ومن ألغي وجود المطوفين وأبعدهم عن حضور اجتماعات الجمعية العمومية بحجة عدم وجود عناوينهم وأرقام هواتفهم رغم مشاركتهم بالعمل كل عام أيحق له هو الآخر أن يخوض الانتخابات وما مصيره فيها ؟.
ومن أضاع حقوق المطوفين الأدبية والفكرية واستعان بغيرهم لإصدار مطويات تتحدث عن المؤسسة وخدماتها أيحق له خوض الانتخابات ؟.

إننا قبل أن نتحدث عن الانتخابات وإلغائها أو إجرائها فان الضرورة تقتضي قيام وزارة الحج والمطوفين بتنقية أسماء المرشحين وإخراج من اساءواء إلى المطوفين ومؤسساتهم ونسوا أنهم مطوفون على مدى السنوات الماضية.

ويكفي ماعاناه المطوفون من سنوات يوم تحولوا إلى أطفال قصر نصب عليهم أوصياء يديرون أعمالهم ويحددون مصيرهم.

وان كان الوقت قد حان لإجراء الانتخابات فإننا قبل أن ننظر إليه والى المرشحين فعلينا أن ننظر نحو ما قدمه البعض من أولئك الذين وضعت الثقة فيهم قبل أربع سنوات لتولي قيادة دفة بعض المؤسسات فبدلا من أن يسيروا للأمام لتصل مؤسساتهم إلى الأفضل جعلوها تسير إلى الخلف ليسبقها الآخرون بأعمالهم وانجازاتهم .

إن المطوفين اليوم بحاجة إلى مجالس إدارات قوية وفاعلة تدرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها لا أن تكون مجرد مجالس تجتمع داخل غرف مغلقة لدراسة نظم ولوائح تفوق قدرات البعض من الأعضاء العلمية والعملية فلا يعرفون الفرق بين النشرة والمطوية.

الندوة 2/1/1432هـ