الشيخ جميل بن سليمان جلال ..مطوف الملوك والرؤساء
أكثر من 65 عاما قضاها الشيخ جميل بن سليمان جلال، مطوف الملوك ورؤساء الدول ضيوف الدولة، بين أركان الحرم المكي الشريف، طاف خلفه الكثير من الشخصيات السياسية خلال مسيرته العطرة. بدأ عمله في خدمة ضيوف بيت الله في العام 1367هـ وعمره لم يتجاوز 15 عاما. وعن عمله طوال هذه السنين تحدث مطوف الملوك والرؤساء فقال "كنت مؤذناً في الحرم المكي وكنا نؤذن في منابر الحرم المكي، وكان وقتها في الحرم سبع منارات، وكانت أكبر منارة فيها 361 درجة".
وأضاف شرف عظيم أن أصبحت مؤذنا في الحرم وقضيت في الأذان 38عاما، مشيرا إلى أنه تم اختياره في باب الوداع، حيث كان يقوم بتنزيل البيرق وبإعطاء إشارة للجندي الذي يعمل على المدفع تفيد بأن وقت المغرب دخل حتى يطلق المدفع. وتابع قائلا "وفي العام 1367هـ كانت البداية في تطويف الحجاج والمعتمرين العاديين ثم كرمني الله بثقة المسؤولين وبدأت أطوف الملوك والرؤساء من ضيوف الدولة، وطفت بالرئيس أديب الشيشكلي رئيس سورية كأول رئيس دولة"، مشيرا إلى أن أول مبلغ حصل عليه هو ريال واحد من الإمام أحمد ملك اليمن.
وقال: إن كل الأوسمة والتيجان تسقط عندما ينظر الإنسان المسلم إلى عظمة وهيبة الكعبة، حيث كانت تذرف دموع الملوك والقادة عندما ينظر الواحد منهم إلى الكعبة الشريفة. وأكد أن مهنة الطوافة لم يكتسبها من أسرته، بل كانت عشقه المقرب إلى قلبه لقربه هو من الحرم المكي الشريف، حيث كان متعودا قبل دخوله للمدرسة وهو طالب أن يدخل الحرم المكي ويطوف سبعاً ويصلي ركعتين.
وقال إنه لم يبحث عن المال والشهرة يوما من عمله في الحرم المكي قدر بحثه عن الأجر والمثوبة من الله عز وجل.
وشدد على أهمية تحلي المطوف بالأخلاق والآداب التي يطلب أن يتحلى بها كمسلم ثم كمطوف، وأن يسلك سلوكا ينسجم مع المقام الذي شرفه الله به وأن لا يتخذ من ذلك كسبا ماديا. وقال إنه يتطلب من المطوف الإلمام الجيد بأمور مناسك العمرة والحج والمعلومات التاريخية والآثار في الحرم وحوله.وحول أفضل أوقات الطواف قال: إن أفضل وقت للطواف ما بين المغرب والعشاء، كما أنه بعد التراويح في شهر رمضان المبارك من الأوقات المناسبة جدا للطواف، خاصة بعد الساعة 12 ليلا، وفي العصر ما لم تكن هناك زحمة مثل يومي الخميس والجمعة.وعن كيف يتلافى الزحام وقت الطواف برئيس دولة، قال: يطلب مني بعض الضيوف بحكم الخبرة أن أحدد الوقت المناسب للطواف والسعي، وبعض الرؤساء يطلبون عدم وجود حراسات معهم أثناء الطواف والسعي، ونحن نحرص بقدر الإمكان على أن نتلاشى مزاحمة الناس.يتقن الشيخ جميل مطوف الملوك ورؤساء الدول ضيوف الدولة الكثير من لهجات الدول ويقول: حتى أرفع صوتي بالدعاء بلهجة الضيف فهم لهم لهجة في الدعاء، بحكم الاحتكاك أتقن اللهجات وأجيد بعض اللغات غير العربية.
المصدر : عكاظ 1434/7/1هـ
0 تعليقات