زينل .. محب للخير وداعم للعلم بعيدا عن الأضواء

 

نعى أهل جدة فقيدهم الشيخ أحمد يوسف زينل الذي انتقل إلى رحمة الله، يوم أمس، مؤكدين خسارتهم الفادحة لرمز من رموز الاقتصاد في المملكة ورجل من رجالاتها الذين كان لهم تأثير كبير في محيطه الذي عاش به، مؤكدين حرصه على عمل الخير ودعمه الكبير للتعليم ولمختلف المشاريع الخيرية في كل من مكة المكرمة وجدة.
مبادر ومخلص
الشيخ صالح كامل رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة قال أحمد زينل أحد الرجال المخلصين للمملكة ومن المبادرين والمحبين لعمل الخير، مشيرا إلى أن الراحل هو فقيد للكل في المملكة وليس لأسرة زينل وحدها، فقد سخر الفقيد جل حياته لخدمة دينه ووطنه وأبناء المنطقة وكان أحد الرموز التي لا يذكر عمل الخير إلا ذكروا، ولعل جهوده في دعم التعليم وإنفاقه عليه وإشرافه على مدارس الفلاح هو وأبناء أسرة جمجوم ومحمد عبده يماني رحمه الله، مثال على ما كان يتمتع به الراحل من حب لعمل الخير وهو ما جعله محبوبا من الجميع.
شاهد على التطور
وقال الشيخ علي حسين علي رضا أحد أبناء أسرة زينل: إن الفقيد -يرحمه الله- كان عميدا لأسرة زينل التي لم تفقده وحدها بل فقده الجميع في مدينة جدة وعموم المملكة، فهو من الرجال الذين شهدوا تأسيس وتطوير المغفور له الملك عبدالعزيز للدولة السعودية، وكان -يرحمه الله- من محبي الخير وحريصا عليه لجميع أهل جدة، وبالنسبة للأسرة فقد علمنا -يرحمه الله- الأخلاق والالتزام، وكان جميع أفراد زينل قريبين منه كبارا وصغارا، فكان يزور الجميع وكنا نحن الصغار في السن نحرج كثيرا ونحن نرى مدى حرصه واهتمامه بنا وبشؤوننا وتوجيهنا لما يفيدنا في حياتنا وتعلمنا منه الكثير، وبالنسبة لمدينة جدة فكوني أحد أبناء أسرة زينل قد يجعل كلامي مجروحا ولكن يمكن سؤال الجميع عنه ومن المؤكد أنكم ستجدون أن الفقيد كان حريصا على المدينة وكان حريصا على دعم كل عمل خيري فيها، ويبدو ذلك واضحا لو تابعتم حرصه على أن ينال الجميع التعليم المناسب، ولعل جهوده وعمله في مدارس الفلاح التي درسنا فيها جميعنا يشهد على ذلك ويؤكده، إذ بقي حتى آخر أياما مهتما بالمدارس ودعمها والسؤال عنها يرحمه الله.
خسارة رمز
من جهته، قال المهندس عبدالعزيز حنفي رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمدينة جدة إن مدينة جدة خسرت بالفعل رمزا من رموزها، وقال كنا جميعا ننادي المرحوم العم أحمد بالوالد، فهو كان والدا للجميع وأعماله الخيرية طالت كل جدة وخصوصا في مدارس الفلاح، سواء في جدة أو في مكة المكرمة، فقد كان يرحمه الله مهتما بالمدارس وتطويرها، إضافة إلى دعمه الشديد للعلم والتعلم فقد علم رحمه الله حرص الدولة على تعلم الإنسان وكانت أولى البعثات الدراسية في بدايات ذهاب الكثير من أبناء مكة المكرمة وجدة لطلب العلم خارج المملكة ممولة منه، رحمه الله ومن بيت زينل، وكانت القيادات السعودية تدعمه بشكل كبير في ذلك التوجه وكثير هم الذين أرسلهم في بعثات للدراسة إلى الهند وإلى دول أخرى، كما أن حبه الشديد لفعل الخير وحرصه على حضور مختلف المجالس والمناسبات التي تجمع أهل جدة جعلته محبوبا من الجميع وكان من القلائل المبادرين في أعمال الخير، كما أنه قل أن يكون هناك أي عمل خيري في جدة إلا ويكون أحد الداعمين الأساسيين له، لذا نال لقب الوالد من جميع أهل جدة ولا يسعني سوى تعزية أبنائه وأسرة زينل وتعزية جميع أهل مكة المكرمة وجدة فهو فقيدهم.
فيما قال رجل الأعمال عبدالله سلسلة إن مدينة جدة ومكة المكرمة أيضا فقدتا أحد أبنائها البررة المحبين لعمل الخير الذين يعدون من الرموز في البلد، وكانت له أياد بيضاء على كثير من أهل جدة ولم يمنعهم عملهم التجاري كأسرة تجارية عريقة في أن يكونوا في طليعة أهل الخير وأعمال الخير، وقال الشيخ صالح التركي (رجل أعمال) يعد الراحل الشيخ أحمد زينل من الرواد في تنمية الاقتصاد الوطني وله إسهامات كبيرة لا تخفى على الكثيرين في دعم مسيرة المملكة التجارية. وقال التركي يعتبر الراحل نموذجا يحتذى به؛ فهو مثال للشخصية العصامية التي يبحث عنها كل طموح من شباب الجيل لتكون له قدوة تنير له طريق النجاح، وقال «ونحن نودع هذا الرجل العظيم نسأل الله أن يرحمه بواسع رحمته فقد كان له العديد من الأنشطة الخيرية والاجتماعية ومنها في التعليم والتجارة وغيرها من الأعمال التي أسهمت في تنمية الإنسان السعودي». وأضاف الشيخ محمد الفضل (رجل أعمال) عندما نذكر الشيخ أحمد زينل -رحمه الله- يتبادر إلى أذهاننا تلقائيا الرجل الاقتصادي والتجاري الذي يعد من الطراز الأول، بالإضافة إلى أنه رجل العلم والتعليم وتميز بصبره وحبه لخدمة دينه ووطنه، بالإضافة إلى متابعة كافة أعماله والإشراف عليها بنفسه.
محب للوطن
يقول نائب رئيس مجلس غرفة جدة المهندس مازن بترجي إن بيت زينل تعد أحد روافد الاقتصاد الوطني السعودي، والفقيد استطاع أن يضع بصمة قوية كشركة عائلية متعددة الأنشطة والعمليات يشار لها بالبنان وإسهاماته في المجال التعليمي والأعمال الإنسانية، مثمنا مسيرة الفقيد وطيبته وحبه للوطن في الأعمال الخيرية بعيدا عن الأضواء وكل همه وشغله الشاغل مد يد العون للآخرين وندعو له بالمغفرة والجزاء في ميزان حسناته والفقيد خسارة كبيرة للوطن ..إنا لله وإنا إليه راجعون.
رجل عصامي
وقال الدكتور عبدالله صادق دحلان عضو مجلس إدارة غرفة جدة إن الفقيد يعد أحد رجال الأعمال العصاميين والمكافحين في البلاد ومشهود له بتنوع أعماله وشركاته واستطاع أن يرسم نجاحات شركاته وصناعاته من البداية برؤية ثاقبة وأعماله الإنسانية والخيرية والتعليمية معروفة وواضحة للجميع.
ويضيف الدحلان أن بيت زينل من البيوت التجارية العريقة في بلادنا وخدمت الاقتصاد الوطني والتجارة؛ فالفقيد من الرعيل الأول والمخضرم وانتهج أسلوب الالتزام بالنجاح والنمو هو شعار المجموعة.
دمث الخلق
ويضيف رجل الأعمال وعضو مجلس إدارة غرفة جدة زياد البسام أن بيت زينل التجاري ساهم في تنمية الاقتصاد الوطني، فالفقيد إسهاماته عديدة ومتنوعة ورجل فاضل جدا ويتمتع بدماثة الخلق وحريص على تنويع القاعدة الاستثمارية للمجموعة من قطاع التجارة والصناعة والبتروكيماويات وغيرها من القطاعات الاستثمارية مستعرضا جهود بيت زينل في تأسيس مدارس الفلاح، وقد بذلوا الكثير من الجهود من أجل نشر التعليم، والمتتبع لهذه المدارس يجد أنها خرجت العديد من الشخصيات البارزة وتسلموا مناصب عليا فبعضهم وزراء مشهود لهم وبعضهم رجال أعمال ناجحون. رجل الأعمال خالد الجفالي أوضح أن علاقته بالفقيد تمتد لما يزيد عن 25 عاما، وقال: التقيت بالشيخ زينل في مناسبة سعيدة بالنسبة لي وهي يوم زواجي، حيث ما زلت أتذكر تهنئته التي صاغها في عبارات طريفة تنم عن تواضع جم، وتؤكد حرصه رحمه الله على التواصل مع الجميع، ومشاركتهم أفراحهم تماما كما كان يحرص على قضاء حاجات الناس والوقوف معهم في النوائب كلما اقتضت الحاجة.

المصدر : عكاظ 1433/12/17هـ.