خوجة في بيته القديم
كانت لفتة لطيفة من كلية التربية في جامعة أم القرى أن تدعو لزيارتها وتجديد العهد بها عميدها الأسبق وزير الثقافة والإعلام الأستاذ الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة، وكان تجاوبا رائعا من معاليه قبوله للدعوة على الرغم من زحام المشاغل والارتباطات التي عادة ما يرتبط بها أمثاله، ولذلك وجدت نفسي حريصا على تلبية دعوة الأخوين الكريمين الأستاذين الدكتورين بكري عساس مدير الجامعة المكلف وزايد الحارثي عميد كلية التربية لحضور هذه المناسبة.
لقد غادر الدكتور خوجة عمادة كلية التربية وعمره خمسة وثلاثون عاما وعاد إليها قبل أيام وعمره سبعون عاما ولذلك حق له أن تجتاحه مشاعر التأثر خلال إلقائه كلمته أمام أساتذة وطلاب الكلية، فقد طافت به ذكريات شتى وتذكر طلبة نابهين أمسوا من رجالات الوطن وزملاء أعزاء صحبهم في الكلية «منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر» والذكريات صدى السنين الحاكي.
أما مدير الجامعة المكلف الدكتور عساس فقد ألقى كلمة جميلة ضمنها أبياتا من شعر الدكتور خوجة وأسماء دواوينه ومنها مقطع من قصيدة «لو أنهم جاؤوك» وهي قصيدة موفقة بناها الشاعر الدكتور خوجة على المعنى الوارد في قول الله عز وجل (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما).
كما تذكر العميد الدكتور الحارثي نصائح ومواقف استاذه العميد الدكتور خوجة عندما كان الأول في السنة النهائية من دراسته الجامعية في كلية التربية والأثر الإيجابي لتلك النصائح والمواقف على مسيرته العلمية والعملية.
ولأن المناسبة توحي بالذكريات العطرة فقد طافت علي صور مصاحبة للمناسبة، ومنها أنني كنت خلال عملي الصحافي متعاونا مع جريدة الندوة في منتصف التسعينات الهجرية أزور كلية التربية بحكم صداقتي مع الصحافي العتيق الاستاذ عبد الله عبد التواب حسنين الذي كان يعمل مديرا لمكتب العميد الدكتور خوجة فأسلم على العميد، وعندما أقابل وكيل الكلية الدكتور رشدي أورقنجي صدفة في باحة الكلية يصافحني بحرارة ويقول لي: لا تنس تمر علي في المكتب أم أنك لا تجيء إلا للخوجة والحسنين؟!.
ولما أصبح الدكتور خوجة وكيلا لوزارة الإعلام في عهد الوزير الطيب محمد عبده يماني توثقت صلتي به بحكم العمل الصحافي والتعليمات!، وعندما صار سفيرا لبلاده في عدة دول منها تركيا وروسيا والمغرب ولبنان أبعدته المسافات عن وطنه وصداقاته ليعود أخيرا قائدا للثقافة والإعلام مصحوبا بدعاء محبيه له بالمزيد من التوفيق والنجاح.
المصدر : جريدة عكاظ - الخميس 5 /7/1431هـ - العدد 3287