تعارف الحجيج بمركاز البيطار
قبل عدة أعوام مضت تلقيت دعوة بحضور ملتقى تعارف الحجاج الذي ينظمه عمدة محلة الهجلة الشيخ محمود بن سليمان بيطار ويومها وجدت أن هناك إصرارا من قبل العمدة على خلق علاقة اتصال وتواصل بين سكان الحي وضيوف الرحمن وكانت هذه الدعوة فرصة جيدة لإظهار دور العمدة الحقيقي أمام عدد من الحجاج الذين أتشرف بخدمتهم فوجهت لهم الدعوة بالحضور معي .
وحينما تحدثت مع بعض الإعلاميين الأتراك عن حفل تعارف الحجاج الذي يعتزم العمدة إقامته لم يكن بينهم من يصدق ما أقول حتى جاء البعض منهم مرافقا فوجد ما لم أكن ويكونوا يتوقعونه .
وفي موسم حج هذا العام وقبل أن تصلني الدعوة لحضور حفل تعارف الحجاج بعدة أيام وجدت أن احتفال عمدة الهجلة بالحجاج قد خرج بسمعته الجيدة من حي الهجلة ومكة المكرمة وبات له متابعون من خارج المملكة ففي أول لقاء جمعني بالإخوة الإعلاميين الأتراك يوم وصولهم مكة المكرمة كان سؤالهم هل أقام العمدة محمود بيطار حفل تعارف الحجيج هذا العام ؟.
وحينما جاءت إجابتي بالنفي كان سؤالهم السريع ومتى سيقام ؟.
ووقتها وقفت متسائلا كيف استطاع العمدة محمود بيطار أن يكسر قاعدة العمدة التقليدي الذي يقال إن دوره ينحصر في منح أوراق التعريف بسكان الحي وتسليم الطلبات ويتحول إلى عمدة مجتمعي يوصل ويتواصل مع أفراد المجتمع بكافة طبقاتهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية ويخرج بخدماته إلى آفاق أوسع وأشمل معيدا لنا ذكريات عمد الأحياء السابقين .
وما أن وصلتني الدعوة من العمدة البيطار بتحديد الزمان والمكان حتى وجدت أن هناك إصرارا من الإعلاميين الأتراك على حضور هذه المناسبة إذ وجدوا فيها مبتغاهم في الحضور بنقل عادات وتقاليد أبناء مكة المكرمة في إكرام الحاج ورفادته فضلا عن أن مثل هذه المناسبة تشكل للصحفي مادة إعلامية جيدة يستطيع من خلالها نقل واقع خدمات الحجاج ومكانة الحجيج في قلوب قيادة وأبناء المملكة عامة وأبناء مكة المكرمة خاصة .
وقبل أن ينتهي حفل تعارف الحجاج بفقراته أخذت ابتسامات الرضا تظهر على محيا كل من حضر الاحتفال حجاجا كانوا أو إعلاميين .
ولعل أروع ماسجله قلم ونقلته صورة مانشر بصحيفة Milli Gazete التركية في عددها الصادر يوم 6 نوفمبر 2010 م إذ تناولت الصحيفة عبر موفدها تقريرا شاملا تضمن فكرة بروز ملتقى تعارف الحجاج الذي ينظمه عمدة محلة الهجلة محمود بن سليمان بيطار وأكدت على أن هذا الاحتفال يحيي لدى الناشئة من أبناء مكة المكرمة عادات وتقاليد متوارثة ويمثل ثمرة من ثمار عدة يقطفها حجاج بيت الله الحرام في رحلتهم الإيمانية بالبقاع الطاهرة .
وللحقيقة نقول إن مثل هذا الاحتفال إنما يؤكد على أن أبناء مكة المكرمة بأعمالهم هذه إنما يقدمون خدمة إيمانية ويؤدون رسالة نبيلة .
وبكلمات شكر لا تعد وباقات ورد لاتحصى نقول بارك الله فيك ياعمدة وجزاك الله خير الجزاء فقد منحتنا شرف الالتقاء بضيوف الرحمن في ملتقى نأمل أن يتواصل كل عام .
الندوة 4/12/1431هـ