مكة في عيون الشعراء العرب

محتوى الكتاب :
" الاعتقاد بتحريم مكة كان راسخًا في الشعار الجاهلي , فهذه سبيعة بنت الأحدب توصي ابنها بذلك , و تعظم عليه حرمة مكة , و تنهاه عن البغي فيها و تذكره بما حدث لمن أراد الظلم فيها و تقول : 
أبنيَّ لا تظلم بمكة لا الصغير و لا الكبير
و احفظ محارمها بني ولا يغرَّنك الغرور
أبنيَّ من يظلم بمكة يلق أطراف الشرور "

هذا بعض ما أورده المؤلف في توطئة الكتاب حول تعظيم مكة المكرمة في الجاهلية و قد احتوى الكتاب على الكثير من القصائد و الأبيات الشعرية التي تعظم مكة المكرمة من شعراء العرب ولعلنا نعود إلى مقدمة الكتاب و من خلال بعض الفقرات الواردة فيها نتعرف على الكتاب بشكل أفضل . فيقول المؤلف في بداية المقدمة " تتناول هذه الدراسة الأدبية أظهر بقعة , وأشرف مكان , كيف لا ؟ و فيها أول بيت وضع الناس , و منها خرج المصطفى خيرة خلق الله عليه أفضل الصلاة و السلام , و من ربوعها أشرق نور الإسلام , و فوق بقاعها نزلت آيات الله ..."

ثم يقول " ولما كان العنوان ( مكة في عيون الشعراء العرب ) عنوانًا مفتوحًا , لا يحده زمانٌ و لا مكانٌ , و إنما يتسع ليعبر الزمان من العصر الجاهلي حتى وقتنا الحاضر .. "

و قبل أن يورد المؤلف في مقدمته أقسام الكتاب يتكلم كيف سار في دراسته هذه فيقول : " وقد سرت في هذا الموضوع لا كما شئت بل كما فرضه عليَّ الموضوع نفسه فبعد المقدمة , وجدت أن توطئة للحديث عن مكة المكرمة في أسمائها , و موقعها , و فضلها , و حرمتها , و التأليف فيها ضرورة لابد منها يفرضها الدخول إلى بوابة البحث ... "

ولعله من المشوق لمطالعة الكتاب أن نورد بعضا من الأبيات الشعرية لبعض شعراء  العشق المكي الذين ورد شعرهم و ذكرهم في الكتاب  , فقد قال الشريف الرضي :
"أيُّـها الرائـحُ المغـذُّ تحمـَّـلْ        حاجةً للمعـذَّبِ المشـتـاقِ
أَقْرِ عنِّي السَّلامَ أهلَ المُصلَّى     و بلاغُ السّلام بعدَ التلاقي
و إذا ما مررتَ بالخيف فاشهدْ     أنَّ  قلبي  إليه   بالأشواقِ"

ومما أورد المؤلف أبياتا لأبي القاسم محمود  الزمخشري الملقب بجار الله لكثرة ملازمته و مجاورته لبيت الله و قد أظهر الزمخشري شدة شوقه لمكة المكرمة بعد أن عاد منها إلى بلده و مسقط رأسه زمخشر بعد طول ملازمة لمكة المكرمة  فيصور بعده عن مكة و ولهه و حنينه إليها فيقول :
" بكاءٌ     علـى أيـامِ مكةَ  إنَّ  بي         إليهـا  حنينٌ  الـنِّيبِ  فاقـدةُ  البكـرِ
تذكـَّرتُ  أيـامًا  بـهـا  فكـأنَّني         قد اختلفت زرقُ الأسنَّةِ في صدري
أبيِتُ على الصخر المبارك باكيا        كما أنَّتِ الخنساءُ تبكي على صخر
و حينَ تخطينا المناقبَ و ارتمتْ         بنا العيسُ تهوي في مسالكها القفرِ
و قلتُ ألا أينَ الحطيمُ و زمزمٌ         و ماليَ محجوزًا عن الركنِ و الحجرِ
صفرتُ وراءَ الغورِ صفرةَ مفلسٍ        رأي يدَهُ صفرًا من البيضِ و الصفرِ
و قلتُ لقلبي  قدْ  ملكتكَ  مرَّةً         فما  أنتَ  إلاَّ  طائرُ طارَ  في  وكرِ "

و يورد ليحيى الصرصري قوله :
" تخلفنا  عن  البلدِ  الحرامِ             و ما  فيهِ  من النعمِ  الجسامِ
و فازَ بفضلهِ إخوانُ صدقٍ            لنا نهضوا مع الوفدِ الكرامِ
فيا ذاتَ الستورِ عليكِ منِّي             و إنْ بعُدَ المدى أزكى سلامِ "
و من شعر عبد الرحيم البرعي أورد المؤلف لنا قوله :
" فقف المطيَّ ولو كلمحة ناظرٍ         بربا المُحصِّبِ أو منىً ياحادي
و أعد  حديثكَ  عن أباطح مكة         و عن الفريق أرائحٌ أم غادي
و مسرةً للناظرين بدت لنا             ما بين سوق سويقة و جياد "

و نختم حديثنا عن الكتاب ببعض مما يطالعنا في الخاتمة :
" فالحديث عن مكة كما قال الشاعر :
يعاد حديثها فيزيد حسنا             و قد يستقبح الشيء المعادُ
و حديث مكة حديث ذو شجون , أشجى أفئدتنا و مسامعنا منذ تلك الآهة التي صدعت قلب مضاض الجرهمي :
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا             أنيس و لم يسمر بمكة سامر "
و قد قسم المؤلف الكتاب إلى أربعة أٌقسام و بكل قسم أبواب مختلفة , وسنستعرض فيما يلي بعض عناوين الكتاب .

من عناوين المحتوى  :
المشهور من أسماء مكة
مكانة مكة
التأليف في مكة
مكة في الشعر القديم
مكة في الشعر الوسيط
مكة في الشعر الحديث المعاصر
الفخر
المدح
الوصف ( وصف الأماكن و البقاع المكية )
الغزل
الحنين و الشوق
الرثاء
الهجاء
الشعر التعليمي و الأراجيز
الشعر التأريخي
استيلاء خزاعة على مكة
حكم قصي
عام الفيل
صحيفة قريش
الهجرة إلى الحبشة
فتح مكة
فتنة القرامطة
التشبية و التمثيل
الأمثال الشعبية في مكة
التصوير
الشريف الرضي
الزمخشري
ابن جبير
الصرصري
عبد الرحيم البرعي

 

بقلم : إبراهيم المهدي | نشر على موقع قبلة الدنيا بتاريخ 1436/7/8هـ .