قصة اسمها الخط الدائري الأول !
في أم القرى شيء كان اسمه الخط الدائري الأول بدأ العمل فيه قبل ثلاثين عاما، وأنجز جزء صغير منه خلال عامين من ذلك التاريخ، وحدد لإنجاز البقية عامان آخران ثم توقف المشروع ما يزيد على ربع قرن، مع الإجماع على أهمية الخط الدائري الأول وأثره الإيجابي في حالة اكتماله بالنسبة لحركة المرور حول المسجد الحرام، وفي أقرب نقطة منه بالنسبة للمنطقة المركزية، ثم اقتضت الضرورات إلغاء بعض ما نفذ من أجزائه لاعتراضها مشاريع استثمارية أو أمورا تخطيطية، كما حصل بالنسبة لإلغاء الجزء الواصل بين الهجلة وأجياد عن طريق نفق جبل بلبل والجزء الواصل من السد إلى الصفا، ولم يبق إلا الجزء الواصل بين الفلق وريع الرسام من جرول والآخر الواصل بين أجياد وشعب علي، إضافة إلى عدم إكمال ما تبقى من أجزاء، ولذلك فقد سرني ما قرأته في هذه الصحيفة قبل أيام عن وجود دراسة جادة لاستكمال الأجزاء التي لم تنفذ من الخط أو التي أزيلت بعد تنفيذها لأسباب مختلفة جرى ذكر بعضها، فيكفي هذا المشروع الحيوي أنه تأخر نحو ثلاثين عاما على الرغم من أهميته القصوى بالنسبة لحركة المرور والحياة حول المسجد الحرام، وقد جاء في الخبر أنه سيتم ربط نفق شعب علي بأنفاق جبل هندي، ولعل المراد بما ذكر الأنفاق الحالية الواصلة بين الفلق وريع الرسام، وأنه سيتم ربط الخط الدائري الأول بطريق الملك عبد العزيز الممتدة من غرب أم القرى باتجاه شرقها نحو الحرم، وهي الطريق المسماة بالطريق «الموازية» التي سوف تنزع ملكية نحو أربعة آلاف عقار لصالح تنفيذها؛ لأن ربط الخط الدائري الأول بهذه الطريق سوف يسهل عملية انتقال قاصدي المسجد الحرام بعد أدائهم للنسك أو أداء الصلاة إلى بداية خط جدة بسهولة ويسر، دون اضطرارهم إلى البحث عن «خريطة طريق» توصلهم إلى الخط الدائري الثاني أو الثالث، وما أرجوه ألا تطول فترة الدراسة وأن يعتمد المشروع وينفذ فورا ويربط ببقية مشاريع الخطوط الدائرية والطرق الموصلة بين أم القرى وما حولها من محافظات، وسوف يلمس أي زائر لمكة المكرمة أو مقيم فيها الأثر الايجابي الذي سوف ينتج عن اكتمال الخط الدائري الأول، وفوائد ربطه بغيره من الخطوط الدائرية والطرق السريعة.. وإلى الأمام.
المصدر : جريدة عكاظ - الأحد 23 / 6 / 1431هـ - العدد : 3276