زقاق البرسيم
رواية زقاق البرسيم تحكي أحداث تتشابه في كثير منها مع ما عاشه بعض من رجالات مكة المكرمة في صباهم و شبابهم مع أختلاف الصور الوصفية و الكتابة القصصية .
وقد احتوت على 34 جزء ارتبط كل جزء منها بأحداث معينة و في فترة زمنية من حياة محمود بطل روايتنا , و قد بدأ المؤلف الحكاية في جزءها الأول بقوله : ( اتجه محمود إلى النافذة عندما هجر النوم عينيه .. كان يمر أمام عينه شريط الحلم الذي أزعجه طوال الليل و الذي لم يسبق له عاش ليلة كتلك الليلة المرعبة .. تقلب في فراشه حتى ظن أنه يتقلب على جمر .. أحس بعظامه تؤلمه و توتر يعصر أعصابه .. أغمض عينيه حتى آلمته جفونه و تمنى لو النوم يطيعه و يأخذه في حضنه و لا يتركه بين يدي تلك الأحلام المزعجة .. قفز جالسا .. تلفت يمنة و يسرة .. عانقت عيناه النافذة المغلقة .. إنها المنفذ الوحيد للغرفة و المطلة على الزقاق ... )
بطل القصة محمود أصبح يتيم الأب و هو لم يتجاوز مرحلة الطفولة فقامت على تربيته والدته التي وقفت نفسها على هذه المهمة العظيمة و كانت سيدة صبور كابدت حتى ترى ولدها في أحسن حال , و نتابع في هذه الرواية أفراح الحياة و أتراحها تتقاذف محمود بين مد و جزر ؛ فحينا تقبل عليه السعادة بما يسره و أحيانا كثيرة تعرض عنه فيقابل ذلك بصبر و احتساب و يستند إلى أمه التي لم يكن ليستغني عنها لو لا ...
لم يعنْوِن المؤلف لأجزاء الرواية بأسماء بل جعلها بأرقام , ولعله ترك للقارئ حرية الغوص فيها دون عناوين داخلية و لكنه ضمنها أسماء لأماكن و أعلام تحرِّك في كل مكي ذكريات و ذكريات و خاصة ممن أدركوا بعضا منها أو سمعوا من آباءهم عنها و نورد هنا بعض منها :
زقاق البرسيم , سوق الصغير , السابلة , الزنبيل , اليابا صدقة ,كريك , كروانة ,السقاءين , زفاف الماء , حوش الشامي , مقهى السقيفة , بازان القبة , مسجد أبي بكر الصديق , عربات الكارو , الحاج علي السقاء شيخ السقاءين ,زقاق الطاحونة , الهجلة , الشبيكة , زقاق البازان , مدرسة الفلاح , المركاز , الهوند ,الطربيزة , الدجيرة , الفصفص , الفلتر , انت فصِّل و أنا البس , الدهليز , كُتّاب البنات , الكمر , الإتريك , فتيلة مشربة بالقاز , خرابة , بطحاء , الدندرمة , السوبيا , دكة , البسطة , المسفع , زرفونة , مستشفى أجياد , الروشتة , بزبوز , طلعة زقاق الصوغ , قهوة الحمَّارة في الشبيكة , فيتون , زقاق الخضرية , الدرج , السيب , كفِّيت و وفِّيت , سجاجيد و جلايل و مساند و مخدات , القدد , الفوط الجاوية و الهندية , الفزيعة . فرقة المزمار, طبطبة .
هذه الرواية ليست كبقية الروايات تحكي عن أبطالها و أحداثها و حسب لكنها تعبق بالكثير من إرث مكي يستشعره كل من بدأ في قراءتها , و كلما أتم جزء منها دفعه هذا العبق ليكمل و يكمل حتى تنتهي بين يديه و قد لا يشعر بذلك .
نشر بتاريخ 1435/2/10هـ | بقلم : ابراهيم المهدي .