لا إبقاء لأسماء غير عربية

من المؤلم أن ترتفع في شوارع بلاد الحرمين، ومهد العروبة الأسماء الأجنبية للفنادق، والمحلات التجارية، والكثير من مطاعم الوجبات الغذائية السريعة.

ففي شوارع مكة المكرمة من مدخلها بل وفي الطريق إليها من جدة، وفي المدينة المنورة لا يكاد يخلو شارع من لوحات دعائية بأسماء أجنبية، أو لغات أعجمية وهذه في المدينة المنورة أكثر من مكة المكرمة أو جدة بسبب كثرة الباعة من دول القارة الهندية.

ويعلل البعض ذلك أن توافد الحجاج والمعتمرين والزوار من دول لا تتكلم العربية يفرض ذلك، وهو تعليل مضحك لأن دولا أخرى يصل إلى أراضيها من الأجانب أضعاف أضعاف أعداد الحجاج والمعتمرين والزوار ومع ذلك لم يحدث أن علقت في شوارعها لوحات بلغات الوافدين إليها.

ومن باب العلم بالشيء فإن عدد السياح الذين يأتون إلى فرنسا يصل إلى 82 مليونا، وإلى اسبانيا 59 مليونا، وإلى الولايات المتحدة 56 مليونا، وإلى الصين قرابة 55 مليونا، وإلى إيطاليا حوالى 44 مليونا، وإلى بريطانيا أكثر من 30 مليونا، وإلى ألمانيا ما يزيد على 24 مليونا، وإلى تركيا 22 مليونا، وإلى المكسيك حوالى 25 مليونا، وإلى ماليزيا 21 مليونا، وإلى النمسا وروسيا يصل لكل منهما 20 مليونا، كما يصل إلى كندا حوالى 18 مليونا، وإلى اليونان 16 مليون و .. و .. و ... إلخ.

ومع ذلك لم ترفع في شوارع تلك الدول أسماء محلاتها، ومبيعاتها بلغات غير لغات أهلها، فيما عدى الماركات العالمية لسلع محدودة لا مناص من إعلانها.

أما نحن فإننا بكل أسف حتى الأسماء العربية نكتبها بلغات أجنبية، وحتى المأكولات نكتبها في اللوحات الدعائية بلغات تختلف باختلاف جنسية متعاطيها.

صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في قرار حاسم أعطى 6 أشهر مهلة لتعريب أسماء المحال التجارية في مكة المكرمة، إذ تقول «عكاظ» فيما نشرته في العدد 16115 يوم الأحد 2/11/1431هـ :
أمهل أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل المحافظين، والأمناء ورؤساء المراكز والبلديات في كافة مدن المنطقة ستة أشهر لتعريب كافة أسماء المحال التجارية والقاعات والشوارع، واستبعاد كافة الأسماء الأجنبية من منطقة مكة المكرمة في قرار حاسم لقي تصفـيق نخبة من المثقـفين والأدباء الذين وقفوا إجلالا لهذا التوجيه الجريء، والذين كانوا حاضري افتتاح الملتقى الثالث الذي أقامه النادي الأدبي الثقافي في مكة المكرمة بعنوان «المثاقفة الإبداعية ائتلاف لا اختلاف» في قاعة «ماربيا».
وتقول «عكاظ» : إن سمو الأمير خالد الفصيل قال : «لقد لاحظت عند دخولي للمرة الثانية هذه القاعة التي تحمل اسم « ماربيا » أنها تحمل اسما غير عربي وهذا سر اندهاشي»..

ثم تساءل سمو الأمير – كما تقول «عكاظ» – بحرقـة العربي الأصيل: «نحن في أقدس بقعة، وفي مهبط الوحي وفي المكان الذي نزلت فيه أول كلمة في القرآن وهي « اقرأ » بحروف عربية وشهد ولادة آخر الرسل
(عليهم الصلاة والسلام) وهو عربي، فكيف نقبل لمنازلنا ومبانينا وأماكننا ومؤسساتنا وشوارعنا أن تتوشح بأسماء وحروف أعجمية، لهذا فإني لا أطالب بتغيير الاسم في هذه القاعة فقـط بل أطالب بالتغيير في مدن ومحافظات المنطقة جميعها».. وحسم أمير منطقة مكة المكرمة في خطابه جدلية الأسماء الأجنبية في المحال التجارية بأمره الصريح: «من الآن أطالب المحافظين ورؤساء المراكز وأمناء المدن ورؤساء البلديات ووزارة التجارة أن يبدؤوا في تغيير اللوحات في شوارع جميع مدن هذه المنطقة بأكملها ومحافـظاتها وقراها وأن تكون الأسماء كلها عربية، وسأعـطي مهلة ستة أشهر وسأحاسب جميع المسؤولين ابتداء من الإمارة إلى الأمانات والبلديات ورؤساء المراكز».

.. وإنني في الوقت الذي أشيد فيه بقرار صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفـيصل فإنني أتوخى من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة الأمر بأن لا تبقى في
«أخت مكة» لوحة غير عربية .. والله المستعان.

عكاظ 22/11/1431هـ