خواطر معتمر
مجرد خواطر مرت على النفس في رحلة قصيرة لتأدية شعيرة جليلة، ما أردت بها إلاّ الإصلاح، وما صدرت إلاّ من قلب صائم محب مقدر لكل ما يُقدم من أعمال رائعة كبيرة لخدمة ضيوف الرحمن، وتيسير أداء مناسكهم.
الخاطرة الأولى: يُشكر لمسؤولي نقطة التفتيش لدى مدخل الشميسي فتحهم لجميع المسارات خاصة في أوقات الذروة، (ومعظم أوقات رمضان ذروة)، ففي ذلك حد من طول طوابير المركبات، وتخفيف على المعتمرين والزائرين القاصدين لبيت الله الحرام. وفي المقابل لا زال عدد غير يسير من سائقي السيارات يمارسون تهورًا غير محمود.. سرعات عالية، وتجاوزات غير آمنة، ومخاطر متعاظمة، في كلا الاتجاهين إلى مكة صعودًا، وإلى جدة نزولاً. رجاء إلى عيوننا الساهرة بذل المزيد لحفظ أرواح الناس في هذا الشهر الفضيل.
الخاطرة الثانية: أعمال التنظيف في الحرم المكي الشريف هائلة وعظيمة وسريعة، خاصة بعد صلاة المغرب مباشرة، حيث تُزال كميات من الأوساخ التي يفرزها ضيوف البيت العتيق، وهي حال تدعو إلى العجب من تدني مستوى محافظة هؤلاء الضيوف على نظافة المكان، كما تدعو إلى الرثاء لحال أمة تسّوق لدينها وتعاليمها عبر هذه الممارسات التي تبتعد كثيرًا عن حضارية سامية تجعل النظافة جزءًا من الإيمان.
الخاطرة الثالثة: ازدحام المسعى في دوره الأرضي رغم اتساعه بنسبة قد تصل إلى الضعف عمّا كان سابقًا، عسى الله أن يثيب المليك النبيل صاحب المشروع الجليل. ربما قابل هذا الازدحام نقيضه في الدور الأول لسببين وجيهين، أولهما أن معظم المعتمرين يجهلون السبيل إلى الصعود إلى ذلك الدور، فلا لوحات إرشادية واضحة، بل شاع بين الناس أن الأدوار العلوية مخصصة للرجال فقط، فإن كان ذلك صحيحًا، فهو خطأ فادح، واجتهاد غير صائب يتعارض مع الغرض النبيل الذي أقيم له المشروع، وكلّف مئات الملايين من الريالات، وإن لم تكن إلاّ مجرد شائعة، فالأولى تشجيع الناس على استخدام الأدوار العلوية، وربما ساعد على ذلك تثبيت شاشات كبيرة تنقل مباشرة حركة الساعين في الدور الأعلى، حتى تتوجه الحشود إلى أقل الأدوار ازدحامًا.
وكل رمضان وأنتم بخير.
المدينة 19/9/1431هـ