عادة قديمة جرى عليها أهالي مكة وتتواصل حتى عيد الفطر
اعتاد السعوديون عامة، وأهالي العاصمة المقدسة خاصة، على وجود مدفع رمضان الذي يكون إلى جانب الأذان، مؤذنا بالإفطار تارة، وبالإمساك وقت السحور تارة أخرى.
المدفع الرمضاني الذي ينقل التلفزيون السعودي يوميا وعلى الهواء مباشرة، لحظة إطلاقه، عرف عنه ظهوره في غرة الشهر الفضيل، واختفاؤه طيلة أيام السنة، بالإضافة إلى استثماره في الأعياد إيذانا بدخول العيدين السنويين.
والمدفع الذي لن يتوانى عن الأنظار طيلة 30 عاما الماضية بقرابة 4500 طلقة صوتية على الرغم من وجوده مدة أكثر من 30 عاما الماضية، ولكن على أقل تقدير فهو لم يختف عن النظر طيلة الـ3 عقود الماضية.
وجرت العادة في العاصمة المقدسة مكة المكرمة (غرب السعودية) أن تطلق المدافع الصوتية، وذلك مع دخول وقت صلاة المغرب إيذانا بالإفطار، أمام ذلك تأهب مدفع رمضان بمكة المكرمة لإطلاق أولى سبع قذائف صوتية ليعلن دخول شهر رمضان المبارك ابتهاجا، ليبدأ مزاولة مهامه الرمضانية بعد استراحة دامت عاما كاملا بغرفته المخصصة له في مقر إدارة المهمات والواجبات بمكة المكرمة.
وتم تجهيز المدفع بالذخيرة اللازمة «قذائفه الصوتية» التي يتم استخدامها طوال شهر رمضان المبارك طيلة الشهر وحتى أول أيام عيد الفطر، حيث يطلق طلقة عند دخول وقت الإفطار وأخرى عند دخول وقت السحور وطلقتان للإعلان عن الإمساك يوميا.
أما عند دخول عيد الفطر المبارك فتدوي طلقاته الصوتية ابتهاجا مختتما نشاطه للعام الحالي، ويتم نقله إلى غرفته بمقر المهمات بعد أن أكمل إنجاز مهمته، ويبلغ مجموع الطلقات التي يطلقها منذ دخول شهر رمضان المبارك حتى الإعلان عن دخول عيد الفطر المبارك 150 طلقة تقريبا.
وخصص عدد من رجال الأمن للعناية به وتجهيزه وتهيئته وصيانته وتنظيفه منذ وقت مبكر وطيلة الشهر الكريم وإطلاق الذخيرة الصوتية عند الإفطار وقبل السحور وعند الإمساك قبل صلاة الفجر.
ويعد مدفع رمضان أسلوبا من الأساليب المستخدمة في الإعلان عن دخول شهر رمضان المبارك وموعد الإفطار والإمساك، في كل يوم منذ دخول الشهر الكريم حتى دخول عيد الفطر، وهو تقليد متبع في العديد من الدول العربية والإسلامية ورمز من رموز شهر رمضان المبارك ليس في المملكة، بل في جميع الأقطار الإسلامية. ويعتبر مدفع رمضان في مكة المكرمة آلة يتم نقلها بواسطة مركبة من مقر إدارة المهمات والواجبات إلى مكانه الذي خصص له بجبل من جبال مكة المكرمة المتميز بارتفاعه وخلوه من السكان وقربه من المسجد الحرام وأطلق عليه جبل أبو المدافع.
ويطلق المدفع ذخائر صوتية ناجمة عن عملية انفجار البارود واحتراقه داخل فوهة المدفع، حيث ينطلق الصوت ليسمع في كافة أرجاء مكة المكرمة ويصدر دخانا متصاعدا نتيجة لاحتراق البارود بعد إطلاق الذخيرة. وقد استبدل في السنوات الأخيرة بالمدفع الموجود آخر جديدا وهو شبه آلي، كما أن القذيفة التي يتم طلقها جاهزة وليس على الشخص الذي يقوم بإطلاقها إلا وضعها في المكان المخصص لها ومن ثم يضغط الزر المعين لإطلاق الصوت، بعكس المدفع السابق الذي كان يعمل يدويا، حيث يتم ملء فوهة المدفع بالبارود ومن ثم يتم كبسه يدويا، بعد ذلك يتم إطلاق القذيفة عبر سحب حبل للخلف بشدة ومن ثم ينطلق الصوت ويقوم الشخص المسؤول بإطلاق القذيفة يوميا عند سماع صوت الأذان للإعلان عن دخول وقت الإفطار وعند دخول وقت السحور وعند وقت الإمساك.
وكان في مكة المكرمة عدة مدافع في مواقع مختلفة في عدد من أحياء مكة المكرمة، وأصبح الآن لا يوجد إلا مدفع واحد وهو الذي يتم استخدامه فقط، وذلك بسبب توافر وسائل الإعلان المختلفة ووسائل الاتصال المتعددة والمتنوعة للإعلان عن دخول الشهر الكريم والإفطار والإمساك، مما جعل الحاجة إلى استخدام المدفع للإعلان عن ذلك غير ضرورية وإنما يتم استخدامه كرمز من الرموز والطقوس الرمضانية الموروثة في عدد من الدول الإسلامية والعربية.
المصدر : الشرق الاوسط 1432/8/30هـ
0 تعليقات