أحمد علي الكاظمي يوثق مكة بيومياته ( 4 )

نواصل النشر عن أحداث ومعلومات تتعلق بمكة المكرمة، وردت في اليوميات التي دونها أحمد علي أسدالله الكاظمي -رحمه الله- والتي تعدها دارة الملك عبدالعزيز للنشر كاملة في إصدار مستقل، وكاتبها من رجالات التعليم الرواد في المملكة العربية السعودية، عمل معاونا لمدير مدرسة الأمراء بالرياض ومعلما فيها خلال الفترة 1357-1373هـ ثم مفتشا بوزارة المعارف وعميدا لكلية الشريعة بمكة المكرمة، توفي رحمه الله في 1413.


الاثنين 25/2/1365 هـ

وصول جلالة الملك عبدالعزيز المعظم يوم الجمعة الماضية 22/2 إلى جدة فاستقبل على رصيف جدة استقبالاً حافلاً اشترك فيه أهل جدة وأهل مكة وقد رأيت كثيراً من الناس أي من أهل مكة ليلة الجمعة وهم متوجهون نحو جدة وقد ازدحمت السيارات ولم تبق سيارة واحدة من السيارات الخصوصية على كثرتها لم يستأجرها الناس للنزول إلى جدة سمعت من صديق كان يود النزول إلى جدة فبحث عن سيارة خصوصية ليستأجرها منهم لم يجد شيئاً منها ثم بحث في البريد فقال المأمور: البريد مزدحم ليس فيه متسع، وأخيراً بغاية الإلحاح والطلب سمح له أن يركب وسط الركاب.


وفى جدة عند وصول جلالته هتف جمع الحاضرين وصفقوا تصفيقاً حاداً.


أما هنا أي في مكة المكرمة فأقيد مشاهداتي:قامت البلدية بنصب سرادق عند مدخل البلدة أي في جرول أمام مدخل مكة وأقامت قوسي النصر أحدها أمام الصيوان الكبير والآخر على بعد منه ونصبت من بعد قوس النصر أعمدة من خشب على جانبي الطريق العام إلى المعابدة وآخرها كان عند قصر الأمير فيصل ( قصر الشيبى قديماً) أي بجانب دكة المغنى والأعمدة كلها مغطاة بقماش أخضر وأبيض ومتصلة جميعها من الجانبين ( أي كل عود مع الآخر على شكل خطين متوازيين) بحبل علقت فيه بيارق صغيرة ملونة وبيرق أخضر على رأس كل عود علق منكساً هو على شكل البيارق التي يحملها الخيالة عادة على الشكل الآتي: وأقام أهل جرول قوس النصر أمام قصر وزير المالية وقد تكلفوا في إقامته ونصبوا سرادقين عندها لإقامة حفلات السهر وقوسا عند أول محلة الباب وأقواسا أخرى في وسط محلة الباب حيث أعدوا الأريكة لإقامة حفلات السهر.


وقوسا عند الحدود بين محلة حارة الباب والشبيكة، ثم قوسا بمحلة الشبيكة وبجانبها الأريكة التابعة لمحلة الشبيكة، وقوسا في السوق الصغير أمام باب إبراهيم وبجانبها الأريكة، ثم قوس نصر أمام مركز الإسعاف عند باب الوداع، ثم قوسا عند باب أجياد على مدخل الشارع المؤدى إلى أجياد وكانت أريكة أجياد بالقرب من المستشفى، وقوسا في أول محلة القشاشية.


وبعدها بقليل قوسان آخران للمحلة نفسها وبجانبها أريكتها، ثم أريكة سوق الليل ثم قوس أمام قصر الحكم، ثم أريكة محلة الشعب وقوس النصر ثم قوس آخر وفى الخريق قوس وعلى مسافة قصيرة قوس كبير مكونة من ثلاثة أقواس قام بعملها الحضارم وعلى مسافة قليلة قوس آخر من عمل الحضارم مثل الأول وأمام طريق الحجون قوس أقامته طائفة اليمنيين وبعده عند الجعفرية قوس آخر أقامه أهل نجد المقيمون في مكة وبجانبه سرادق فخمة لإقامة حفلات السهر وبعدها على مسافة ليست قصيرة سرادق وأقواس لأهل المعابدة وبعدها قوسا النصر أمام القصر الملكي بين الأول والثاني مسافة قصيرة وقد استعد كلهم من أهل الأرائك والسرادقات بمكائن للنور، وكذلك أقيمت أريكة وأقواس في المسعى لمحلة القرارة.


لأعود إلى وصف الاحتفال بقدوم جلالته فقد كانت البلدية قد استعدت لسرادق فخمة عند مدخل مكة وقد وضعت في الصيوان الكبير الذي أعد لجلوس جلالته وجلوس كبار المستقبلين كرسي فخم مذهب وعملت فوق الكرسي ستائر حريرية على شكل (الكرسي المصري في البرلمان) ولأول مرة يعمل مثل هذا الكرسي.


ووضع مكبر الصوت على رأس أحد الأقواس والميكرفون على خشبة مرتفعة ليقف عليها الخطيب عند مدخل الصيوان وكان الأديب هاشم زواوي واقفاً عنده يخاطب الجمهور ويطلب منهم بين كل آونة وأخرى المحافظة على النظام ويخبرهم عن قيام جلالة الملك عند تحركه من جدة ثم مروره بالشميسي.


وقد امتلأ الصيوان بالمدعوين وحضر أعضاء بعثة الشرف.
وصل جلالة الملك بعد الساعة الرابعة والنصف وبعد أن جلس مجلسه واصطف الأمراء أنجاله الذين كانوا معه في الرحلة من ورائه وكان الأمير سعود كذلك معهم تقدم الشيخ عبدالرؤوف الصبان رئيس البلدية أو أمين العاصمة الجديد وألقى كلمة ثم ألقى الأستاذ علي حافظ عن الوفد المدني قصيدة، وبعده مندوب الطائف ألقى كلمته نيابة عن أهل الطائف، وبعدها صرح جلالة الملك أن الذي يريد أن يسلم عليه فليأت إلى القصر وهنا نكتقي بهذا القدر وانتهى الاحتفال فقام جلالته وركب سيارة مكشوفة وركب مع جلالته سمو ولي العهد وبعثة الشرف ودخل البلدة مارًا من الشارع العام.


وفى اليوم الثاني أقيم احتفال في المعابدة أمام القصر الملكي اشترك طلاب المدارس وبعض أهل الحرف والصنائع وبعض الطوائف كطائفة الحضارم واليمانية وبعض رجال القبائل الذين يقطنون في أطراف مكة وقد قاموا بألعابهم أمام جلالة الملك المعظم.


وأنشد الطلبة أناشيدهم ثم مرت كل مدرسة أمام جلالته وانتهى الاحتفال بأن قرئت على الناس رسالة الملك المنشورة في أم القرى وألقيت عليهم بالميكرفون قرأها السيد محمد شطا وخطب ابن الشيخ عبدالله بن حسن الصغير.


وفى اليوم الثالث أقيمت حفلة عشاء في الشهداء خطب فيها بعض الخطباء.
واستمرت الزينات إلى ثلاث ليال: ليلة الأحد والاثنين والثلاثاء منعوا فيها أهل الزينات من الطبل والغناء إلا ليلة واحدة سمح لهم من بعد الساعة الرابعة إلى الساعة السابعة للغناء فقط.
وقد حاول أهل المحلات محاولات كثيرة ليفسح لهم بالطبل والزمر لكن لم يسمح لهم إلا بالغناء لساعات كما قلت.
وكان بعض المحلات قد استعدت بألعاب مختلفة كلعبة الغزالة، وبعضهم عملوا سمكة كبيرة.


الخميس 6/3/1365هـ

أقيمت يوم الثلاثاء الماضي حفلة وضع الحجر الأساسي للمستشفى الذي تعهد الكعكي سراج ببنائه بالقرب من بستان الشريف بجرول وقد حضرها جلالة الملك المعظم والأمراء.


الثلاثاء 1/5/1365هـ

عيش المبرة:

منذ سنوات كانت الحالة اشتدت بالناس وتعطلت الأسباب لذلك كان جلالة الملك خصص مبالغ جسيمة لتصرف في عمل خبز في مكة المكرمة والمدينة والطائف ويعطى هذا الخبز سائر الناس وتشكلت لذلك لجان مختلفة.


وكانت تحصل تعديلات وتشكيلات جديدة في كل سنة أوبعد أشهر وتسمى هذه المصلحة أو اللجنة التي تنظر في هذا الخبز وتوزيعه لجنة المبرة الملكية.


حريق هائل: حصل يوم الجمعة 25/5/1365هـ في مكة وقد كنت في الحرم لصلاة الجمعة فشاهدت الناس يرفعون رؤوسهم وأعناقهم إلى جبل أبي قبيس ولما نظرت إلى حيث ينظرون رأيت خلقاً عظيماً على الجبل وسحبا من الدخان تتصاعد وجلبة الناس واستغاثاتهم للماء كانت تسمع من الحرم وكان علاوة على هذا شرطي بجانب هذا الحريق ينفخ في بوقه كل حين آخر تنبيها للناس وقد سمعت فيما بعد أن صاحب الدار هو شيخ من مشايخ الجاوا اسمه حسين راوه وكان قد عزم على بيعها أو باعها ولم يبق إلا أن يتسلم القيمة وذلك لاحتياجه وفقره.


وفي اليوم نفسه خرجت مع الشيخ عبدالرحمن مظهر والشيخ عبدالله خياط والأخ محمود الدهلوي إلى نعمان بدعوة من الأخ عبدالله مظهر الذي خرج هو وأهل دائرته وهم أعضاء وكتبة هيئة عين زبيدة منذ يومين إليه وكان اليوم حاراً ولكننا ركبنا سيارة الشيخ عبدالرحمن مظهر من بعد الصلاة مباشرة وذهبنا إلى نعمان مارين بمنى والمزدلفة وعرفات وبعد أن وصلنا وتناولنا الغداء قمنا بجولة على الأقدام شاهدنا بعض منابع الماء لعين زبيدة ولا يرى الماء فيها لعمقه وبعده عن سطح الأرض.


وقد اجتمعنا بمدير هيئة عين زبيدة الأستاذ عابدين خوجة البخاري فوجدناه رجلاً عملياً لا يحب أن يتظاهر بالأعمال بل يحب أن يعمل ويحب أن تكون أعماله لله وحده لا للدعاية وقد عرض عليه الشيخ عبدالله خياط أن الهيئة من واجبها أن تصدر سنوياً تقريراً بأعمالها وما تقوم به من منشآت ومبان وإصلاحات لأن الناس والرأي العام يجهلون حتى الآن ما تقوم به هذه الهيئة من الأعمال الجليلة نحو الماء وتأمينه والسعي في إكثاره فكان جوابه حفظه الله لا شك هذا من الأشياء الواجبة أي إصدار تقرير سنوي إلا أن قصدنا وغايتنا من هذه الأعمال هو أن تكون لله وحده لا للناس وعلى كل حال فهو يوافق على فكرة إصدار تقرير سنوي لأعمال هيئته.


الجمعة 29/2/1365هـ

الحجر الأساسي للمستشفى:

أقيمت أمس حفلة شاي في الشهداء بمناسبة وضع الحجر الأساسي للمستشفى التذكاري الذي سيبنى في الشهداء تذكاراً لزيارة جلالة الملك المعظم لمصر حضرها جلالة الملك والأمراء وقد وضع الحجر جلالته.
تقرر نقل مكتب الخارجية إلى جدة، وسينقل بقية موظفيها إلى جدة.
السبت 1/3/1365هـالمألج:في حفلة وضع الحجر الأساسي للمستشفى التذكاري عرض بعد انتهاء الحفلة المألج الذي استعمله جلالة الملك لوضع الطين أو (الملاط) في الحجر الأساسي في المزاد العلني وبدأ التاجر الشربتلي بفتح بابه بمبلغ 6000 ريال وزاد حمد السليمان فأبلغه إلى 10000 وانتهى المزاد على الكعكي الذي اشتراه بـ 12000 وسيضم هذا المبلغ إلى بقية التبرعات التي جمعت وبلغت 192000 تقريباً.
يقال إنه بات من المقرر تشييد قصر على طراز قصر الزعفران في مصر الذي حل فيه جلالة الملك مدة إقامته في الشهداء لنـزول جلالة الملك فاروق إذا عزم على أداء فريضة الحج.


الجمعة 20/8/1365هـ

الشيخ عبدالله غازي:

توفي هذا الشيخ في الأسبوع الماضي وقد جاءني نبأ وفاته في البريد الذي ورد من الحجاز في الأسبوع الفائت.


عرفته منذ صغري وكانت بينه وبين والدي صداقة قديمة وكان كلاهما من المولعين بالبر والصحاري والجبال والخروج إليها كل ما سمحت لهم ظروفهم وأوقاتهم وكأن أوقاتهم كانت أكثر بركة من أوقاتنا التي نراها تمر مر السحاب دون أن نستفيد منها بشيء غير الآمال والأماني فأمانينا كثيرة وآمالنا غير محدودة ولكن أعمالنا قصيرة أوهي غير موجودة.
أماهم فكانت أمانيهم وآمالهم محدودة ولم تكن المدنية الكاذبة قد وسخت أدمغتهم كما هي الحالة عندنا بالتفكير في المستقبل وكانت قوة إيمانهم واعتمادهم على الله يدفعهم إلى الاشتغال في إصلاح شأنهم وشأن من معهم من الأهل والأولاد من الناحيتين الدنيوية والدينية، ولم يكن التفكير في المستقبل والمصير يقلق بالهم أو يزعج أفكارهم بل كانوا عظيمي الثقة في الله وأن الله هو المتكفل للمستقبل ولذلك كانوا يعيشون عيشة هادئة هانئة وكانوا يجدون في أوقاتهم متسعاً وفي أعمالهم مجالاً واسعاً لإصلاح أمور معيشتهم وطلب الرزق مع المحافظة على أداء الفروض والواجبات الدينية بل وكثيراً من أعمال البر والخير، كانوا يتطوعون بها مع اشتغالهم بشؤون طلب الرزق ثم بعد هذا كانت أوقاتهم تسع للخروج إلى البراري والجبال والتمتع بمناظرها استجماماً للنشاط وترويحا عن النفس والجسم واكتساباً للصحة والقوة.
وكان والدي والشيخ عبدالله غازي ونفر من أصدقائهم ممن يتفق معهم في الأفكار والميول يخرجون إلى ضواحي مكة وجبالها المعروفة بوجود الماء فيها ويقضون بها أوقاتاً في هدوء وراحة.
وكان من عادة الشيخ عبدالله رحمه الله أن يخرج معه كتاباً تاريخياً يقرأ فيه كلما رأى الناس قد اجتمعوا في جلسة هادئة وما يأتي وقت صلاة إلا وأمر أحد الجماعة بالأذان فيؤذن ويقوم الناس كلهم صغارهم وكبارهم يستعدون للصلاة وكان هو إمامهم يصلي بهم.
ولد الشيخ عبدالله غازي في مكة وتربى مع الهنود المجاورين في مكة ثم طلب العلم معهم وعليهم وعلى مشايخ من أهل مكة حتى صار فيها ذا معرفة بعلمي الصرف والنحو ولم يشأ أن يكون عاطلاً أو يكون ككثير من زملائه عالة على ناس آخرين بل اتخذ له دكاناً صغيراً يتعاطى فيه بيع أنواع من كحل العيون وما يتبع الكحل من مكاحل وغيرها، ثم عينته المدرسة الصولتية الهندية أميناً لمكتبتها فكان يعمل في أول النهار في المكتبة وبقية أوقاته في دكانه.
اشتغاله بالمكتبة دفعه إلى مطالعة الكتب وأوجدت فيه شغفاً زائداً للتاريخ ولاسيما تاريخ مكة وقد بدأ في تدوين تاريخ مطول لمكة والظاهر أنه لم ينته منه بل كان يكتب فيه كمذكرات كلما جد شيء يستحق الإشارة والتدوين قيده.


وبالاختصار فقد كان الرجل فاضلاً صالحاً ورعاً لا يحب القيل والقال بل كان يقضي ساعات طويلة في سكوت لا يشغله غير المطالعة وبالرغم من كبر سنه وضعف بصره لم يترك المطالعة والاشتغال بالكتابة والنقل ولم يكن كغيره من الناس يضيع أوقاته في المحادثات الطويلة والأحاديث المملة فإذا جاءه إنسان وسلم عليه رد عليه بأحسن وسأله عن حاله وصحته وإن كان هناك ما يحتاج السؤال سأله وإلا سكت والتفت إلى مطالعته، أي إذا كان السائل أوالمسلم يحب أن يسأل في موضوع ديني أو تاريخي التفت إليه ويأخذ ويعطي معه حتى ينتهي بحثه.


وقد ترك وراءه ثلاثة أولاد أكبرهم اسمه عبدالرحمن وأوسطهم صالح وأصغرهم عبداللطيف.
رحمه الله رحمة الأبرار الصالحين.


السبت 10/11/1365 هـ

الكعكي:

صدقة كعكي صيرفي مشهور في مكة، وقد بدا اسمه يظهر ويلمع في أفق التجار من قبل الحرب واستمر في الظهور والطلوع حتى جاءت الحرب وضاقت سبل التجارة أمام صغار التجار وكبارهم وفي هذه الأثناء أصبح الكعكي وخزينة وزارة المالية كشيء واحد، تأتي إلى مركزه سيارات محملة بأكياس الدراهم فيستلمها وتأتي سيارات أحيانًا إلى مركزه وتنقل من عنده مئات الألوف من الريالات وكثيرًا ما مرت أيام وكان الكعكي ومركزه هو مركز الصرف والقبض من قبل المالية وكانت المالية عبارة عن كتبة يشتغلون بالأوراق والمعاملات الرسمية وإصدار الأوامر، أما صرف المبالغ والعطاء فعند الكعكي وخدمه.


وفرع الكعكي في الرياض الذي يقوم بأمره حضارم غدا مثل مركزه في مكة تأخذ مالية الرياض مئات الألوف على الحساب وتدفع له إذا وردت للحكومة دراهم مئات الألوف أو الملايين وقد فتح له مستودعا في مكة والرياض وفيه جميع طلبات الحكومة، أي أن طلبات الحكومة تحال إلى هؤلاء فهم يصرفونها من عندهم إذا كانت لديهم أو يشترونها من السوق ويقيدونها على حساب الحكومة.


ثم جاء دور آخر من أدوار ظهوره، فاشترى من وزير المالية عبدالله السليمان بناية الأوتيل المصري الفخمة بأجياد بعدة ملايين من الريالات واشترى دارًا فخمة بجانبه بناها مهدي بك مدير الأمن العام واشترى دارًا أخرى بناها وزير المالية في المسعى واشترى بيوت علي باشا في القشاشية وأخيًرا حسب سماعنا اشترى ورشة الحكومة الصناعية الكبرى في جرول بما فيها من الأدوات والآلات.
ومع هذا كله فالذين يعرفونه يقولون إنه رجل أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة وإنه عقيم لا عقب له.
وكل أعماله وتجارته الواسعة يديرها خدمه الحضارم.


الجمعة 29/7/1365هـ

قصر الزعفران بالشهداء:

يبنى في مكة قصر على طراز قصر الزعفران الذي أعده جلالة الملك فاروق ملك مصر لجلالة الملك عبدالعزيز في زيارته لمصر في العام الفائت وكان جلالة الملك بعد عودته أمر ببناء هذا القصر استعداداً لزيارة الملك فاروق الأماكن المقدسة وأداء فريضة الحج.


وقد شاهدت وأنا في مكة ابتداء العمل بحفر الأساسيات وقد كتب لي أحد الأمراء الآن عنه: أمس تمشيت إلى الزاهر وشاهدت القصر الذي يبنى للملك فاروق وفيه آلاف العمال وكأنهم في مصنع فجزء منهم يشتغلون في ورشة الحديد وآخرون في ورشة الخشب وللقصر أربع واجهات وانتهى من الطبقة التي تحت الأرض وقربوا من الانتهاء من الطبقة الأولى ويبدؤون في الثانية والعمل جار بهمة عجيبة لإنهاء القصر وهو على ما يظهر سيكون قصراً فخماً لا يوجد في المملكة مثله وإن كان قصرا صغيراً وهو على شكل قصر الزعفران في القاهرة.

المصدر : صحيفة مكة 1435/11/12هـ