المؤقِّت والمؤذن بالمسجد الحرام الشيخ عبد الله أسعد ريس

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا الليلة نبأ وفاة المؤقِّت والمؤذن بالمسجد الحرام سيدنا الشيخ عبد الله أسعد ريس رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته يوم الاثنين الموافق 1434/10/5هـ . وسيصلى عليه بعد صلاة العصر الثلاثاء 6 / 10 / 1434هـ في المسجد الحرام والدفن في المعلاة بإذن الله ،،، إنا لله وإنا إليه راجعون .

ولد الشيخ عبد الله عام 1354 هـ ، وبدأ الأذان وعمره 12 عام 1366 هـ ، وتوقف عن رفع الأذان عام 1430 هـ لظروفه الصحية ، حيث كان آخر أذان له في الحرم أذان المغرب يوم الخميس 13 / ربيع الثاني / 1430هـ .

نشأ الشيخ في بيئة نابعة بالأذان حيث أن والده الشيخ أسعد ريّس كان مؤذنا وكذلك خاله الشيخ محمد عباس ريّس وكذلك أخوه الشيخ عبد العزيز رحمهم الله .


وتعتبر عائلة الريّس من أعرق العوائل المكية وتنحدر من سلالة سيدنا عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وتشرفت برفع الأذان في أطهر بقعة لقرون طويلة وهم المؤقتون قبل وجود تقويم أم القرى حيث أنهم هم من كانوا يعلنون دخول وقت الصلاة .

الشيخ عبد الله يتميز بخامة صوته الحجازية ومخارج حروفه المكيّة العتيقة ويعتبر أذانه رمزا للأذان المكي الواقف (المختصر) على طريقة القدماء .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

||| قصة الأذان الأخير في الحرم للشيخ عبد الله رحمه الله |||

في كل يوم خميس كنا ننتظر أذان المغرب من الشيخ عبد الله وكنا نفطر على صوته إذا كنا صائمين ، وكالعادة أذن الشيخ عبد الله رحمه الله أذان المغرب يوم الخميس 13 / 4 / 1430هـ الموافق 9 / 4 / 2009م وكان الأذان كالعادة مختصر ويظهر في صوت الشيخ علامات كبر السن ، ثم أقام الصلاة وصلى بنا الشيخ عبد الرحمن السديس حفظه الله وبلغ خلفه الشيخ عبد الله رحمه الله بمقام الحسيني وشيء من الدوكا ، وقد ظهر تعب الشيخ عبد الله واضحا في التبليغ وتنبهت إلى ذلك فنويت أن أسلم عليه وأطمئن عليه حين خروجه بعد العشاء ، وكنت بعيدا عن المكبرية وأخذني الحديث مع زملائي حتى جاء وقت العشاء فصليت في مكاني وقلت لعلي أقابله في الخميس القادم ، وبعد صلاة العشاء كالعادة ينادي لصلاة الجنازة من أذن المغرب وهو الشيخ عبد الله رحمه الله ، فنادى الشيخ عبد الله رحمه الله لصلاة الجنازة ولم يستطع إكمال النداء وأعاد النداء ثلاث مرات فلم يستطع وتغير صوته في المرة الثالثة رحمه الله فأعاد الشيخ علي ملا النداء للمرة الرابعة ،،، هنا قمت فزعا وأسرعت إلى المكبرية لأعلم ما الذي جرى ؟

وصلت إلى المكبرية وقد انتهت صلاة الجنازة التي نسيت أمرها من الفزع ، خرج الشيخ عبد الله بعد الصلاة بوقت متأخر قليلا وهو يتكئ على عكازه ، ثم جلس على الكرسي المتحرك فأسرعت إليه أقبل رأسه ويديه وأطمئن على صحته فقال لي بلسان متثاقل وابتسامته المعهودة وقد ظهر التعب على جسده : أنا بخير ياولدي ولا تنساني من دعواتك ، سقطت دمعتي عندما رأيت حالته ... ثم ودعته ، وكان ذلك اللقاء الأخير الذي جمعني به ، ولازالت كلماته الأخيرة تترد في آذاني حتى الآن ، وتبين لي فيما بعد أن ماجرى للشيخ عبد الله في الحرم عبارة عن أعراض الجلطة التي أصيب بها فأتعبته وأقعدته حتى وفاته رحمه الله .

رحمك الله ياسيدي وأسكنك الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وجازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ، اللهم آمين ، الفاتحة : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
آمين .

المصدر : صفحة عبدالباسط الحافظ على الفيس بوك