قصر ابن سليمان.. معلم أثري فريد بناه أمي من مكة المكرمة
يعتبر قصر ابن سليمان بجرول من أبرز المعالم التاريخية والأثرية بعد بئر طوى التاريخي. فهذا القصر الذي تجاوز عمره نحو الثمانين عامًا إلا أنه لا يزال شامخًا بتصاميمه البديعة الفريدة وبطرازه الإسلامي العريق، ليحكي للأجيال الحديثة عظمة التاريخ وهمة المعلمون البناءون الأوائل، والذين تفوقوا بموهبتهم في التشييد على رواد المعمار في العصر الحديث.
ويعود قصر ابن سليمان إلى أول وزير للمالية في عهد جلالة المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه، وعن تاريخ هذا القصر يتحدث عمدة محلة جرول والتيسير السابق طلال بن محمد بن حسان الحساني فيقول: «هذا القصر أنشئ قبل أكثر من 80 عامًا في عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله وقد عرف بقصر ابن سليمان أول وزير للمالية مع العلم أن القصر يعود لأسرة آل اليوقري من الأسر المكية الثرية والمعروفة ولكن ابن سليمان اشتراه من هذه الأسرة واتخذه سكنًا له ولأسرته وحاشيته.
وحسب ما علمناه من كبار السن من الآباء والأجداد وأعيان جرول أن البنّاء الذي أسندت إليه مسؤولية تشييد هذا القصر الفريد من نوعه في زمنه وفي الزمن الحاضر هو المعلم المكي الشهير من أسرة الوزيرة وكان رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب، ولكن لديه موهبة في التصميم والتنفيذ، حيث كان يستخدم عصاة من أشجار (الشوحط) في الرسم والتخطيط على الأرض لكيفية تصميم القصر ويطلب من البنائين والعاملين معه التنفيذ حسب ما رسمه لهم من تصاميم بعصاه على الأرض.
وقد شارك في أعمال البناء والتشييد للقصر صناع وعمال مهرة كلهم من السعوديين من أبناء مكة المكرمة، حيث لا توجد في ذلك الزمن أية عمالة وافدة، وقد تم استخدام الحجر والجص والنورة في أعمال البناء.
ومما يرويه كبار السن ممن عاصروا فترة الانتهاء من تشييد هذا القصر إنه حدث أن حضر أحد المهندسين المعماريين من الجنسيات العربية، وأعرب عن ذهوله بطريقة تشييد هذا القصر الفريد من نوعة وتساءل عن اسم المهندس المعماري الذي قام بتصميمه وتنفيذه، وقد ذهل أكثر عندما قيل له إن الذي صمم وشيد هذا القصر هو رجل أمي، وهو معلم شهير من أهل مكة المكرمة وطلب مقابلته وحصل ذلك، حيث أشاد بقدراته وما يملكه من مواهب فنية وهندسية.
وأشار العمدة الحساني إلى أن القصر لا يزال قائمًا وبحالة ممتازة ولم يتأثر بعوامل الزمن وذلك نظرًا لجودة بنيانه وتصاميمه، وقد كان لعهد قريب مقرًا للمحكمة الشرعية الكبرى بمكة، وقبل ذلك مقرًا لمكتبة الحرم المكي الشريف.
وأشار العمدة طلال إلى أن القصر تشرف بأكثر من زيارة لجلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود يرحمه الله عندما كان يحضر المناسبات عند وزير المالية عبدالله السليمان، وشهدت قاعات القصر عدة اجتماعات للملك المؤسس صدرت عنها العديد من القرارات التي تهم المواطنين في هذه البلاد وأحوال الأمة العربية والإسلامية.
المصدر : جريدة المدينة 1434/3/13هـ
2 تعليقات
عبدالرحمن سراج منشي
2013/01/25 05:00 PMامي ولكن بارع
المعلم وزيرة معروف فهو امي ولكن بارع في التصاميم والبناء . للمعلمومية . يوجد في اعلى هذا المبنى صورة مجسمة لسيارة في برواز من الطين , اعتقد انها سيارة فوردموديل 46
ولد الفران
2013/02/09 06:42 AMاضافة لما سبق
ولفترة من الزمن كان مقرا للمحكمة الشرعية الكبرى منذ اربعين عاما مضت تقريبا