مائة عام على الثورة الكبرى في مكةالمكرمة

في شهر شعبان وبالتحديد في 9شعبان1334هـ أطلق الشريف الحسين بن علي الرصاصة الأولى إيذاناً ببدء الثورة على حركة (تركيا الفتاة)

 

التي استولت على السلطة في تركيا وخلعت الخليفة السلطان عبدالحميد الثاني

 

 

وبدأت سياسات عدائية ضد كل الشعوب الإسلامية (الغير تركية)

وكان الحسين بن علي سياسياً محنكاً لكنه كان محافظاً ذا مباديء درس في المدرسة الصولتية وكان مخالطاً للبادية ونائباً في مجلس البرلمان العثماني وشخصية عالمية إتجهت الأنظار إليها من أحرار العرب الذين خذلتهم الدعاوى العلمانية والعنصرية التي أطلقها (الأتراك الجدد) الذين استولوا على السلطة ومنعوا الخليفة من إصدار أي قرار أو ممارسة أي سلطة فجاؤا بالسلطان محمدرشاد الخامس

ودخلوا في الحرب العالمية الأولى دون داع قوي

 

وحالفوا الطرف الخاسر فيها

ووقفوا مع إمبراطور ألمانيا ولهلم الثاني

وتوفي السلطان قبل انهزام الدولة العثمانية واحتلال بريطانيا لعاصمة الخلافة الإسلامية التي كان فيها الخليفة محمد وحيدالدين السادس

الذي تطاول عليه أتاتورك ونعته بصفات غاية في البشاعة وهو السلطان العثماني الوحيد الذي زار مكةالمكرمة بدعوة من الشريف الحسين بن علي الذي احتفى به واستقبله استقبالاً رسمياً

وقد حضر الإحتفالية المؤرخ المخضرم الشيخ أحمد السباعي رحمة الله عليه

وظل الإتحاديون في سياساتهم العدائية يزداد غيهم يوماً بعد يوم حتى ألغوا الخلافة تماماً وطردوا آخر السلاطين العثمانيين السلطان عبدالمجيد خان الثاني

ومنع أتاتورك مرور الأسرة العثمانية حتى بالمجال الجوي التركي

وبعد إلغاء الخلافة في إسطنبول ظل المسلمون حيارى وأصدر الجامع الأزهر الشريف فتواه بأن :

(الذين خلعوا الخليفة شرذمة لايعتد بهم وأن بيعة الخليفة باقية في عنق كل مسلم)

لكن الأمر استحال وأعلن الشريف حسين نفسه خليفة وكان هو الشخصية الأولى بهذا المنصب لمؤهلاته الشكلية والسياسية وتعامله مع جميع أطياف السياسة فكان عالماً بباديته وعارفاً بأساليب سياسات عصره وكانت مشكلته الوحيدة (مبادئه وإخلاصه لقضيته)

 وكانت الثورة العربية قد بدأت سراً في المدينةالمنورة يوم الخامس من شعبان بتخريب سكة حديد الحجاز

لقطع التمويل التركي عن الحجاز لفخري باشا حاكم المدينة المنورة العثماني

وهو الذي نفى أهل المدينة منها وحول المدينة لثكنة عسكرية تأكلها المجاعة واستبسل في الدفاع عنها وقد حضر هذه الأحداث وكتب عنها الأستاذ المخضرم محمد حسين زيدان رحمه الله تعالى

 

وفي النهاية تم تسليم المدينة للقوات العربية وكان فخري باشا قد بعث بكنوز الحجرة النبوية على ساكنها الصلاة والسلام إلى الأستانة بالقطار

 

وفي التاسع من الشهر سقطت القشلة والجندرمة وبقيت قلعة أجياد لتحصينها حتى سقطت

وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى انعقد مؤتمر لوزان الذي تولى تقرير مصير مابعد الحرب وكانت تركيا قد نفضت يدها من العرب وتصرف تاتورك على أساس (تركيا) وليس (الدولة العثمانية)

أما الحسين فكانت عينه على فلسطين وكلما جاءه اتفاق ليوقع عليه بالموافقة رفضه لعدم ضمانة حرية فلسطين وكان آخر ما قاله في المفاوضات أنه من الممكن أن يقبل أن يتم تشكيل حكومة (من أهل فلسطين) يحكمونها مستقلين ليسو تحت أمارة أجنبية.

مظاهرة في مكة دعماً لفلسطين 1920م

لكن القدر لم يمهل الحسين فالقوات السعودية دخلت الطائف , وتكون (حزب الأمة الحجازي) في جدة الذي طالب الشريف حسين بالتنازل عن الملك لإبنه الشريف علي بن الحسين

 

فرفض في البداية ثم تنازل وحينها توقف مؤتمر لوزان عن مفاوضاته معه على فلسطين لأنه اعتبر أن لاصفة له تجعل هيئة المؤتمر تفاوضه على أساسها .

موضوع خاص بموقع قبلة الدنيا من اعداد : وليد شيخ 1434/8/15هـ