التمديد لمؤسسات أرباب الطوائف

تكتلات وتحزبات لها أول وليس لها آخر تسعى للاطاحة بمجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف انتظاراً للموعد الحاسم بنهاية موسم حج هذا العام 1431هـ. وان كنت في هذا المقال لا اعني مجموعة أو مؤسسة بعينها ولأن الانتخابات الشفافة ظاهرة حضارية تدعمها دولتنا الرشيدة أعزها الله.

وفي نفس الوقت ادرك تماماً ان المسؤولين عن مؤسسات أرباب الطوائف سواءً وزارة الحج أو اللجنة المركزية أو اللجنة العليا يهمهم جداً مواصلة ابراز الجهود الكبيرة التي انتهجتها هذه المؤسسات وإن اختلفت درجة التطوير والتحديث والاستثمار وحقوق المطوف والمطوفة والتي كان من محصلتها جائزة مكة للاميز والتي حظيت بها مؤسسة جنوب آسيا لأول مرة بين شقيقاتها. والتي نالت الشرف الكبير من لدن خادم ضيوف الرحمن الأمير الجليل خالد الفيصل ادام الله توفيقه.

وحيث ان الكثير من المعطيات تجعلني اطالب بالتمديد لمجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف لعامين فقط حتى تجنى الثمار ويتحقق الأمل والتطلعات التي تنشدها القيادة الرشيدة في تطوير الخدمات المقدمة للحجاج الكرام ، خصوصاً بعد الأمر السامي الكريم بتثبيت هذه المهنة الشريفة والتثبيت يعني المساءلة والحساب وحتى العقاب.

وحيث اننا مازلنا نعاني الكثير من نقص في ثقافة الانتخابات ومفهومها وأهدافها العليا من واقع التطاحن في سبيل الظفر بالكعكة كما يزعم البعض مع الأسف الشديد وإن كان البعض من المثقفين وحتى الخبراء ومن يطلق عليهم مسمى مستشارون يعانون من خلال الجمعيات العمومية بمعاول الهدم والصوت المرتفع واثبات المدافع عن الحقوق والواقع يحكي غير ذلك.

كما ان نظرية البدء من حيث انتهى الآخرون نظرية منسية بل يتجاهلها الكثيرون مع الأسف الشديد حتى لا يحسب النجاح إن تحقق إلا لهم. علاوة على ان الناخب لن يصوت لهذا أو ذاك الا بموجب ما يعرف بالوعود الانتخابية التي تطلقها هذه التكتلات. وهذا ما قد يسبب إرباكاً للخطط الطموحة والاستراتيجيات التي قطعت فيها هذه المؤسسات اشواطاً بعيدة في سبيل تحقيق وعودها التي صدق معظمها. ناهيك عن اللعب على أوتار رفع قيمة أرباح الأسهم وما يسمى بالمكافآت المقطوعة وهذه لن تتأتى الا على حساب الاستثمار الامن الذي قطعت فيه بعض المؤسسات اشواطاً كبيرة كما اسلفت. وعندها تعرقل المشاريع القائمة اليوم والتي يعرفها منسوبو هذه المؤسسات. وإن كان يتجاهلها البعض مع الأسف الشديد حتى ان هناك محاولات طائشة ومغامرات غير محسوبة من البعض تجاه ما لم يستطيعوا هم القيام به في حال تسلمهم زمام الأمور في هذه المواقع الوظيفية التكليفية قبل أن تكون تشريفية. لان شعار وزارة الحج المرفوع (خدمة الحاج شرف وأمانة ومسؤولية) هو الواجب تنفيذه معنى ومبنى.

وان كانت بعض الاصوات النشاز تحاول بمعاول الهدم تدمير جهود الآخرين مرة باسم الحقوق ومرة باسم المرأة المطوفة وثالثة باسم الانا ومن بعدي الطوفان.

واتمنى على أصحاب القرار الأعلى مدارسة كل العوامل التي تحقق الهدف الاسمى من تطوير كل حزم الخدمات التي تصب في مصلحة ضيوف الرحمن أولاً واخيراً. فمتى ما كانت هذه المؤسسات تساير التطلعات والامال المنشودة فحتماً القرار الفعل والصائب هو الحكم العدل في هذه المساءلة الشائكة. والتي تختلف تماماً عن الانتخابات في الاندية الأدبية والأندية الرياضية. والمجالس البلدية وغيرها ، لأن الاخفاق لا قدر الله يعني المساس بخدمة من يتشرف الجميع بخدمتهم حتى وان كانوا من غير أبناء الطوائف.
وعلى الله قصد السبيل.

قرآن كريم
(فلما نسُوا ما ذكِرُوا به فتحنا عليهم أبواب كُل شيء حتى إذا فَرِحُوا بما أوتوا أخذناهم بغته فإذا هم مُبلِسُون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) سورة الانعام اية 44 - 45.

الندوة 17/11/1431هـ