دحلة حرب...سكنها وزراء وعلماء وأدباء

بعد قرن من الزمان، يرحل سكان دحلة حرب التاريخية، من الموقع إلى اتجاه آخر ليضعو المساحة الواسعة التي كانت تشغل منازلهم، تحت طوع التوسعة في حيز المنطقة المركزية ولقطار الحرمين، ليستفيد من تلك الخدمات ملايين الحجاج والمعتمرين.

ومعروف أن (دحلة حرب) حي قديم من أحياء مكة المكرمة يتبع لحي جرول المترامي الأطراف، ويطلق الاسم على المكان الأصغر من الشعب وهي مورد للماء يصب في الأودية، إلا أن تسمية الحي حسبما قيل نسبة لاسم أول شخص يسمى حرب سكن في المنطقة، ثم تجمع فيها عدد كبير من القبائل من أطراف مكة المكرمة.

وتقع دحلة حرب في الناحية الشمالية الغربية من المسجد الحرام يحدها شرقا جبل المدافع الشهير، وغربا حي جرول من جهة مستشفى الولادة سابقا، وشمالا امتداد جبل المدافع من جهة دحلة المغاربة، وجنوبا امتداد جبل العبادي وجبل قرن. وقد سكن الحي في أول نشأته بعض أهل القبائل الذين كانوا يسكنون أطراف مكة وقد تخرج من هذا الحي كثير من العلماء والأدباء والوزراء وأصحاب الحل والعقد وسكن الحي وزير المالية في عهد الملك عبد العزيز الوزير ابن سليمان الحمد، وكان كثير من شباب الحي في ذلك الوقت يعملون في قصر الوزير.

وفي مدخل الحي من الناحية الغربية بئر طوى الأثري الذي ورد اغتسال النبي صلى الله عليه وسلم منه عند دخوله مكة المشرفة. كما سكن الحي الأديب والكاتب المعروف الدكتور منصور الحازمي والشيخ عبدالغفار الدروبي شيخ المقرئين -رحمه الله تعالى- وغيرهم من الشخصيات والأسر المعروفة.وقد كان في مدخل الحي مدرسة أم القرى المتوسطة والتي كانت من المدارس التي يشار لها بالبنان فقد تفوق كثير من خريجها في مجالات عدة.وتعتبر دحلة حرب من الأحياء العشوائية القديمة التي تحيط بالمنطقة المركزية، حيث لا تبعد عن المسجد الحرام أكثر من 1000 م، وسيشمل التطوير كامل منطقة (دحلة حرب) وحتى قمة الجبل وستكون منزوعة الملكية لصالح التوسعة سواء للساحات أو الخدمات الملحقة.نفق للمشاةوقد بدأت المشاريع تنفذ فيها حاليا، حيث يتم تنفيذ نفق للمشاة لنقل الحجاج والمعتمرين مباشرة إلى ساحات المسجد الحرام الشمالية، كما ستنفذ شركة البلد الأمين محطة قطار في حي جرول على مدخل الدحلة، حيث يتوقع أن يغادر سكان الدحلة بكاملهم الحي بعدما سكنوها مدة تجاوزت قرن من الزمان.

المصدر : عكاظ 1434/5/6هـ