توسعة المسعى عزيمة لا رخصة
أكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان أن النصوص الفقهية ، والحقائق التاريخية ، والنتائج الجيولوجية ، وشهادة أهل الخبرة والثقافة من كبار رجال مكة المكرمة الذين عاشوا في المنطقة المحيطة بالحرم المكي الشريف ، تؤكد أنه لا مانع من توسعة المسعى من الناحية الشرقية للمسجد الحرام ، موضحا أن هذا ليس من قبيل الترخيص بل هو الأصل أو كما يعبر عنه الفقهاء "عزيمة" لا "رخصة" ، وأضاف أن الحكم لم يغير ذلك لأن التوسعة التي يجري تنفيذها على أرض المسعى وبمساحة تقدر بنفس المساحة القديمة وقدرها عشرون مترا ، لا تعد خروجا عن حد المسعى المقررة شرعا لهذه الشعيرة ، بل لازالت داخل حدود جبلي الصفا والمروة .
جاء كل ذلك في كتاب موثّق بالصور والأدلة للشيخ عبدالوهاب أبوسليمان تحت عنوان "توسعة المسعى عزيمة لا رخصة.. دراسة فقهية ، تاريخية ، بيئية ، جيولوجية".
وقال أبو سليمان تحت عنوان (تقرير هيئة المساحة الجيولوجية) : لقد أيّد العلم الحديث الحقائق التي تؤكد عرض جبلي الصفا والمروة ، فقد قامت هيئة المساحة الجيولوجية باختبار العينات في جبلي الصفا والمروة في منطقة السعي الحالية والمنطقة المستهدفة للتوسعة وأثبتت ما يلي :
أ- إن جبل الصفا لسان من جبل أبي قبيس ، وإن لديه امتدادا سطحيا بالناحية الشرقية مسامتًا للمشعر بما يقارب 30 مترا .
ب- إن جبل المروة يمتد امتدادا سطحيا مسامتًا للمشعر الحالي بما يقارب 31 مترا .
وأضاف أبو سليمان إن هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة عقدت حلقات نقاش علمية بمقر معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بمكة المكرمة ، شارك فيها مجموعة من المشايخ وكبار السن المعمرين ومن سكان منطقة المسعى والباحثين والمهندسين ؛ لاستقراء وجهة نظرهم الشرعية والتاريخية حيال موضوع الدراسة التاريخية والجغرافية عن منطقة المسعى.
وقال أبو سليمان لقد انتهت جميع الدراسات والشهادات الموثقة إلى أن عرض جبلي الصفا والمروة في أصلهما الطبيعي أكبر مما هو ظاهر على وجه الارض ، وأن امتدادهما في القاعدة اكبر بكثير مما هو على وجه الارض خصوصا وقد طال قممهما وجوانبهما الظاهرة الكثير من التكسير والتشذيب والتسوية مع سطح الارض .
إن عرض المسعى لم يحدد نصا ولم يتعرض له الفقهاء ، ومن حدده من المؤرخين أو الفقهاء نزر يسير جدا يعدون على أصابع اليد . إن مسافة عرض المسعى التي ذكرها بعض المؤرخين أو الفقهاء تقرير للواقع من ذلك الوقت بصورة تقريبية ليس إلا، لم يرد فيها نص من السنة أو الأثر. وفي نهاية الكتاب تحت عنوان ( النتيجة ) قال أبوسليمان : يعلم مما تقدم أن جبلي الصفا والمروة يمتدان عرضا من جانبيهما بأكثر مما هو عليه في الوقت الحاضر حتى بعد توسعة المسعى في ضوء ما سبق من النصوص الفقهية ، الحقائق التاريخية ، النتائج العلمية الجيولوجية ، و شهادة أهل الخبرة والثقافة ؛ فإنه لا مانع من توسعة المسعى من الناحية الشرقية للمسجد الحرام ، ليس هذا من قبل الترخيص بل هذا هو الأصل وكما يعبر عنه الفقهاء عزيمة لا رخصة . وأضاف لقد جاءت التوسعة مطابقة في بدايتها ونهايتها للمسعى القديم على الرغم من أن في الشريعة متسعا .