شاكر والحجازيات

كشفت أسرة الأديب المصري محمود شاكر -والذي قدم للساحة الثقافية عشرات الدراسات الأدبية والنقدية -عن مسودة ديوان شعري مخطوط لم ينشر له، كتبه شاكر بخط يده خلال إقامته في جدة قبل ما يزيد عن 80 عاما.


وتعود أقدم قصائد الديوان إلى عام 1347هـ بينها قصيدة يوجهها لـحسين نصيف تحمل طابع رسائل الوداع.


وقال رئيس أدبي المدينة عبدالله عسيلان والذي جمعته صلة قوية مع شاكر قديما، حيث يعد واحدا من تلاميذه، إن أدبي المدينة عقد اتفاقا مع أسرة شاكر لتحقيق وطباعة ديوانه والذي يحمل اسم الحجازيات ليرفد به المكتبة الثقافية في الوطن العربي.


وبحسب عسيلان فالديوان يتضمن عددا من النصوص الشعرية التي كتبها محمود خلال إقامته في جدة، إذ يذكر أن شاكر أنشأ مدرسة «الأميرية».


وأضاف أنه سوف يقوم بكتابة مقدمة للديوان ويضع له دراسة وتعليقات تليق بحجم وشاعرية محمود شاكر.


وتتوزع قصائد الديوان بين وجدانيات وإخوانيات كان يوثق نصوصها الراحل بكتابة اسم (جُدة) في نهايتها، فيما يؤرخ لبعضها بوضع تاريخ كتابتها.


وتكشف عدد من نصوص الديوان عن حنين الشاعر في تلك الفترة إلى وطنه مصر.


وتضمن الديوان قصيدة بعنوان (بوادر الفراق) يوم أن أزمع الرحيل عن جدة وجهها إلى حسين نصيف ابن محمد نصيف يقول منها: "فأذكرني حسين حين مغيبي أنها هذي الذكرى لتبلغ"

الباحث حسين بافقيه وصف ظهور المخطوطة بالكشف الأدبي المهم لناحيتين الأولى توثيق مرحلة شعرية مبكرة لشاكر في الحقبة الحجازية التي عاشها في مدينة جدة سنة 1347هـ الناحية الثانية التي تهمنا في السعودية أن الديوان ربما سيعطينا شيئا عن تاريخ جدة وعلاقة محمود برجالات جدة، ولعله يلقي بصيصا من الضوء عن مدينة جدة قبل 80 عاما.


وأضاف بافقيه: المشكلة أن الحقبة الحجازية في تاريخ شاكر على أهميتها لا نكاد نعرف عنها شيئا ولا نكاد نعرف إلا النزر اليسير من المعلومات.
وعن سبب إقامته في جدة تلك الفترة قال بافقيه إن الشيخ محمود بعد أزمته المشهورة مع أستاذه طه حسين حين أصدر كتاب الشعر الجاهلي، تعرض إلى أزمة نفسية كادت أن تعصف بحياته فقرر أن يرحل إلى الحجاز حتى يسترد شيئا من تماسكه وينأى بنفسه عن الخصام وعاش في جدة تلك الحقبة 1347هـ واتصلت أسبابه بالأفندي محمد نصيف وربطته صلة وثيقة بابنه حسين نصيف.


وتأسف بافقيه على عدم وجود معلومات عن الفترة التي عاشها محمود في جدة رغم أنها تقترب من عام، فليس لدينا معلومات وافرة عن مدينة جدة التي شاهدها شاكر ولا عن المدرسة التي أنشأها وهي «المدرسة الأميرية» وهو ما يؤكد أهمية الاكتشاف الأدبي الذي يتجلى في ديوان الحجازيات.

المصدر : صحيفة مكة 1435/6/3هـ - خالد الطويل