حلول مواقف ومداخل مكة في رمضان

كلما زرت الحرم المكي أخذتني الذكريات إلى طابع مكة المكرمة القديم حول الحرم الذي كان هو أكثر شيء ظاهر فيه...وقد غدا اليوم كأنه يقبع داخل صندوق تحيطه الشاهقات التي يتسابق ويستشرى أصحاب رؤوس الأموال في تشييدها، ولله في خلقه شؤون ، ولا نحسد أحداً، لكننا نستغرب أن يسمح لتلك الشاهقات على حساب ضيق شوارع مكة ومداخل الحرم التي لم تعد قادرة على استيعاب الزوار من المواطنين فضلاً عن القادمين للاعتمار ولا سيّما خلال المواسم مثل شهر رمضان تلك المعاناة تحدث طوال العام – بعد فتح العمرة - وتزيد كل رمضان إذ أن مداخل الحرم من قبل موقف كدي ( وهو من أكبر المواقف لاستقبال سيارات المعتمرين) خاصة جهة جياد (سابقاً) تزداد الشوارع فيها اختناقاً وتزداد الفنادق والمحال التجارية تداخلاً فيها ولا بدّ من حل... فالمعتمرون يعانون حتى يصلوا قرب الحرم إذ تقف بهم السيارات في المواقف وعليهم الوصول إلى الحرم هذا إن أرادوا اللجوء لخيار ركوب السيارات الصغيرة من المتسببين من أهل مكة الذين يسترزقون في توصيل المعتمرين...وأما أن أرادوا خيار حافلات النقل الجماعي فإن الانتظار والازدحام يخنقهم... والحال كذلك مع مداخل المواقف الأخرى ( الرصيفة، ومحبس الجن، والزاهر) وكلها تصب في مداخل شوارع تضيق مقابل اتساع رقعة العمران...حتى مشروع جبل عمر الحديث لم يشأ أن يعطي متنفساً للشارع حوله يساهم في فك الاختناق... والمشاكل متكررة كل عام نتيجة عدم تنظيم المواقف وترقيمها واختناق الطرق بسبب الحافلات الكبيرة...

و الأمر ليس مفاجأة وفي العالم كله أحداث ومناسبات تستقبل الدول فيها جماهير من كل مكان وتنظّم احداثها بشكل سلس..

.فمتى نحلّ نحن المشكلة؟ إن كبار السن والعاجزين لم يعودوا قادرين على زيارة الحرم..وليس من المعقول أن يعاني الناس كل عام دون حلول!!! أليس ثمّة حل قبل بدء قطارات المشاعر (التي كثر اللغط حولها) مثل أن تنظم حافلات صغيرة تديرها شركات تنقل الناس إلى قرب الحرم وتعود في دورات متتالية (ترددية) Shuttle Busesمقابل أن توقف الحافلات الكبيرة التي تنقل المعتمرين إلى الفنادق والتي تضيق بها الطرق الضيقة أصلاً...

فقد شاهدتها وهي تعيق الحركة نتيجة الوقوف والتنزيل والتحميل...ولعل توحيد الحافلات للنقل تريح الناس وتفك الاختناق وتساعد على انسيابية الحركة...ثم لماذا لا يستثمر في المواقف المناطق القريبة من الحرم بشكل منظم..إنها تساؤلات ورجاء نضعها أمام صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر بعد أن بحث سموه الأسبوع الماضي دراسة الحلول المقترحة لفك ازدحام حركة المركبات والمشاة في العاصمة المقدّسة ضمن مناقشته للخطة المستقبلية لحركة المرور في مواسم الازدحام إذ ناقش سموه ربط مداخل وأحياء مكة المكرمة بالمنطقة المركزية عبر وسائل النقل الحديثة وإنشاء مسارات للمشاة من وإلى ساحات المسجد الحرام والامـل يحدونا أن ترى الحلول العاجلة النور قريباً لتنتهي معاناة الناس في كل رمضان وموسم مع دخول مكة والحرم..

أما الحرم المكي فبعد مشروع توسعة المسعى الموفقة أصبح الوضع هناك يحتاج إلى تنظيم وأفراد متدربين فالمشكلة الكبرى في كل ازدحام هي التداخل ما بين الخارجين والداخلين إلى الطواف أو السعي أو مداخل الحرم وليس ثمة معضلة في إيجاد حلول جذرية لهذه المشاكل القديمة الجديدة...بما يحقق الانسيابية..،وأخيراً عربات المسعى التي يستغلها ضعاف النفوس بسبب قلة عددها كل رمضان وموسم إذ يصل سعر تأجيرها إلى200 ريال وكم رأيت محتاجين ومحتاجات عاجزين عن الدفع ومستاءين للوضع ولا يملكون التصرف!! ولا بد من حسم هذا الأمر الذي استمر سنوات دون علاج..

لماذا لا تزاد أعداد العربات وتوضع رقابة عليها...؟ ومتى نفكر في إنشاء السير الكهربائي لمناطق سعي العاجزين والذي سوف يريح الجميع ويقلل من فرص الاحتكاك والازدحام الذي تسببه العربات فقد كتبنا عنه مراراً وكم وددنا لو أخذ في الاعتبار مع مشروع توسعة المسعى.

المدينة 20/9/1431هـ