شاخ ولم يزل يغني للأطفال!
بلغ الشاعر المكي عبد الله بن أحمد بالعمش سبعين عاما ولم يزل يغني للأطفال!
وقد جاءني قبل أيام متوكئا على عصاه بعد عملية جراحية أجريت له في قلبه، يقدم لي ديوانين يحتويان على أناشيد رقيقة سهلة للأطفال.. عنوان الأول «عمري شموع للوطن» والثاني «بلدي حبيبي».
وقد صدر الديوانان عن نادي الطائف الأدبي الثقافي، ولم يصدرا عن نادي مكة الأدبي الثقافي حيث مسقط رأس الشاعر، ومع أن الوطن الكبير واحد، إلا أنه كان الأولى باحتضان وإصدار هذين الديوانين نادي مكة، بحكم الجوار والانتماء المشترك لأم القرى، مع العلم أن نادي مكة الأدبي الثقافي سبق له إصدار ديوان للشاعر يحمل عنوان «نفحات المقدسات»، وقصائد الديوان هي أناشيد للأطفال، فلماذا لم يتم النادي مكارمه بطبع الديوانين الجديدين لأنهما في المجال نفسه وللشاعر نفسه، وفي ميدان قل من يرتاده من الشعراء لندرة من يكتب للأطفال شعرا أو نثرا مع أنهم نواة كل مجتمع، فإذا ما دهمتنا الأعمال الخارجية الموجهة إلى عقول أطفالنا، صحنا ونحنا وحذرنا وأنذرنا وتباكينا على مسخ عقول الناشئة.. دون تقديم البديل المناسب؟!
وللشاعر بالعمش عشرة إصدارات سابقة ما بين شعر ونثر، وهو متخصص في الخدمة الاجتماعية. وقد رأس عدة إدارات حكومية قبل تقاعده عام 1421هـ، ولهذا جاءت بعض مؤلفاته مغطية لمجال عمله، مثل مؤلفه الذي يحمل عنوان «تجارب شخصية في ميدان الخدمة الاجتماعية».
أما أناشيده الموجهة للأطفال.. المنطلقة من قلمه على ألسنتهم البريئة، فنقتطف منها قوله:
افرحي يا مكتي .. هللي واستبشري
أقبل الصيد فأهلا .. باللقاء الأطهر
الأماني الزاهية .. والأغاني الشادية
وصغار يمرحون .. في ثياب باهية
ومنها قوله:
بلادي موطن الأمجاد تزهو
وتنشر نورها في كل واد
بلادي مهد قرآن تسامى
بآيات المحبة والوداد
ويحيي الشاعر الإنسان الكادح بقوله:
شرف العامل تاج
فوق هامات الرجال
عرق العامل در
وعقود من لآلي
على أن هذه الأناشيد الجميلة لهذا الشاعر، أو لغيره من الشعراء الذين يكتبون أناشيد للأطفال، لن تدب فيها الحياة، إلا اذا تناولتها أنامل فنان ليجري في شرايينها لحنا يجعلها أنشودة حية، قد يرددها لحفل ذات يوم وهو يحلم بمستقبل جميل وضاء!
عكاظ 18/12/1431هـ