انطباعات عامة عن موسم الحج !
أولا: لا مناص من الافتراش في منى، لأن الخيام لا تكفي إلا لنحو مليون وستمائة ألف حاج وعددها ثمانون ألف خيمة وبعضها خارج حدود منى حسب لوحات حدود المشاعر، فيتركها نزلاؤها من الحجاج إلى الساحات الواقعة داخل الحدود، وحملات الحج المرتبطة بالمؤسسات تفرض ثلاثة أضعاف التكلفة الحقيقية فيعجز عن تحمل نفقاتها حتى المستطيع شرعا من مواطنين ومقيمين، يضاف إلى ذلك جحافل المتخلفين من أفارقة وآسيويين الذين يفعلون ما يفعلون على مدار أيام العام ويكملون الباقي في الحج؟!، والحل بسيط وهو أن يتم رفع الطاقة الاستيعابية لمنى إلى خمسة أو ستة ملايين تدريجيا عن طريق البناء المنخفض التكلفة، والأفكار المطروحة حول هذه المسألة عديدة وتوجد فتوى بإجازة البناء منذ عام 1384هـ حفظكم الله!
ثانيا: منعت في مكة سيارات «الرويكب» وهي السيارات الخاصة التي كانت تساهم في نقل أعداد من الحجاج من مساكنهم التي تبعد آلاف الأمتار عن المسجد الحرام إليه للصلاة فيه قبل النفرة وبعدها، ولم يتوفر بديل لما منع، من حافلات أو سيارات أجرة فأصبح بعض الحجاج يسيرون على أقدامهم عدة كيلات وقد يسقطون من شدة الإعياء وأخذ قائدو الدراجات النارية يساومون الفرد من الحجاج على نقله «بالشيء الفلاني» وأدى زحف المشاة من الحجاج إلى عرقلة سير العدد المسموح بدخوله من السيارات إلى المنطقة المركزية وكأنك يا أبا زيد ما غزيت .. والحل توفير البدائل قبل المنع!
ثالثا: اقتداء بالسنة يبيت ما يزيد عن مليون حاج في مزدلفة حتى الفجر لا سيما الأحناف منهم حيث لا توجد دورات مياه تكفي لعشر هذا العدد!، وجميعهم يصلي المغرب والعشاء جمعا والفجر بعد ذلك فلا يجدون هذه الخدمة الأساسية الضرورية متوفرة فيقضون حاجاتهم في يسر وسهولة في زوايا المشعر ثم ينسدحون فوقها بعد ذلك .. في عودة اضطرارية إلى الحياة البدائية!
رابعا: ساهم مشروع التصريف المنفذ في المشاعر في حماية ضيوف الرحمن من آثار الأمطار في العام الماضي وفي هذا العام فأين يخبئ الذين كانوا يحاربون هذا المشروع في الصحف وجوههم، دفاعا عن شجيرات عشوائية ساهم وجودها في توالد الحشرات والبعوض، حتى قال قائلهم إنه لا لزوم لمشاريع التصريف لأن مواسم الحج لم تشهد مخاطر من هطول الأمطار منذ العهد النبوي!
خامسا: نجح مشروع قطار المشاعر بدرجة جيد جدا وحمدت الله أن عصم قلمي عن مهاجمة المشروع عند تنفيذه بلا روية وبعد النجاح وجدت من يبحث عن ملاحظات جانبية حول التشغيل ليهاجمها والكمال لله وحده، ولكن العاقل هو من يستفيد من الملاحظات حتى لو كانت جانبية، ولمشروعي التصريف والقطار فارس واحد مشرف على التنفيذ نال حظه الأوفى من الهجوم والتهجم هو الدكتور المهندس حبيب زين العابدين ولكن صمد وواصل عمله بلا هوادة! أما ما قيل عن تكاليف مشروع القطار فإنها تأتي في سياق عام لفخامة تكاليف العديد من المشاريع ولا أعتقد أن زين العابدين مسؤول عن مسألة التكاليف .. وسلامتكم!.
عكاظ 17/12/1431هـ