موقع المكتبة الحالي هو مكان ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1-2)

كثر اللغط حول موقع مكتبة مكة المكرمة، وأنه المكان الذي وُلد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وتكلم في هذا الموضوع في الوقت الحاضر مَنِ لم يقرأ التاريخ، ولم يكلف نفسه بالبحث، هذا ما دعا إلى دراسة الموضوع دراسة علمية موضوعية متجردة، وكأني بقول الشاعر:
كثرت دعاة الفقه حتى
لقد غلب النهيق على الصهيل
وما كل الوقود بنار موسى
ولا كل الفواطم كالبتول

معظم من يكتب في هذا الموضوع إنما يكتب متأثراً بما يقع من العامة الجهلاء دون بحث ودراسة، لهذا لابد عند الحديث عن مكان المولد النبوي الشريف وكل أثر تاريخي، الفصل بين أمرين:
1- الحقيقة التاريخية.
2- الممارسات المخالفة.
لا شك أن الممارسات المخالفة تثير غيرة المخلصين بما يؤدي إلى النفي، لكن ليس بهذا التوجه يكون البحث العلمي الدقيق، من أجل التوصل إلى الحقيقة المجردة لهذا الموضوع لابد من عرض نصوص العلماء الموثوق بعلمهم وأمانتهم العلمية.

تقديم:
ليس صعباً معرفة أماكن ولادة الأشراف في المجتمع، فمن مسلمات التاريخ الإسلامي أن عائلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف العائلات القرشية، وأرفعها مكانة، مقر اقامتهم بمكة شعب بني هاشم، مكان معروف، مشهور قديماً وحديثاً، وقد كان لبني هاشم، أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم الزعامة في قريش، ولمواليدهم أهمية خاصة، وفي مقدمتهم محمد بن عبدالله، رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كانت عائلته صلى الله عليه وسلم من أنبههم، وأعلاهم شأناً، فهم ليسوا بالمجهولين مكانة، فمن ثم كانت ولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو الاختيار الإلهي للرسالة الخاتمة معروفة، ومعلومة، وإنما يجهل مكان ولادة الأشخاص العاديين، المغمورين الذين ليس لهم شأن في المجتمع، لهذا لم يكن ثمة أدنى شك لدى العقلاء العالمين، والعامة الأميين معرفة مكان ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند كافة المحققين، وقد اثبت هذا التواتر العلمي، والمحلي، وتطابقهما.

التواتر العلمي:
التواتر لغة: «ترادف الأشياء المتعاقبة واحداً بعد واحد بمهلة.
واصطلاحاً: خبر جمع يمتنع تواطؤهم على الكذب -من حيث كثرتهم- عن محسوس(1).

حكم التواتر: «يفيد العلم القطعي، وهو قول كافة أهل العلم(2).
شروط مصطلح التواتر متوافرة في هذا الحدث العظيم، ولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومكان مسقط رأسه الشريف صلى الله عليه وسلم.

تقدم الدراسة هنا نماذج فقط -على سبيل الاستشهاد وليس على سبيل الحصر والاستقراء- من كتابات المؤلفين في علوم متعددة وأزمنة مختلفة اهتمت بتعيين المكان الذي ولد فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة، بما له دلالة على التواتر العلمي، ولعلاقته مكاناً بموضوع الدراسة:
أولاً: مدونات السيرة النبوية الشريفة:
ينقل كتاب السيرة النبوية المتأخرون ما أثبته النقلة من الصحابة والتابعين في مدوناتهم العلمية، فهو نقل الثقات عن الثقات، عن الثقات، يدرك صحة هذه النقول كل من له علاقة بالتراث الإسلامي، وبخاصة مدونات علم الحديث النبوي الشريف، المعتد بها صحة ونقلاً، يأتي في مقدمتها:
* كتاب (الاستيعاب في أسماء الأصحاب):
تأليف: العلامة المحدث ابي عمر يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر (ت 463هـ/ 1070م) جاء فيه فيما يتصل بمكان ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الزبير: حملت به أمه صلى الله عليه وسلم أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى، وولد صلى الله عليه وسلم بمكة في الدار التي كانت تدعى لمحمد بن يوسف أخي الحجاج...(3).
كتاب (الروض الانف في تفسير ما اشتمل عليه حديث السيرة النبوية لابن هشام):
تأليف: العلامة الفقيه المحدث ابي القاسم عبدالرحمن بن عبدالله السهيلي (ت 581هـ/ 1185م) فقد ذكر:
«ان النبي صلى الله عليه وسلم ولد بالشعب، وقيل: بالدار التي عند الصفا، وكانت بعد لمحمد بن يوسف أخي الحجاج، ثم بنتها زبيدة مسجداً حين حجت...(4).

صدر حديثه عن مكان ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم بالقول الراجح كما هي عادة المؤلفين، ثم ثنى بالقول الآخر المرجوح، وهو انه «ولد بالدار التي عند الصفا» فمن ثم أعقبها بقوله: «وقيل»، وهي للتمريض، والتضعيف(5).
- كتاب (إمتاع الاسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع):
تأليف: العلامة المؤرخ تقي الدين احمد بن علي المقريزي (ت 845هـ/ 1441م) وفيه يقول:
«ولد محمد صلى الله عليه وسلم بمكة في دار عرفت بدار ابن يوسف من شعب بني هاشم يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول...(6).
- كتاب (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد):
تأليف: العلامة الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942هـ/ 1535م) ذكر القول الراجح الذي عليه الجمهور في «الفصل الثاني: في مكان ولادته صلى الله عليه وسلم، هل ولد بمكة، أو غيرها، والصحيح الذي عليه الجمهور هو الأول(7)، ثم ذكر الأقوال الضعيفة عن مكان ولادته صلى الله عليه وآله وسلم في مكة، قدم الصحيح الراجح من تلك الأقوال.

فيما يتعلق بالمنهج العلمي في التعامل مع عرض الأقوال يقول الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي:
«إن من التدقيق ما يكون خروجاً عن منهج التدقيق والتمحيص، وذلك حينما يكون التدقيق -مثلاً- اتباعاً للاحتمالات الضعيفة، واسقاطاً للاحتمالات الراجحة، أو الثابتة بالأدلة والمنهج!

إن الأخذ بالاحتمالات الضعيفة اتجاه بغير دليل، وإن الحكم للاحتمالات الضعيفة في مقابل الاحتمالات الراجحة، أو الأدلة الراجحة عدول عن منهج التحقيق والتثبت، ولو بدا ظاهر الامر انه تدقيق(8).

ثانياً: مدونات التاريخ المكي:
حظي التاريخ المكي بالتدوين الدقيق من قبل مؤلفين مكيين، ومن حسن الحظ انه دونه المحدثون، الفقهاء، القضاة، الذين لا يقيمون وزناً الا للمعلومة الصحيحة التي تثبت على المعايير العلمية الدقيقة، ان قراءة اثار هؤلاء خير شاهد ودليل على واقعهم العلمي، والاجتماعي، من هذه المؤلفات:
- كتاب (اخبار مكة وما جاء فيها من الآثار):
تأليف: شيخ المؤرخين المكيين أبي الوليد محمد بن عبدالله بن احمد الازرقي (ت 223هـ/ 837م) ورد لديه موضوع الآثار الإسلامية التاريخية في مكة المكرمة تحت:
«مولد النبي صلى الله عليه وسلم، أي البيت الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وهو في دار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، كان عقيل بن ابي طالب أخذه حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه وفي غيره يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، عام حجة الوداع، حين قيل له: أين تنزل يا رسول الله؟ وهل ترك لنا عقيل من ظل؟!

فلم يزل بيده وبيد ولده حتى باعه ولده من محمد بن يوسف فأدخله في داره التي يقال لها البيضاء، وتعرف اليوم بابن يوسف، فلم يزل ذلك البيت في الدار حتى حجت الخيزران، ام الخليفتين موسى وهارون، فجعلته مسجداً يصلى فيه، واخرجته من الدار، واشرعته في الزقاق الذي في أصل تلك الدار، يقال له زقاق المولد.

حدثنا أبو الوليد، قال: سمعت جدي ويوسف بن محمد يثبتان أمر المولد، وانه ذلك البيت لا اختلاف فيه عند اهل مكة.

حدثنا أبو الوليد قال: حدثني رجل من اهل مكة يقال له سليمان بن ابي مرحب مولى بني خيثم قال: حدثني ناس كانوا يسكنون ذلك البيت قبل ان تشرعه الخيزران من الدار، ثم انتقلوا عنه حين جعل مسجداً، قالوا: لا والله ما اصابتنا فيه جائحة، ولا حاجة، فاخرجنا منه فاشتد الزمان علينا(9).

- كتاب (اخبار مكة في قديم الدهر وحديثه):
تأليف: ابي عبدالله محمد بن إسحاق الفاكهي (ت 245هـ/ 859م) خصص باباً بعنوان (المواضع التي يستحب فيها الصلاة بمكة وآثار النبي صلى الله عليه وسلم فيها وتفسير ذلك)(10):
«البيت الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، في دار ابن يوسف، ولم يزل هذا البيت في الدار حتى قدمت الخيزران ام الخليفتين: موسى وهارون، فجعلته مسجداً يصلى فيه، واخرجته من الدار، وزعم بعض المكيين ان رجلاً من اهل مكة يقال له: سليمان بن أبي مرحب كان يذكر: أن ناساً سكنوا هذا البيت، ثم انتقلوا منه، قالوا، (والله ما اصابتنا فيه حاجة، ولا جائحة قط، فلما خرجنا منه اشتد علينا الزمان). وهو من أصح الآثار عند اهل مكة يحقق ذلك مشايخهم(11).

- كتاب (شفاء الغرام باخبار البلد الحرام):
تأليف: الحافظ ابي الطيب تقي الدين محمد بن احمد بن علي الفاسي المكي المالكي (775-832هـ).

«المولد الذي يقال له: مولد النبي صلى الله عليه وسلم، بالموضع الذي يقال له: سوق الليل، وهو مشهور عند اهل مكة، وذكر السهيلي ما يستغرب في تعيين الموضع الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وفيمن بناه، لأنه قال: وولد بالشعب، وقيل بالدار التي عند الصفا، وكانت بيد محمد بن يوسف أخي الحجاج، ثم بنتها زبيدة مسجداً حين حجت، وذكر الحافظ علاء الدين مغلطاي في سيرته ما ليستغرب ايضاً في تعيين الموضع الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه قال: فيما انبئت به عنه، ولد بمكة، ثم قال: في الدار التي كانت لمحمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، ويقال بالشعب، ويقال بالردم، وقيل بعسفان (انتهى).

والمستغرب من ذلك ما قيل من أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد بالردم، وقيل بعسفان، والقول بأنه ولد بالردم رواه أبو حفص بن شاهين في الناسخ والمنسوخ، لأنه قال: حدثنا أحمد بن عبدالله بن جراد قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالردم وختن بالردم، واستبعث من الردم، وحمل من الردم، قال البكري: ردم بني جمح بمكة، كانت فيه حرب بينهم وبين بني محارب بن فهر فقتلت بنو محارب من بني جمح اشد القتل، فسمي ذلك الموضع بما ردم عليه من القتلى(12).

ومّما تجدر الإشارة إليه ان الامام تقي الدين الفاسي، جدد المعلومات عن هذه الأمكنة، ووصفها وصفاً دقيقاً على ما كانت عليه حالها في زمنه، فقد جاء في ثنايا كتابته عن بعضها في أكثر من موضع هذه العبارة:
«وكان تحرير ما ذكرناه بحضوري» مما يقدر له تمام الاهتمام والتحرير والتدقيق.

ليس هذا فحسب بل انه يصحح الصحيح منها، ويؤكده بتحقيقه بالوسائل العلمية، والنقول المتوافرة لديه، ويضعف الضعيف منها بأسلوب علمي موضوعي، الامر الذي يقوي الثقة في اعتماد كتاباته، والتسليم بها، ليس هذا غريباً من الامام تقي الدين الفاسي فهو محدث، فقيه تولى القضاء بمكة المكرمة، دون في كتابه ما دون من حقائق بحاسة العالم الذي يحمل أمانة علمية ينبغي ان يؤديها على وجهها الأكمل، وقد فعل رحمه الله تعالى، فأدى الأمانة بكل صدق وإخلاص، تجلى هذا فيما ذكره تحت العنوان السابق في صفحات عديدة يصعب نقلها كاملة هنا، ولكن تم الاقتباس لاجزاء منها بما يتفق وأهداف هذا البحث لتقديم صورة واضحة عن التواتر العلمي لتحقيق مكان ولادة النبي صلى الله عليه وسلم يرويه العلماء لاحقاً عن سابق في تواتر علمي سليم، بل ان هذا يعد من خصائص المدرسة التاريخية المكية بالتسلسل من الإمام الأزرقي نزولاً إلى الإمام تقي الدين الفاسي.

- كتاب (الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف):
تأليف: جمال الدين محمد جار الله بن محمد نور الدين بن ابي بكر بن علي ابن ظهيرة القرشي المخزومي (ت 986هـ/ 1578م) خص الخاتمة (في ذكر الأماكن المعظمة والمشاهد المكرمة التي تقصد زيارتها، المشهورة بالفضل بمكة شرفها الله تعالى، وحرمها، وضواحيها من المواليد والدور والمساجد والجبال والمقابل وما أشبه ذلك).

بدأ أول ما بدأ بذكر المواليد فقال:
«فمنها، وهو من أجلها مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنبدأ به وهو بمكة في المكان المعروف بسوق الليل مشهور بمولد النبي صلى الله عليه وسلم».
إلى أن يقول:
«وكون هذا المكان مولده صلى الله عليه وسلم، مشهور، متوارث، يأثره الخلف عن السلف، وجرت العادة بمكة في ليلة الاثنين، عشر من ربيع الأول في كل عام ان قاضي مكة الشافعي يتهيأ لزيارة هذا المحل الشريف بعد صلاة المغرب في جمع عظيم منهم الثلاثة القضاة، وأكثر الاعيان من الفقهاء والفضلاء، وذوي البيوت بفوانيس كثيرة، وشموع عظيمة، وزحام عظيم(13).
ثم استمر في عرض هذه الأماكن بالتفصيل.
- كتاب (الاعلام بإعلام بيت الله الحرام في تاريخ مكة المشرفة):
تأليف: محمد قطب الدين بن احمد علاء الدين بن محمد النهروالي المكي الشهير بالقطبي (917- 990هـ/ 1511-1582م) جعل الحديث عن الأماكن التاريخية المأثورة خاتمة كتابه بعنوان: (خاتمة في ذكر المواضع المباركة والأماكن المأثورة بمكة المشرفة) وقد عرض لها بشكل مفصل، وتتبع تاريخي منتظم جاء في مقدمتها:
«دار السيدة خديجة رضي الله عنها، ثم مولد النبي صلى الله عليه وسلم ثم دار الارقم المخزومي...».
ثم ذكر بقية الأماكن، وما يتصل بتاريخها وعمارتها، اقتصر الامام القطبي النهروالي على المعروف منها في عصره، وهو ما أنهى مقالته بقوله:
«فاقتصرنا على المألوف منها(14).

- كتاب (الارج المسكي في التاريخ المكي وتراجم الملوك والخلفاء):
تأليف: علي بن عبدالقادر الطبري (ت 1070هـ/ 1659م) عقد (الفصل الثالث في الأماكن المشهورة فيها [مكة المكرمة]، وفي المساجد) فقال:
«بمكة ونواحيها أماكن مشهورة...».
بدأ أول ما بدأ بذكر مكان ولادة النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً:
«بفم شعب علي، وهو معروف وقد ذكروه...(15).

- كتاب (منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم):
تأليف: علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري (1057-1125هـ/ 1647-1713م) ذكر: (أماكن مكة ومزاراتها) فجاء تحت هذا العنوان العبارة التالية:
«وبمكة أماكن كثيرة، ومزارات مشهورة، وقد ذكرها المؤرخون في مطولاتهم، وسيأتي ذكر بعضها في محل الحاجة...(16).
وقد عينه أخيراً بقوله:
«مولده صلى الله عليه وسلم: ولما كان يوم الاثنين لاثنتي عشرة مضت من ربيع الأول على المشهور، ولد بالمولد المعروف به الآن عام الفيل، وعليه الاتفاق...(17).

- كتاب (تحصيل المرام في اخبار البيت الحرام والمشاعر العظام ومكة والحرم وولاتها الفخام):
تأليف: محمد بن احمد بن سالم بن عمر المكي المالكي، المعروف بابن الصباغ (ت 1321هـ/ 1903م) عقد (الفصل الثالث في الأماكن التي يستجاب فيها الدعاء بمكة المشرفة وحرمها، وما قاربها...) ثم قال:
«وذكر القاضي مجد الدين الشيرازي في كتابه: (الوصل والمنى) مواضع أُخر بمكة، وحرمها يستجاب فيها الدعاء لأنه نقل عن النقاش المفسر انه قال في منسكه: ويستجاب الدعاء على ثبير، وفي مسجد الكبش، زاد غيره وفي مسجد الخيف...».

إلى ان قال: «وفي دار خديجة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الجمعة، وفي مولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين عند الزوال، وفي دار الخيزران عند المختبأ بعد العشاءين(18).

- كتاب (سالنامة العربية في شأن الدول العثمانية) الصادرة عام 1303هـ/ 1885م:
ذكرت (المواضع المباركة المأثورة بمكة شرفها الله تعالى) بإسهاب، وذكرت ما جرى عليها من إصلاحات وتطوير(19).

- كتاب (العقد الثمين في فضائل البلد الأمين):
تأليف: العلامة المؤرخ المحدث احمد بن محمد الحضراوي (1252-1327هـ) خص الفصل الثالث (في مآثرها [مكة المكرمة] المشتملة عليها) وصلت لديه إلى واحد وثلاثين موضعاً، لم يكن عرضه مقصوراً على ما هو منسوب منها للنبي صلى الله عليه وسلم، بل سرد ما يتصل ببعض الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، عرض لكل ما ذكره السابقون، صحح منها الصحيح، وزيف منها ما ليس صحيحاً(20).

- كتاب (إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام):
تأليف: العلامة المحدث عبدالله بن محمد الغازي المكي الحنفي (1290-1365هـ/ 1873-1945م) عقد عدة فصول لهذا الموضوع بشكل تفصيلي وعرض لمعظم ما دونه المؤلفون المكيون السابقون يأتي البحث هنا إلى عناوين تلك الفصول: الفصل الثالث: (في ذكر المساجد المأثورة المباركة)(21).
الفصل الرابع: (في ذكر المواضع المعروفة بمكة بالمواليد)(22).
استعرضها تفصيلاً، وتتبع تواريخ عمارتها، واهتمام الملوك والأمراء بها.
الفصل الخامس: (في ذكر الأماكن المشهورة التي لها تعلق بالمناسك)(23).
الفصل السادس: في ذكر بعض الأماكن التي ليس لها تعلق بالمناسك ولكنها اشتهرت بين الناس)(24).
إلى غير ذلك من المؤلفات التاريخية العديدة...

وللحديث تتمة..
• عضو هيئة كبار العلماء



الهوامش:
‏1-‏ الزركشي بدرالدين محمد بن بهادر بن عبدالله الشافعي البحر ‏المحيط في اصول الفقه الطبعة الأولى قام بتحريره عمر ‏سليمان الاشقر وراجعه عبدالستار أبو غدة ومحمد سليمان ‏الاشقر (الكويت: وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية عام ‏‏1409هـ /1988م ج4، 231.‏
‏2-‏ آل تيمية أبو البركات عبدالسلام بن تيمية وولده أبو المحاسن ‏عبدالحليم بن عبدالسلام وحفيده أبو العباس احمد بن عبدالحليم ‏بن عبدالسلام المسودة في اصول الفقه الطبعة الاولى تحقيق ‏أحمد بن ابراهيم بن عباس الندوي (الرياض: دار الفضيلة ‏للنشر والتوزيع عام 1422هـ/ 2001م )ج1، 467.‏
‏3-‏ الهامش الاسفل من كتابة الاصابة الطبعة الأولى
(مصر: ‏المكتبة التجارية الكبرى لصاحبها مصطفى محمد، عام ‏‏1358هـ/ 1939م) ج1،13.‏
‏4-‏ الطبعة الأولى (مصر: مطبعة الجمالية عام 1332هـ/ 1914م) ج1، 107.‏
‏5-‏ ‏(قيل) صيغة تضعيف وتمريض، على معنى ان ما يُحكي ‏بعدها ضعيف ليس معتمدا.‏
‏6-‏ الطبعة الاولى، تصحيح محمود محمدشاكر (القاهرة: لجنة ‏التأليف والترجمة والنشر عام 1941م) ج1، 3.‏
‏7-‏ الطبعة الاولى تحقيق مصطفى عبدالواحد (القاهرة: المجلس ‏الاعلى للشؤون الاسلامية لجنة احياء التراث الاسلامي، عام ‏‏1392ه/1972م) ج1، 408.‏
‏8-‏ توثيق السنة النبوية وعناية السلف به ملامح عن المنهج ‏ودلائله ومظاهره وأثره، الطبعة الأولى (معلومات النشر: د، ت ‏عام 1428هـ/2007م) 86.‏
‏9-‏ الطبعة الثالثة دراسة وتحقيق رشدي الصالح ملحس (مكة ‏المكرمة: مطابع دار الثقافة، عام 1398هـ/1987م) ج2، ‏‏199.‏
‏10- انظر: الفصل الخامس من كتاب الاماكن المأثورة المتواترة ‏في مكة المكرمة عرض وتحليل بعنوان (آراء العلماء في ‏زيارة الاماكن المأثورة المتواترة في مكة المكرمة) تأليف ‏عبدالوهاب ابراهيم ابو سليمان الطبعة الأولى (لندن: مؤسسة ‏الفرقان للتراث الاسلامي 1431هـ/ 2010م)123.‏
‏11- الطبعة الثانية دراسة وتحقيق عبدالملك بن عبدالله بن دهيش ‏‏(مكة المكرمة: مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة 1414هـ/ ‏‏1994م) ج4، 5.‏
‏12- الطبعة الثانية تحقيق ومقابلة أيمن فؤاد سيد ومصطفى محمد ‏الذهبي (مكة المكرمة: مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة ‏‏1999م) ج1، 508.‏
‏13- الطبعة الثالثة (مكة المكرمة: توزيع مكتبة الثقافة ‏‏1392هـ/1972م) 325.‏
‏14- الطبعة الاولى تقديم السيد محمد أمين كتبي شرح محمد طاهر ‏عبدالقادر الكردي (مكة المكرمة: المكتبة العلمية لصاحبها ‏عبدالفتاح فدا واولاده ت.د)353.‏
‏15- الطبعة الاولى تحقيق وتقديم اشرف احمد جمال (مكة ‏المكرمة:المكتبة التجارية مصطفى باز ‏‏1416هـ/1996م)68.‏
‏16- الطبعة الاولى دراسة وتحقيق جميل عبداله4 محمد ‏المصري (مكة المكرمة: جامعة ام القرى 1419هـ/1998م) ‏ج1 ، 226.‏
‏17- ج1 ، 440.‏
‏18- الطبعة الاولى دراسة وتحقيق عبدالملك بن عبدالله بن دهيش ‏‏(مكة المكرمة: مكتبة الاسدي 1424هـ /2004م) ج2/ ‏‏586.‏
‏19- انظر: دحلان احمد زيني الطبعة الثانية (مكة ‏المكرمة: المطبعة الميرية عام 1303هـ/1885م) 148.‏
‏20- انظر الطبعة الثانية تحقيق محمد زينهم محمد ‏عزب (مصر: مكتبة الثقافة الدينية ت.د) 102 -108.‏
‏21- انظر الطبعة الاولى دراسة وتحقيق عبدالملك بن دهيش (مكة ‏المكرمة: مكتبة الاسدي للنشر والتوزيع 1430هـ/2009م ‏ج2، 37-62.‏
‏22- انظر ج2، 67 -85.‏
‏23- انظر ج2، 86-131.‏
‏24- انظر ج2، 131-144.‏

المصدر : جريدة المدينة - الرسالة 1432/9/5هـ بقلم ا.د.عبدالوهاب ابوسليمان .