موسوعـة مكةالمكرمة والمدينة المنـورة
جمعتني مناسبة اجتماعية بمعالي الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء والباحث المتمكن والمؤلف المتخصص، وكان يرافقه الدكتور عباس طاشكندي، فسألني الدكتور أبو سليمان عما إذا كانت موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة قد وصلتني نسخة منها فأجبت بالنفي وكان يسمع حوارنا الدكتور الطاشكندي فعلم أنه المعني بما دار من حوار فسارع إلى وعدي بإرسال نسخة من الموسوعة وقد وفى مشكورا بوعده حيث تسلمت الموسوعة في أجزائها الثلاثة التي تربو مجتمعة على ألفي صفحة من القطع الكبير، وقد طبعت على ورق صقيل وصدرت عن مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي التي يشرف عليها ويمولها معالي الشيخ أحمد زكي يماني وقد حشد لإعداد الموسوعة عشرات الباحثين والمحررين المختصين في التراث الإسلامي من داخل المملكة وخارجها تحت إدارة المحرر الرئيسي الدكتور عباس طاشكندي أمين عام الموسوعة، وتمت كتابة اسمها بالخط المكي الذي كان سائدا في الحجاز ودون به القرآن الكريم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وذلك الخط يخلو من الإعجام والتشكيل والتنقيط، كما جاء في غلاف الموسوعة. ومن المعلوم أن الكتابة العربية ظلت كذلك في صدر الإسلام حتى قام أبو الأسود الدؤلي بوضع علامات التنقيط فأصبح القرآن الكريم والأحاديث النبوية والرسائل والكتب كلها تحمل علامات التشكيل والتنقيط وسهل على الناس قراءة ما هو مكتوب بالعربية من حيث استقرار قراءة الكلمة بصورة واحدة بعد أن كانت عبارة «فتثبتوا» تقرأ «فتبينوا» وإن كان المعنى متقاربا ولكن اللفظين مختلفان بسبب عدم وجود التنقيط عند بداية كتابة القرآن الكريم، وقد وجدت في أجزاء الموسوعة رصدا دقيقا وشاملا لبيئة المدينتين المقدستين وللحرمين الشريفين تاريخا وتفاصيل وأسماء وأماكن وللحياة الاجتماعية فيها عبر العصور، وكذلك ما يعطي الجوانب الاقتصادية والثقافية والسياسية والمواقع المتصلة بالسيرة النبوية ومظاهر العمارة والتخطيط في مكة المكرمة والمدينة المنورة عبر تاريخهما المديد وحتى زمننا الحاضر الباهر. وهي موسوعة عظيمة كريمة لا يستغني عنها أي باحث أو مؤرخ أو عالم، وقد بذل عليها بسخاء وكرم وصرف من أجل إعدادها الكثير من الوقت والجهد حتى تمت.
وقد أسعدني حصولي على نسختي من الموسوعة شاكرا للرجلين الفاضلين وهما أبو سليمان والطاشكندي وحرصهما على إهدائي الموسوعة، والشكر موصول لكل من ساهم بماله أو جهده أو عمله في إنجاز هذا العمل الوثائقي الجليل. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر : جريدة عكاظ - الأحد 27 شعبان 1431هـ .