زمزم .. والسقاية

بارك الله في صحة وبال وضمير وجسد وعقل ومال وجهد خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز الذي أمر ببناء مصنع لتعبئة ونظافة.. «ماء زمزم».. عبر أفضل الأساليب والطرق الحديثة والعلمية. للمحافظة على قيمة ومكانة وأهمية ماء زمزم من الاندثار والتلوث والضياع. وعدم استغلال بعض ضعاف النفوس في تعبئة أوعية بلاستيكية بالماء وغش الناس وضيوف الرحمن. لأن ذلك العمل يسيء لسمعة بلادنا.

هذا العمل التاريخي الرائع والإنساني والمتميز الذي أمر به الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ حماه الله ــ سيبقى إن شاء الله مشروع زمزم الذي أمر به الملك عبدالله ــ رعاه الله ــ شامة شامخة على خد التاريخ السعودي عامة وتاريخ الملك عبدالله خاصة. جزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين.

ولي فكرة تساعد على استمرار عمل هذا المصنع ضمن قنواته الصحيحة حتى يمكن للدولة السعودية المعاصرة المحافظة على مهنة.. «السقاية». وهي تقديم الماء للحجاج والمعتمرين منذ أمد التاريخ. وحتى لا تضيع .. «مهنة الزمازمة».. وهم يقومون بكل الأعمال بسقاية الحجاج والمعتمرين بماء زمزم وهم في مساكنهم. دون تعب أو عناء ومشقة.

ومهنة.. «الزمازمة».. يفترض أن لا تلغى بوجود مثل هذا المصنع المبارك إن شاء الله. وفكرتي تقوم أن يتفضل المقام الكريم بجعل ووضع إدارة وتشغيل هذا المصنع من قبل.. «مكتب الزمازمة الموحد».. التابع لوزارة الحج.

ففي هذا المكتب الكثير والكثير من أبناء مكة المكرمة ذوي الكفاءات العلمية والإدارية والفنية القادرين على حسن إدارة هذا المصنع وتشغيله. ويكون الجانب الفني تحت إشراف الشركة المختصة. بحيث ينقل الإشراف العام على هذا المصنع إلى مكتب الزمازمة الموحد.

 كما أتمنى أن يتفضل مقام خادم الحرمين الشريفين بجعل هذا المصنع المبارك .. «وقفا لله تعالى».. بحيث يخصص وينظم له دخل ثابت من العقارات المناسبة والقوية. والقريبة من المسجد الحرام حتى يتم الإنفاق على صيانته وتشغيله ويبقى على استمرار التاريخ.

والله يجعل كل هذه الأعمال المباركة والخيرية في ميزان حسنات هذا الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وإن شاء كسب هذا الملك الإنسان عبدالله أجر كل من شرب وارتوى من هذا الماء المبارك ودعا له. وأرجو أن تكون كل أعماله شفيعة له يوم القيامة ليسكن مع الشهداء والصديقين.

عكاظ 13/12/1431هـ