جاكم القلاب .. أبعد عن طريقه؟!
توجد شكوى عامة متواترة في أم القرى من القلابات المشاركة في حمل بقايا العمائر المزالة في المنطقة المركزية من العاصمة المقدسة، وقد وصلتني عدة شكاوى حول تصرفات قائدي تلك القلابات وكلهم من العمالة الوافدة التي لا تأبه بنظام أو سلامة أو ذوق أو حياة أحد، وإنما كل همها جني المزيد من المال عن طريق زيادة عدد «الردود» التي تحملها قلاباتهم في اليوم الواحد لأن كل رد بثمن فلا ينام «الرفيق» إلا وفي جيبه ألف ريال في اليوم، هذا إن نام كما ينام الناس، وإلا فإن معظمهم يختصر ساعات نومه إلى أربع أو خمس ساعات ليعود إلى عمله ويمارس الفوضى والخطر على كيفه في شوارع أم القرى وهو في طريقه إلى المرمى المعد خارج مكة المكرمة لبقايا العمارات، وهذه القلابات تعمل على مدار ساعات الليل والنهار لأن قائديها يعملون عليها بنظام «النوبات»، وإذا ركب واحد منهم سيارة صغيرة ودمرها خرج من القلاب وفي يده أوراق التأمين التي يرى أنها تحميه من المساءلة، وآخر ما سمعته من شكوى حول تصرفات بعض أصحاب القلابات أنهم يقومون بإفراغ مخلفات العمائر في الأراضي البيضاء المملوكة للدولة أو للمواطنين ويختارون أقرب موقع يمكن لهم إفراغ حمولة القلاب فيه، بهدف العودة سريعاً للتحميل مر أخرى كسباً للوقت والجهد والدراسهم!
ويرى أصحاب هذه الملاحظة أن في إلقاء مخلفات العمائر في أراضي المواطنين أو الدولة فيه إضرار واضح بتلك الأراضي التي يحتاج أصحابها إلى رفع المخلفات عنها عند الرغبة في الاستفادة منها، ولا يكون ذلك إلا بآلاف الريالات، كما أن فيه تشويها للأراضي البيضاء وأذى ناتج عن تطاير غبار الأتربة المكدسة في تلك الأراضي، وكان ينبغي إلزام أصحاب القلابات من قبل أمانة العاصمة المقدسة ومن قبل المتعهدين بعدم تفريغ حمولتهم إلا في المرمى المخصص لهم خارج أم القرى، وألا يسمح للواحد منه بإعادة تحميل قلابه إلا إذا جاء بورقة من مشرف المرمى أنه قد أفرغ الحمولة فيه، وأن يكون على أولئك المشرفين رقباء لضمان عدم خيانتهم للأمانة بإعطاء ورقة إفراغ لسائق لم يفعل ذلك، كل ذلك مهم ومطلوب ولكن جهات الاختصاص لم تفعل ما هو مطلوب فاستمرت فوضى القلابات حتى رجفت منها القلوب؟!
عكاظ 11/11/1431هـ