غرفة مكة .. مبنى يحكي التحولات التجارية لأم القرى

 

 يستحضر قدامى التجار والصناع ورجال وسيدات الأعمال في مكة المكرمة الخلفية التاريخية والقصة القديمة لتطبيق فكرة إنشاء أول غرفة للتجارة في المملكة فيما تسترجع من أقاصي الذاكرة ملامح الأسواق التجارية وحكاية أول معرض للمنتجات الوطنية في المملكة وذلك في ظل تأهب غرفة تجارة وصناعة مكة المكرمة افتتاح مقرها الحضاري الجديد برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة يوم 22 من الجاري .

ويشير نائب رئيس الغرفة أحمد جستنية الذي عاصر العمل فيها منذ 34 عاما أن قصة إنشاء غرفة تجارية في مكة المكرمة لأول مرة كانت في نهاية الخمسينات الهجرية عندما أرسل محمد علي زينل التاجر المعروف وصاحب مدارس الفلاح حسين جستنية إلى الهند وتحديدا إلى بومبي لتعلم أساليب التجارة والإدارة الحديثة وهناك شاهد وزار الغرفة التجارية وعرف دورها ورسالتها ورؤيتها وحجم الاستفادة منها وهي في الأصل فكرة انجليزية فعمل على حمل هموم نقل وتطبيق الفكرة التي جبلها من إلى مكة المكرمة من الهند وعمد على عرضها وتسويقها على التجار ورجال الأعمال وناقشها مع كبار المسؤولين والتجار في مكة المكرمة فصدرت الموافقة لإنشاء غرفة جدة بفكرة مكية عام 1365 ه ثم تمت الموافقة على إنشاء غرفة مكة في عام 1368 ه وكان مقرها لأول مرة في منزل جستنية في زقاق البيض بمنطقة المسعى أمام الحرم المكي ثم نقلت على خاف اليوسفي بشارع فيصل فوق عمارة لوقف جستنية مع ناظره على استثمار سطحه ببناء غرفة لإدارة الغرفة ثم انتقل مقر الغرفة الجودرية في الغزة عام 96 ه ثم نقلت إلى الحجون عام 1403 ه ثم نقلت الى الرصيفة وبين جستنية أن عدد المنتسبين للغرفة في تلك الفترة لا يتجاوز 80 تاجرا فيما يصل اليوم عددهم إلى 18 ألف مشترك .

ويوضح محمد أحمد بوقري في حديث وثائقي في كتاب "غرفة مكة المكرمة" أن أول موظف بالغرفة كان محمد قربان الذي أصبح فيما بعد مديرا للغرفة موضحا أن فكرة إنشاء أول غرفة تجارية انبثقت من مكة المكرمة فيما تلقت جدة إذن الموافقة قبل مكة بحكم موقعها الجغرافي ووصول البضائع إليها ولتحل محل المحكمة التجارية بجدة لفض المنازعات التجارية المترتبة على تفريغ البضائع بميناء جدة بين ملاك السفن ووكلاء التفريغ .

ويشير الدكتور فائز صالح جمال المهتم بتاريخ التجارة بمكة المكرمة أن الموافقة السامية لتأسيس غرفة تجارة وصناعة مكة كانت في 17 محرم 1368 ه وعقد أول اجتماع لمجلس إدارتها في 20 من الشهر ذاته عام 1368 ه بدار أمانة العاصمة المقدسة وتم اختيار سراج عمر بوقري رئيسا لأول مجلس إدارة عبد الله باحمدين وكيلا .

وأشار الدكتور فائز إلى أن تكاليف أول مقر للغرفة كان 56604 ريال و15 قرشاً هي تكاليف بناء المقر فوق وقف بالتنسيق مع مديرية الأوقاف وبمساهمة من عدد من تجار مكة المكرمة حيث تم نقل مقر الغرفة من منزل حسين جستنية إلى الموقع الجديد الذي يعتبر أول مقر خاص تملكه الغرفة في وقت قياسي .

 

 

حي الرصيفة

 

المبنى الجديد

المصدر : جريدة الرياض 1434/3/9هـ