من أسرار آل الشيبي!

غادر السادن الشيخ عبد العزيز الشيبي الدار الفانية بينما كان يتهيأ لاستلام كسوة الكعبة المشرفة حسب العادة لتكسى بها يوم التاسع من شهر ذي الحجة فيراها الناس في حلتها الجديدة في اليوم العاشر يوم عيد الأضحى، ولكن إرادة الله وقضاءه سبق ذلك الاستلام والتسليم فرحل السادن قبل المناسبة ليتولاها السادن الجديد الدكتور صالح الشيبي أمد الله في عمره، وليواصل بذلك شرفا حظي به آل الشيبي منذ نحو ألف وخمسمائة عام وكان شرفا عظيما أقر لهم في العهد النبوي يوم فتح مكة المكرمة بموجب آية كريمة نزلت من السماء فأصبحت السدانة خالدة تالدة لهذه الأسرة المباركة لا ينزعها منهم إلا ظالم حسب ما جاء في الحديث النبوي الشريف.

وقد حضرت ذات مساء مناسبة اجتماعية وكان يجاورني في مجلسي رجل من آل الشيبي فعرفته بنفسي فهش لي وبش، وتبادلنا أطراف الأحاديث في أمور متعددة كان من أهمها شرف السدانة التي حظي به آل الشيبي وفهمت منه أن عدد أفراد آل الشيبي في الوقت الحاضر نحو ثلثمائة فرد بين ذكر وأنثى وهو عدد ضئيل مقارنة بالامتداد التاريخي للأسرة ولا بد أن في الأمر سرا لا يعلمه إلا الله، وذكرت للشيبي أن هناك أسرا من بعض محافظات الحجاز تحمل اللقب نفسه فهل هم من الأسرة فأثبت بعضهم ونفى صلة القربى عن بعضهم الآخر، مؤكدا أن لدى آل الشيبي شجرة مدونا بها كل أفراد الأسرة تدوينا دقيقا فلا يولد مولود إلا ويبلغ به أمين سر الأسرة أو السادن ولا يرحل عن الدنيا فرد منهم صغيرا كان أم كبيرا في عمره إلا سجل ذلك بكل أمانة ودقة، ولهذا فلا مجال لاختراق هذه الأسرة العريقة عن طريق الانتحال فهم يعرفون بعضهم بعضا حق المعرفة!

وكان سادن الكعبة في بداية العهد السعودي شيخا مهيبا في الثمانين من عمره هو الشيخ عبد القادر الشيبي وقد سمعت من الأجيال التي قبلي أنه كان من المحسنين وأنه موقر ذو مكانة لدى الحاكم والشعب وقد خلفه في السدانة ابنه أمين وكان مثل والده مكانة ووقارا ولا زال الخير في هذه الأسرة المكية القرشية ممتدا والشرف معقود الراية لها حتى تقوم الساعة.. رحم الله السادن الراحل الشيخ عبد العزيز الشيبي وطرح البركة في خلفه وفي بنيه وفي جميع أفراد الأسرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

عكاظ 3/12/1431هـ