مكة المكرمة من السماء الماضي و الحاضر
إهداء الكتاب حمل لفتة حميمية بتخصيصه إلى «كل من سار في بطاح مكة وأوديتها وأزقتها وشوارعها عبر الزمن، وأعطاها ما تستحق من عبادة وعناية». ومن هنا تبدأ الحكاية:
في منزله العامر، جلس الدكتور معراج مرزا يحكي عن إرهاصات البداية، وما رافق لحظة تخلّق فكرة الكتاب، وعلقة تكونه في أحشاء جامعة أم القرى، حتى استوى خلقا كاملا في رحم المطابع، ليدشن الليلة في حفل جماهيري عام، وفي أحسن تكوين مادة وإعدادا وتنفيذا..
يقول:
لكل كتاب حكاية وقصة تروى إلا هذا الكتاب؛ فهو يختصر حياة كل من عاش في مكة، ويلخص الحنين والشوق، واللقاء والهيام، ووداع الأمكنة إلى لقاء آخر متجدد تباعا. الفكرة قديمة جدا، فلدي مجموعة كبيرة وخاصة من الخرائط والصور القديمة لمكة اقتنيتها طوال عقود من الزمن من الداخل، وخلال رحلاتي الخارجية أيضا.
من بين هذه المجموعة الكبيرة، كان بحوزتي أول صور جوية عامودية لأغراض مساحية لمكة المكرمة التقطت في عام 1385هـ (1965م) بواسطة شركة فيري سيرفي Fairy Survey البريطانية بتكليف من مكتب تخطيط المدن بوكالة وزارة الداخلية للشؤون البلدية آنذاك. أكملتها لاحقا بصور جوية لنفس الفترة تقريبا 1386هـ (1966م) من مصلحة المساحة الجيولوجية الأمريكية USGS. واحتفظت بهذه المجموعة ككنز ثمين ينتظر لحظة الاكتمال لرؤيتي المسبقة للكتاب، بل وكنت أرغب في نشر صور قديمة مع أخرى حديثة تقابلها، تمكن القارئ من عقد مقارنة بين الماضي مع الواقع الحالي لأم القرى. أضاف: انتظرت أحلم طوال هذا الوقت بحصولي على نسخة جوية جديدة لمكة المكرمة. قبل سنوات وتحديدا في عام 1427هـ (2007م) جرى تصوير جوي ثلاثي الأبعاد لمكة المكرمة بتقنية حديثة عالية الجودة (بكتومتري) في زمن الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله، وبتكليف من هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة السابقة لشركة بكتومتري Pictometry العالمية. وتوفرت نسخة كاملة ببعد واحد فقط، لدى أمانة العاصمة المقدسة، وبمساعدة المسؤولين ـ حصلت على نسخة كاملة منها
عندها اطمأن قلبي، وبدأت التفكير والعمل على إخراج فكرة كتاب مكة المكرمة من السماء إلى أرض الواقع، ووضع المقارنة بين الماضي والحاضر. وأعتقد الآن أن كتاب مكة من السماء هو أول كتاب يضع مصورات جوية قديمة وحديثة معا لمدينة في العالم وبفاصل زمني يمتد لخمسين عاما، مع مقارنة بينهما، وباللغتين العربية والإنجليزية معا.
مصدر : حكاية كتاب صحيفة مكة