الميكروفون في المسجد الحرام

كان لكل منارة في المسجد الحرام مؤذن واحد بل أكثر, وكان الذي يقيم الصلاة ويبلغ حركات الإمام للمأمومين, يطلع إلى المقام الحنفي لهذا الأمر, ثم لما ظهر في عصرنا الراديو والميكروفون, استعملوا الميكروفون لسماع خطب الوعظ والإرشاد وإلقاء المحاضرات والتنبيهات والتعليمات, حيث أنه يكبر الصوت ويوصله إلى أماكن بعيدة, فإنه يكفي أن يقف رجل واحد أمام آلة الميكروفون, فيلقي ما شاء من الخطب والتعليمات, ليسمعه آلاف الناس في الميادين والمحلات, وحين رأى الناس فائدة الميكروفون وضعوه في المساجد وفي المآذن وعند المحراب ولدى المبلغين وأمام قراء القرآن والمنشدين ونحو ذلك, حتى يسهل سماع القرآن والخطب لجميع الناس.


ولقد سمحت الحكومة السعودية باتخاذ الميكروفون في المسجد الحرام والمسجد النبوي, ووضعوه على المنارات ومقامات المبلغين وعند الإمام وقت الصلوات وعلى المنبر, وكان وضعه في المسجد الحرام أول عام (1368) ثمان وستين وثلاثمائة وألف, وقد وضع في المقام الحنفي جهة باب الزيادة, لأن في هذا المقام يبلغ حركات الإمام للمأمومين.


وللحق أن للميكروفون فائدة كبرى, لا ينكرها إلا كل أخرس أصم.

المصدر:
التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم, محمد طاهر الكردي, ص 367, ج2. الموضوع مشاركة من بدر أحمد بدره .