«الشامية» أهم مشاريع تطويـر مركـزية الحـرم

يعتبر مشروع حي الشامية من أهم المشاريع التي تقع ضمن مشروع تطوير المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف شمال المسجد الحرام، فهو ضمن سلسلة مشاريع تطويرية أطلقتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بهدف تطوير المناطق المحيطة بالحرم المكي الشريف وإعادة تهيئتها لتكون أكثر ملاءمة لحاجات المنطقة وزوارها.

ويغطي هذا المشروع مساحة 1.5 مليون متر مربع تقريبا، تمتد من أطراف الحرم الشريف إلى ما بعد الطريق الدائري الثاني شمالا، ومن شارع المسجد الحرام شرقا، وطريق جبل الكعبة غربا. ويتضمن المشروع عددا من الأنشطة المختلفة منها فنادق وسكن فندقي ومراكز تجارية وأسواق وخدمات عامة والخدمات المتعلقة بها.والشامية هي من حارات مكة المكرمة القديمة وسكن فيها الكثير من رجالات مكة. وأوضح المؤرخون الذين تناولوا تاريخ مكة المكرمة أن الشامية حارة مكيّة تاريخية، محاذية للحرم المكي، وإن تحدثنا عن بعض أحياء مكة المكرمة من جهاتها الثلاث الشرق والغرب والجنوب وحديثنا عن شمال المسجد الحرام يوقفنا أمام أكثر من حي في هذه المنطقة الصغيرة المساحة، فبالإضافة إلى حي الشامية يقع فيها شعب علي، وشعب عامر، وفي هذا الشعب ولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وحي الشامية وهو من أقدم الاحياء في مكة المكرمة.

ويذهب البعض إلى أن سبب التسمية يعود إلى موقعه الشمالي (اتجاه الشام)، وآخرون يميلون إلى أنه نسبة إلى الشوام بائعي الأقمشة في سوق سويقة التاريخي القديم جداً، ويقال ان تسميته بالشامية جاء نتيجة لكثرة الحجاج الشوام القاطنين فيه.وبين شعب علي وشعب عامر والشامية أحياء متعددة، وكان أهالي مكة المكرمة من حي الشامية كبارا وصغارا وسكان المسفلة وأجياد والشبيكة وحارة الباب وغيرها يقصدون منطقة يقال لها السوق الصغير الذي لا تتجاوز محلاته العشرة، فإن الواقع يقول غير ذلك، فالسوق الصغير يضم باعة محلات لبيع التمور بمختلف أنواعها التي كانت تصل إلى مكة المكرمة من المدينة المنورة.

ويقع السوق الصغير في منطقة تضم المسفلة والشبيكة والشامية، أي أنه يقع على أربع واجهات، فواجهته الشرقية نحو الحرم المكي الشريف، أما واجهته الغربية فهي ناحية الشبيكة وحارة الباب وريع الرسام، وواجهته الشمالية نحو الشامية والفلق والقرارة، أما واجهته الجنوبية فإن كان جزء منها ناحية المسفلة فهناك جزء منها نحو زقاق البرسيم الذي عرف فيما بعد بزقاق السقيفة. وزقاق السقيفة أو زقاق البرسيم كما كان يعرف سابقا، عبارة عن شارع يعرف في التخطيط العمراني الحديث بشارع صغير، وعلى جنباته تقع محلات لبيع المواد النحاسية كالقدور، اضافة الى محلات بيع الاطعمة الباكستانية ومحلات بيع الشنط الحديدية ومحلات الصرافة، وهذا الزقاق في آخره نجد بسطات لبيع الفواكه وبه يقع مسجد حمزة بن عبدالمطلب جنوبا، اما شرقا فمسجد ابو بكر الصديق.

السوق الصغيرحيث يضم السوق الصغير أشهر بائعي الفول في مكة المكرمة ومحل بيع العصائر الباردة ومحلات لبيع المكسرات والحلويات التي تصل من الهند والشام، ومحلا لبيع الأجبان ودكاكين بيع العيش والحلاوة.

المصدر عكاظ 1434/7/23هـ